الأناضول: ليبيا تعود للظلام


جراسا -

9 أشهر فقط كانت تفصل ليبيا عن الخروج من أزمة الكهرباء، التي طالت لسنوات، لكنها عادت للظلام من جديد بعد مغادرة شركة "أنكا" التركية موقع محطة "أوباري"، جنوبي البلاد.

المغادرة، التي جاءت عقب اختطاف 3 مهندسين أتراك وجنوب إفريقي بالشركة، تسببت في توقف العمل بالمحطة، التي كانت من بين الأكبر في البلاد.

ويبقى مصير المختطفين غامضاً حتى اليوم على الرغم من اختطافهم على يد مجهولين منذ 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وغادرت الشركة التركية ومعها جميع الشركات الأجنبية بالموقع، الأمر الذي أدخل مشروع المحطة في نفق مظلم.

"ليبيا عادت لنقطة الصفر بعد مغادرة (أنكا)" .. هكذا وصف محمد التكوري مدير مكتب الإعلام بالشركة العامة للكهرباء في ليبيا، الوضع الراهن.

وقال التكوري، في حديث للأناضول، إن المشروع كان سيوفر 640 ميغاوات لشبكة الكهرباء الليبية التي تعاني من عجز كبير حالياً.

وأوضح أن جميع الليبيين حكومة وشعباً كانوا يعولون على محطة "أوباري" لانتشال البلاد من الظلام، ولكن "الظلاميين" الذي اختطفوا المهندسين أوقفوا المشروع.

وأعرب عن أسفه للواقعة خاصة وأن "أنكا" من أوائل الشركات الأجنبية التي استجابت للطلب الليبي بالعودة من جديد للعمل في المشروعات المتوقفة بسبب الحروب.

وخاطب التكوري الخاطفين بالقول "إنكم ساهمتم في زيادة معاناة المواطن وعرقلة جهود البناء وعودة البلاد للظلام من جديد وهدم كل جهود مؤسسة الكهرباء".

وعقب توقف العمل في المحطة، التي انطلقت أولي وحداتها للعمل فعلياً، قبل واقعة الاختطاف بقليل، اضطرت شركة الكهرباء لإعادة طرح الأحمال من جديد (فصل التيار بالتناوب عن المناطق) إلي حد وصل هذه الأيام إلي 15 ساعة يومياُ.

مروان فرج، وهو مهندس كهرباء، تحدث، للأناضول، عن أزمة الكهرباء قائلاً إن السلطات قطعت شوطاً كبيراً نحو توفير الكهرباء عبر محطة "أوباري"، الغازية لكن توقف الشبكة أوقف عجلة التقدم.

وأشار إلى أنه كان من المقرر الانتهاء من المحطة بالكامل يوليو/تموز المقبل، وهو ما سينهي بشكل شبه كامل أزمة الكهرباء في ليبيا.

كما لفت إلى أن المحطة كانت ستحل أزمة الكهرباء، فضلاً عن إطلاق مشروعات تنمية واسعة في البلاد كانت تتطلب طاقة كهربائية.

ومحطة "أوباري" الغازية، تعد من أكبر محطات توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، وانطلق المشروع قبل أعوام بتكلفة نحو 450 مليون دولار أمريكي.

وتنقسم إلي 4 وحدات كل وحدة تولد 160 ميغاوات أي بقدرة إجمالية تصل إلى 640 ميغاوات.

وتحدث المهندس الليبي التكوري بالأرقام عن الشبكة الكهربائية في بلادة قائلا إن البلاد تنتج نحو 5500 ميغاوات، لكن ذلك لا يكفي لتغطية حاجتنا.

وتحتاج البلاد، خاصة أوقات الذروة، إلى 7000 ) ميغاوات، أي بعجز نحو 1500 ميغاوات.

وليد قنصو، مواطن ليبي يقيم بالجنوب، يرى في واقعة اختطاف مهندسي الشركة التركية بمثابة "استهداف لمنطقة الجنوب بالكامل".

وشرح قنصو كلامه، للأناضول، بالقول: "الجنوب مهمل تماماً ويعيش في ظلام تام، ووسط هذا الإهمال والنسيان، هناك من يستغل الوضع الراهن ليتاجر بالسلاح والمخدرات والهجرة غير الشرعية".

وأشار إلى أن هناك من يجني ملايين الدولارت من وراء ذلك، واكتمال محطة "أوباري" يعني نهاية كل تلك التجارة غير المشروعة، التي تحتاج إلى الظلام لا النور.

وطالب المواطن الليبي سلطات بلادة بالعمل بجدية لتأمين الشركات الأجنبية قبل الطلب منها العودة إلي البلاد.

وحذر من أن تكرار حالات الخطف لن تؤثر علي سير المشاريع التنموية فحسب، بل ستدخل ليبيا في توترات مع دول تلك الشركات.

وتعاني شبكة الكهرباء في ليبيا من نقص شديد في إنتاج الطاقة بسبب تضرر محطات الكهرباء، وشبكات نقلها نتيجة الفوضى الأمنية والاشتباكات المستمرة.

وتضطر السلطات إلى قطع التيار الكهربائي يوميا بشكل جزئي، بل وينقطع عن كامل البلاد في بعض الأحيان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات