جراسا -

نضال سلامة -  طفل بعمر الورود ، لازال عظمه غضا طريا ، ابتلي بتضخم الكبد والقلب ، إلا أن ذلك لم يشفع له ، أمام الترهل السائد بمستشفياتنا الحكومية .

الطفل جود سرحان ، ذو الـ " 6 شهور " يعيش بين الحياة والموت، لغياب التنسيق من الكادر الطبي بأحد المستشفيات الحكومية ، وها هو والده الآن ، يكرر الاتصال تلو الاتصال مع " جراسا" ، وكل همه أن يتعطف الطبيب الذي أعد تقرير ابنه ، أن يبادر بالاتصال مع طبيب الأطفال المناوب بمستفى رسمي آخر، لإتمام الإجراءات .

الطفل جود ادخل الى المستشفى وهو يعاني من تضخم في الكبد ، والقلب ، اضافة لوجود الماء في رئتيه ، بحسب التقرير الطبي الصادر عن تلك المستشفى.

وبحسب والد الطفل لـ" جراسا" فإنه احتصل على كتاب رسمي ، ينص على أن علاج ابنه غير متوفر إلا في الخدمات الطبية الملكية " المدينة الطبية " ، وأنه بناء على ذلك ، قام بمراجعة مديرية التأمين الصحي بالوزارة ، والتي بدورها أصدرت كتابا بضرورة تحويل ابنه الى الخدمات الطبية الملكية ، وعلى نفقة التأمين الصحي للأطفال دون الـ 6 سنوات ، والذي هو مكرمة ملكية من جلالة الملك .

إلا أن ما جرى مع والد الطفل ، هو أنه راجع المستشفى الذي كان يرقد فيه ابنه ، وقام بطلب التحويل الى الخدمات الطبية الملكية ، لكن ادارة المستشفى الحكومي المشار اليها ، رفضت تحويله إلا لمستشفى الأمير حمزة الحكومي بعمان ، التي لجأ اليه والد الطفل مرغماً، ليفاجأ بعدم وجود أسرة فيه ، فعاد أدراجه الى المستشفى المشار اليه ، ليظل فترة يطالب وقابل المسؤولين فيه ويشرح وضع ولده، ليتم إصدار كتاب تحويله الى الخدمات الطبية الملكية مجدداً .

ووفق العرف الطبي ، فإنه يفترض بالطبيب الأخصائي الذي أعدّ تقرير الطفل ، أن يقوم بالتنسيق مع الطبيب المناوب في المستشفى المحول اليه، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث ، ليرفض المستشفى ادخاله، ويضطر والد الطفل للعودة خائبا ، بعد أن أخرجت المستشفى الطفل بحالته الحرجة الخطرة ، وها هو على مشارف الموت ان لم يتم التدخل سريعا .

حياة الطفل امانة الان بين يدي وزير الصحة المطالب بالتدخل فوراً لاحتواء الامر، فهل نفقد زهرة أخرى بسبب الترهل والإهمال بين كادرك الطبي في المستشفيات الحكومية ؟ سؤال اجابته بتحمل مسؤولياتك .

" جراسا" تتحفظ على المعلومات التفصيلية للطفل ووالده ، العالق الآن بمستشفى المدينة الطبية ، بانتظار أن يتعطف عليه طبيب المستشفى الحكومي للتنسيق مع الخدمات الطبية الملكية .