فظائع الحروب .. مسابقة قطع 100 رقبة ! (صور)


جراسا -

يوم السابع من شهر يوليو/تموز سنة 1937، وعلى إثر حادثة جسر ماركو بولو باشرت القوات اليابانية عملية غزو الأراضي الصينية معلنة بذلك بداية الحرب اليابانية – الصينية الثانية. خلال هذه الحرب والتي استمرت إلى حدود شهر سبتمبر/أيلول سنة 1945 ارتكبت القوات اليابانية فظائع عديدة ولعل أبرزها ما يعرف بمذبحة نانجنغ والتي قتل خلالها ما لا يقل عن خمسين ألف صيني (الحكومة الصينية تحدثت عن عدد قتلى يتجاوز ثلاثمائة ألف قتيل). في طريقها نحو منطقة نانجنغ، تمكنت القوات اليابانية من أسر الآلاف من المقاتلين الصينيين وتزامنا مع ذلك لم يتردد الجنود اليابانيون في إعدام نسبة هامة من هؤلاء الأسرى.

وما بين يوم الثلاثين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني ويوم الثالث عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول سنة 1937 أصبح الجنديان توشياكي موكاي وزميله تسويوشي نودا أبرز شخصيتين في اليابان، خلال تلك الفترة تصدر هذان الجنديان لأربع مرات عناوين أهم الصحف اليابانية وخاصة صحيفة "أوساكا ماينيتشي شيمبون" العريقة (والتي يعود تاريخ نشأتها لسنة 1872) بفضل ما عرف بمسابقة قطع مئة رقبة باستخدام السيف.

وخلال تلك الفترة الممتدة على أسبوعين، نقلت الصحف اليابانية وخاصة صحيفة "أوساكا ماينيتشي شيمبون" ضمن ما يعرف بالحملة الدعائية العسكرية اليابانية أخبارا رهيبة عن مسابقة كان بطلاها الملازم موكاي وزميله نودا، من خلال هذه المسابقة التي جرت وقائعها على الطريق المؤدي إلى نانجنغ بالصين وضع هذان الجنديان تحديا من أجل قطع رؤوس 100 أسير صيني ومن خلال هذا التحدي الغريب كان من المقرر تحديد الأسرع بين هذين الجنديين.

وطيلة أسبوعين نقلت الصحف اليابانية بكل فخر أطوار مسابقة قطع مئة رقبة وعلى حسب ما كتبت صحيفة أوساكا ماينيتشي شيمبون كان التحدي على أشده بين هذين الجنديين حيث كانت نتائجهما متقاربة وكان من الصعب جدا تحديد الفائز بالمسابقة (الأسرع بينهما).

وعلى حسب ما ذكرت الصحف اليابانية في تلك الفترة، تجاوز الجنديان موكاي ونودا العدد المطلوب من الرؤوس (تخطيا المئة ضحية) ولهذا السبب كان من المستحيل تحديد الأسرع بينهما. في أثناء ذلك حدثت صحيفة طوكيو نيشي نيشي شيمبون في عددها الصادر يوم الثالث عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول سنة 1937 أن الجندي نودا قد نجح في قطع رؤوس 105 أسرى صينيين بينما تمكن زميله موكاي من قطع 106 رؤوس ولهذا السبب اعتبرت النتائج ملغاة، كان الحماس والتنافس على أشده بين هذين الجنديين طيلة فترة المسابقة وقد مثل إلغاء النتائج وعدم تحديد الفائز بينهما بسبب تخطي المائة رأس خيبة أمل كبيرة لهما ولهذا السبب لم يتردد الأخيران في إعادة المسابقة مرة ثانية وهذه المرة كان الهدف هو قطع رؤوس 150 أسيرا صينيا في أسرع وقت.

وعقب نهاية الحرب العالمية الثانية، تم نقل تقرير عن مسابقة قطع مئة رأس نحو المحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى وعلى إثر ذلك جرى اعتقال الجنديين نودا وموكاي قبل أن ينقلا للمثول أمام محكمة جرائم نانجنغ، بعد أشهر من التحقيقات صدر حكم قضائي بإعدام المتهمين نودا وموكاي بسبب هذه المسابقة الوحشية وقد جرى تنفيذ هذا الحكم يوم الثامن والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني سنة 1948.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات