في الماضي


كان للحياة عطر وأريج وكانت الحياة اجتماعية أكثر طيبة و مليئة بالفرح أكثر نفرح بالعيد وبعرس ابن الجيران وبنتائج التوجيهي حتى لو لم يكن الناجح قريب او غريب . كانت حبات التوفي والملبس المطعم بالسمسم يتقاطر فرحاً في نجاح او عرس بدل اطلاقات النار العشوائية .

كان في الحارة يوجد تلفون واحد يلبي طلبات كل الحارة كنت تسمع صوت المتكلم من على بعد عدة أمتار وكذا التلفاز تجده يعلو بالصوت خاصة مع برنامج المصارعة والذي كان يقدمه الراحل رافع شاهين وتسمع الختيارية وخاصة عندما يقع احد المصارعين خارج الحلبة تجد الختيارية وهم يصيحون ويفزون ولك هاظ هو هون منتى شايفو وكان أغلبهم يشجعون تيبر زكش ضد ماك مانس ، كان قالب الكيك المصنوع بيتياً تفوح رائحتة بالحارة في الماضي كان ما يمكن أن يشاهده الصغار في التلفزيون توم وجيري او عائلة والتون ومغامرات السندباد.

في الماضي كان الأب نظرة منه تجعلنا نسكت وضحكة منه تجعلنا نضحك وكان تحصيلنا العلمي وانجازاتنا المدرسية هي التي ترضي الأب وتدخل الفرح في نفسه ونفسنا والإنجاز قد يقود إلى هدية محرزة . في الماضي كانت المدرسة تبعد 2 كيلو كنا نمشيها صباحاً صيفاً وشتاء ولا ننتظر زامور الباص البرتقالي كي يوقظنا من سبات نومنا كانت توقظنا صوت نحنة والدي وصوت دقات اذاعة لندن وكذا صوت مازن القبج يعلن عن برنامجه الصباحي مع المزارع وتلك السمفونية الممزوجة بأصوات طيور وحيوانات داجنة .

كانت كاسة الحليب الطازج في انتظارنا قبل الذهاب للمدرسة وتلك الحقيبة المدرسية المصنوعة يدوياً ومنزلياً من قماش فوتيك أخضر متين وعروسة اللبنة والزيت والزعتر والذي قد يعلم زيته بقع على بعض الدفاتر وتكون النتيجة توبيخ من المعلمة او المعلم ، في الماضي كنا نجمع مصروفنا في كجة فخارية نكسرها حتى تخرج تلك التعاريف الحمراء لنشتري بها حبات الأسكيمو او الدورادو والبريمو او شراء مجلات سمير وميكي وتان تان ، في الماضي كنا نشرب الماء من كيلة وحدة مربوطة بزير او جرة ملفوفة بالخيش ولم نكن نمرض كنا نشتري القشطة والتي كانت توضع في صحون صغيرة وعليها قليل بما يسمى العسل الأحمر ونستعمل نفس الملاعق ولم نكن نمرض او نخشى المرض في الماضي كان للأم حنو وسلطة وللمعلم رهبة وخوف وللمسطرة الخشبية سلطة نبلع ريقنا أمامها وهي وإن كانت تؤلمنا ولكنها جعلتنا نحفظ جدول الضرب وكتابة موضوع انشاء ونفهم درس العلوم ونعرف ان نحدد الأردن شمالاً جنوباٌ وغرباً وشرقاٌُ وكذا نعرف موريتانيا اين تقع واسم عاصمتها . وعاصمة تشيكوسلوفاكيا وأين تقع بحيرة فكتوريا.

في الماضي كانت الشوراع تصبح فارغة عندما يأتي مسلسل راس غليص القديم ووضحة وابن عجلان وفارس ونجود وكذا مسلسل صح النوم . في الماضي لم يكن الأب يهتم كثيراً لدوروس الأبن ولا الأم كذلك ولكن كان الصغار ينجحون دون مدرسين ويفهمون دون دوروس خصوصية ويسجلون نتائج كبيرة في المدارس . هذا جزء من جمال الماضي عسى ان تدركه الأجيال الجديدة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات