نيويوركر: ماذا يريد الأسد ؟


جراسا -

تناولت مجلة نيويوركر الأميركية الضربة الأخيرة التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع تابعة للنظام في سوريا، وتساءلت عما يريده رئيس النظام السوري بشار الأسد.

فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب ديكستر فيلكينز قال فيه إن "الدكتاتور" الأسد ربما يكون الآن مبتسما وهو يختبئ عميقا في متاهته الإسمنتية، وإنه يراهن أن بإمكانه استخدام الأسلحة الكيميائية لإحراز نصر في دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

ويضيف فيلكينز الأسد يراهن كذلك أن بإمكانه النجاة هو ونظامه مهما اتخذ العالم من ردود إزاء فعلته هذه، وأنه يعتبر على حق في رهانه هذا.

ويشير إلى المشاهد الصادمة جراء تعرض دوما للقصف بالأسلحة الكيميائية، لافتا إلى أن التأكيدات التي عرضها الثوار السوريون وبعض المسؤولين الأميركيين بشأن من ارتكب الهجوم؛ تعتبر مقنعة.

ويوضح الكاتب أن هذه الأسلحة الكيميائية ربما تتكون من غاز أعصاب مثل "في.إكس" أو غاز السارين الذي تم إلقاؤه بعبوات كبيرة تحتوي أيضا على الكلور، وأن هذه العبوات تبدو كبيرة جدا ولا يمكن حملها إلا بطائرة أو مروحية، وأن المعارضة لا تمتلك طائرات.

ويقول إن هناك الكثير من التكهنات بشأن دوافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لضرب سوريا، ويقول إن الأسد يستحق العقاب الأسوأ، لكن الولايات المتحدة والغرب لن يفعلا شيئا في هذا السياق.

ويوضح فيلكينز أنه كان بإمكان القوات الأميركية أن تلحق أضرارا أكبر بكثير، إذ كان يمكن لترمب أن يأمر بقتل الأسد وجميع من حوله لو أراد، وسط الخشية من تفاقم الأوضاع.

ويقول إنه ما إن غرد ترمب مطلع الأسبوع الماضي بعزمه ضرب سوريا، حتى بدأ الأسد بنقل طائراته الحربية إلى القواعد الروسية.

ويضيف الكاتب أنه ليس لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا أي مشاعر خاصة تجاه الأسد، لكن بوتين سيقاتل بعناد للحفاظ على موطئ قدمه الجديد في المنطقة، وذلك بعدما انتقل إلى فراغ السلطة في الشرق الأوسط الذي أوجده التقاعس الأميركي تجاه ما يجري في سوريا.

ويتابع أنه من الواضح أن الأميركيين لا يريدون فعل أي شيء يمكن أن يؤدي إلى سقوط الأسد المفاجئ، وذلك وسط خشية في البيت الأبيض وبين القادة العسكريين من أن الانهيار المفاجئ لنظام الأسد سيؤدي إلى الفراغ والفوضى والمذابح، وخاصة ضد العلويين.

ويشير فيلكينز إلى أن الأسد يعرف هذا وأن إستراتيجيته كانت واضحة: دع الأميركيين والدول الغربية الأخرى يركزون على تدمير تنظيم الدولة، عدوه الرئيسي.

ويقول إن موقف الأسد تعزز بشكل كبير بسبب الهزيمة التي ألحقها التحالف الدولي بتنظيم الدولة، وإنه كان مؤخرا يحاول تعزيز الشريط الطويل للمدن والبلدات التي يقيمها بين البحر المتوسط وحلب ودمشق.

ويشير الكاتب إلى أن الغوطة الشرقية -ودوما خاصة- مثلت إحدى آخر المناطق التي يسيطر عليها الثوار في ريف دمشق، وأن قوات الأسد قد استُنزفت، وذلك رغم دعم حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وأن هذا القوات جميعها كانت ستواجه قتالا شاقا للغاية في دوما، وأنه لهذا تم استخدام الأسلحة الكيميائية.

ويختتم بأن هذه الضربات الصاروخية قد تردع الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى لفترة من الزمن، لكنه من غير المرجح أن يغير هذا الإجراء مسار الحرب أو حتى حسابات الأسد إزاء استخدام مثل هذه الأسلحة مرة أخرى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات