تحية اعتزاز بالشعب الفلسطيني في يوم الارض


يحتفل الفلسطينيون، في الداخل والشتات، في الثلاثين من آذار من كلّ عام بيوم الأرض للتعبير عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة ولتذكير العالم بحقوقهم المشروعة في العودة الى ديارهم المغتصبة والتي أقرتها المواثيق والعهود الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة..

ويعود إحياء هذه الذكرى إلى قيام سلطات الكيان الصهيوني الغاشم في عام 1976بمصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينيّة لاقامة المستوطنات الاسرائيلية لايواء قطعان المستوطنين الذين فتحت لهم إسرائيل الباب على مصراعيه للهجرة الى فلسطين من جميع أنحاء العالم، حيث عمّت الاضرابات والمظاهرات ومسيرات الاحتجاج أرض فلسطين من الجليل شمالا إلى النقب جنوبا، واندلعت مواجهاتٌ عنيفة مع قوات الاحتلال الصهيوني أدّت إلى استشهاد واعتقال المئات من الفلسطينيين.

وبالرغم من التحديات والمخاطر التي يواجهها الفلسطينيون في الاراضي المحتلة بما في ذلك الاجراءات القمعية والممارسات التعسفية التي تطبقها سلطات الاحتلال ضدهم، إلا أنهم يصرون على إحياء هذه الذكرى بإقامة الفعاليات الاحتجاحية، مع الاشارة الى أن هذه الفعاليات والنشاطات لا تقتصر على فلسطينيي الداخل، بل أنه تقام فعاليات احتجاجية مماثلة في العديد من الدول العربية الشقيقة والصديقة المؤيدة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بما في ذلك الدول الاوروبية التي كانت ذات يوم من الدول الأكثر تعصبا ودعما لاسرائيل والتي كانت ترفض بشكل قطعي فكرة مساندة القضية الفلسطينية بسبب نفوذ اللوبي اليهودي في تلك الدول وماكينة الاعلام الصهيوني التي صورت الشعب الفلسطيني بأنه شعب إرهابي متوحش يسعى لقتل الاسرائيليين ورميهم في البحر.

ولا تقتصر فعاليات هذا اليوم على إقامة المهرجانات الخطابية بل أنها تشمل كذلك المظاهرات والمسيرات الحاشدة وإطلاق الجداريات والمجسمات التي تعبّر عن المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني وأرض فلسطين بشكلٍ عام والقدس بشكلٍ خاص. كما تتضمن الفعاليات التي تنفذ داخل فلسطين، زراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي تمّ تجريفها على يد الاحتلال وافتتاح معارض المنتجاتٍ التراثيةٍ الفلسطينيةٍ، والأشغالٍ اليدويةٍ المتنوعة إضافة الى تنظيم حملاتٍ إلكترونيةٍ داعمة لحق العودة على مواقع التواصل الاجتماعيّ المختلفة.

ناهيك عن الاثار الاقتصادية والبيئية التي خلفتها عملية بناء جدار الفصل العنصري الذي بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذه في عام 2002 في شمال الضفة الغربية، على حياة نحو 250 ألف فلسطيني بعد أن عزلهم الجدار عن باقي مناطق الضفة الغربية بالرغم من ان محكمة العدل الدولية التابعة للامم المتحدة أدانت عملية إنشاء الجدار وطالبت اسرائيل بهدمه كونه منافيا للمواثيق والقرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ووفقا للمؤرخ الفلسطيني المعروف سلمان أبو ستة فإن السلطات الكيان الصهيوني صادرت بين عامي 1948 و2003 أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي تعود ملكيتها للفلسطينيين لغاية بناء المستوطنات.

وبعد كل هذه التضحيات والاستبسال المنقطع النظير من جانب الشعب الفلسطيني وإصراره على التمسك بحقه المشروع في العودة الى دياره أرض الاباء والاجداد.. فلسطين الحبيبة، مهد الديانات وأرض الحضارات وعبق التاريخ والجغرافيا، يسعى بعض زنادقة العصر لاسقاط هذا الحق نهائيا وإقامة وطن بديل للفلسطينيين في صحراء سيناء وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية التي يقيمون فيها فيما أصطلح على تسميته بصفقة القرن.

ولكن هيهات هيهات.. ففلسطين التي روى أهلها ثراها بدمائهم الزكية، ليست سلعة تباع وتشترى.. بل أنها عروس مهرها التضحيات والاستشهاد..

تحية إعجاب واعتزاز بشعبنا العربي الفلسطيني المكافح وتضحياته الأسطورية التي يعجز اللسان عن وصفها.. وإنا النصر قادم بإذن الله ومشيئته وصولا لاقامة الدولة المستقلة وإن غدا لناظره قريب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات