فتيات وقعن في كمائن الشبكات العنكبوتية


(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون), صدق الله العظيم, أعزاءي القرّاء الكرام سأقومُ بنقل واعادة تغريدة لفتاة من احدى مدن المغرب العربي, اعادتها بتصرف بأسلوب قصصي/ روائي ثم العمل على تسميتها (فتيات وقعن في كمائن الشبكات العنكبوتية) حيث الاحداث, وقد تحفظتُ عن ذكرِ اسم الفتاة صاحبة التغريدة,..وقعتْ الاحداث الأخيرة, اقولُ الاحداثْ الاخيرة لهذه الفتاة عام 2017م, فقد بدأت حكاية هذه الفتاة كما تقولُ عام 2004م حين خرجتْ على هذه الحياة وتفتحتْ عيونها على هذه الدنيا حيثُ كانت في حدودِ الخامسة من عمرها, كانت اكثر ما تخافُ منه وترتعب كما تقول هو (العناكب السوداء) بجميعِ فصائلها وعائلاتها وسلالاتها بغضْ النظر عن جنسها ذكراً كان ام انثى, كانت زوايا سقف بيتها المتواضع وقتها مليئة بالعناكب السوداء, كانت تراقبُ حركة العناكب وهي في سريريها الطفولي, عيونها العسلية المرتعبة كانت تُلاحق بنفس مقطوع حركة تلك العناكب خطوة بخطوة.

ذات يوم وفي احدى زوايا سقف غرفتها الهادئة, كان احد العناكب قد بنى بيتا على شكل شبكة عنكبوتية, كانت هذه الشبكة جميلة جدا وبشكل هندسي وكانت في غاية الدقة والاتقان وكأن العنكبوت الذي بناها يحملُ درجة علمية عالية في الهندسة المعمارية كما تقولُ في تغريدتها, كانت تعتقدُ جازمة ان هذه الشبكة كانت بغرض البيت والسكن بالنسبةِ للعنكبوت, كانت تُراقب مرتجفة كيفَ كان العنكبوت الاسود يخططُ بذكاء لاصطياد فرائسهِ, وكان يضعُ كما تقول على خيوط شبكته مادة لزجة وكان يُقيمُ ساعاتٍ في مركز هذه الشبكة للترقب والانتظار ماسكا خيوط الشبكة الرئيسية بأرجلهِ الثمانية وعند وقوع الفريسة بالشبكةِ يتجه بسرعة فائقة نحوها ويقومُ بإفراز خيوط لزجة من مؤخرتهِ عليها, ويقومُ بلفِ تلك الخيوط بأرجلهِ حولَ فريسته حتى تنعدم حركتها ثم يقومُ بالانقضاضِ عليها وافتراسها والتهامها بفمهِ وفكيةِ التي كانت تشبهُ المنشار, وتستمر بتغريدتها قائلة إنها شبكة مأساوية حقيرة شوّهت بحقارتها احد اغراضها كبيت وكسكن له وباتت فقط مثل هذه الشباك لسفك الدماء وقتل الابرياء, وهتك الاعراض.

نعم مشاهدْ مرعبة في شبكة العنكبوت كانت تشاهدها وهي في الخامسةِ من عمرها في غرفتها ذات الألعاب المتواضعة المصنوعة من القماش, شبكة فيها اُفتراس واختفاء وتشويه بالغدرِ والمكرِ لكائنات حية وحشرات عديدة, كائنات بريئة لا حولةَ لها ولا قوةَ, كفراشة نافذتها ذات اللون الابيض كما تروي لنا هذه الفتاة, فراشة تحمل لون السلام, لقد قتلها ذلك العنكبوت الاسود الخبيث المجرم امام ناظرها دون ذنب, وتطاير من الفراشة وقتها رذاذ ابيض كالطحين على رموش عيونها المبتلة بالدموع حزنا عليها, شبكة فيها اسرار ومكائد وحيل جهنمية, شبكة صناديقها السوداء المليئة بالأسرار لم يعثر عليها بعد, بسبب دهاء هذه العناكب الدموية, وتذكرُ طفلتنا المكسورة الخاطر ذات يوم انها صرخت حتى البكاء, صرخت عندما انزلَ عنكبوت غرفتها الاسود خيطا فضيا من شبكته الملعونة, انزلَ هذا الخيط حتى اوصلَ به الى امام وجهها وهي نائمة على ظهرها في سريرها الطفولي وتنظرُ بخوفٍ شديد صوبَ تلك الخيط الفضّي, وبعد ثوان نزلَ هذا السّفاح كمظلي محارب مدجج بالسلاح نزلَ مع الخيط حتى قابلها وجها لوجه, وكأنهُ يدعوها لشبكته العنكبوتية, يدعوها لشبكته المأساوية, وكان يقومُ بحركاتِ دورانية بهلوانية حولَ الخيط, كان يُغازلها وهي طِفلة لا تعرفُ فن الغزل, كان يريدُ منها الذهابَ معه الى تلك الشبكة الاجرامية, كانت تُمسكُ بسريرها حتى لا يسحبها معهُ, هكذا كانت تتخيلُ المشهد.

ولكمْ ان تتصوروا كم كانت تخشى وتتردد من وضع ابيها وامها في صورةِ الامرِ, كانت تخافُ ان يسمعَ نداءها واستغاثتها هذا السّفاح المجرم المختبئ في الشبكة العنكبوتية في احدى زوايا سقف غرفتها, كانت تتذكرُ كطفلة كيف كانت تسمعُ في بيتها فجرا بخشوعٍ كاملٍ قرآن يتلى:( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا, وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت), وكانت تتساءلُ وقتها, لماذا هذا السّفاح حوّل هذا البيت الى شبكة اغتصاب وصيد وافتراس؟ لماذا هذا السّفاح جعلَ من هذا البيت بيتا قويا شرسا بالغدرِ والتضليل والاغراء والتمويه؟ دارتْ الايامْ, وتجاوزت فتاة هذه التغريدة الثامنة عشر من عمرها, وبقيتْ ذاكرت المكان المخيفة عالقة في وجدانها, لم تقعْ فتاتنا وقتها في شباك سّفاح غرفتها رغم طفولتها البريئة ورغم صغر سنها, لكن هذه المرة وبهذا السن وقعتْ في شباك من نوع آخر, شباك عنكبوتية التفّتْ حولها بطريقة تدريجية, حتى اصبحتْ اسيرة في شباكها مع بعدِ المكان عنها.

لقد بدأت مأساتها مع شبكة عنكبوتية تألفتْ من مجموعة (group) من الفتيات والشباب من بلد آخر مجاور, حيث القوا شباكهم طُعما لها وجرّوها بخبث مبّيتْ للحديث والدردشات البسيطة والعادية مع فتيات تلك الشبكة في اول الامر, وبعد ذلك تطورَ الامرُ للحديث والدردشات مع باقي شباب تلك المجموعة, بعد ذلك تطور الامر الى تبادل الرسائل القصيرة, ثم تبادل الصور, حتى وصل الامر بهم الى تبادل الصور ببعض الملابس الخفيفة والقصيرة, وأخر المطاف وصلوا معها الى الابتزاز والتهديد طالبين منها صورا في حالة التعري وبأوضاع مختلفة, لقد كانت شبكة عنكبوت غرفتها الطفولية ارحم بكثير كما تقولُ هذه الضحية من هذه الشبكة الشيطانية, انها شبكة تخفّي واستدراج حقيقي, انها شبكة يتمُ من خلالها افشاء ونشر صور الفتيات بحالة التعري من اجل التجارة والمتعة والاستسلام واحتلال الاجسام بسلاح تكنولوجيا النت.

لقد كانَ بحق كمين مُحكم من خلال شبكة عنكبوتية وقعتْ بها هذه الفتاة, لقد باتت الخيوط العنكبوتية كالوسواس الخناس يوسوس في عقول الفتيات المراهقات ينسجُ حول بعض الفتيات شباكه وتصبح الفتاة تحت السيطرة والابتزاز التامين, وتصبح تعيش كما يقال بين نارين احلاهما امّرُ من العلقمْ, وتستمر بتغريدتها لتقول ببساطة فان الامر يحتاج من جميع الفتيات هذه الايام الحرص في التعاملِ مع مثل هذه الشبكات العنكبوتية ومجموعاتها المضللة حتى لا يصبحنَ فرائس سهلة لضعفاء النفوس المريضة, نعم شبكة الانترنت الشبكة العنكبوتية المنتشرة في وقتنا الحاضر لها خيوط اصبحتْ تلتّفُ حولَ جميع انحاء العالم لاصطياد وابتزاز فرائسها وغالبا ما تكون من الفتيات المراهقات, وهنا دعوني وعلى لسان فتاتنا المنكوبة ان اتقدم بنصائح لفتيات الهواتف المحمولة حتى لا يقعنَ بشباك الابتزاز ويخسرنَ كل شيء او بعض الشيء.

كيف لا و(بيتُ) العنكبوتِ هو في الاصل مأوى وسكن للأجسام والأسرار الانثوية, وليس مصائد لفرائس تسقطُ في شباكه, ثم ان بيت العنكبوت هو في الاصل (واهن) وبسيط وشفاف, يسهل التعامل معه, وليس شباكه خداع وشباك مكر وابتزاز, واسمحوا ليس ان اقولَ لبنات هذه الايام, وعلى لسان فتاتنا, كان اولى بي ان انظف جهاز الخلوي منذُ اللحظة الاولى من جميع الارقام الغريبة والمشبوهة, وكان اولى بي ان لا اردَ على اية مكالمة مصدرها غير معروف لديّ, وكان اولى بي ان انهي اية مكالمة فيها رائحة الفتنة والاستدراج والكلام المعسول من كلا الجنسين, لقد اعترفت هذه الفتاة بتغريدتها كل الاعتراف انها عاشت في بيتين تقصد شبكتين, الشبكة الاولى في غرفتها المتواضعة عندما كانت طفلة صغيرة في الخامسة من عمرها وقد اُفلتتْ منها منتصرة دون خسائر تُذكرْ, والشبكة الثانية عندما كانت مراهقة في الثامنة عشر من عمرها وقد خسرتْ فيها على الاقل نصف المعركة, هذه الوقائع من قلب الحدث, احداثها من داخل الشبكات العنكبوتية, وقبل ان نختم بقي ان نقول لقد ودّعتنا هذه الفتاة قائله: لقد انتصرتُ هنا على شبكة غرفتي العنكبوتية, وهزمتُ هناك اشد هزيمة من شبكة غرفتهم الشيطانية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات