" العفوّ العام " .. آما آن أوانه يا صاحب الجلالة المفدى .. ؟


" العفوّ العام " .. آما آن أوانه يا صاحب الجلالة المفدى ..؟
بداية يا سيدي يا صاحب الجلالة المقدام ، ألف تحية وألف سلام ،
ودعاء لرب الأنام ، أن يكلأ جلالتكم ويحفظكم بعينٍ لا تنام ..!!
يا ســـــــــيدي يا صاحب الجلالة .. الغليان الشعبي والإحتقان المكبوت داخل صدر هذا الشعب المحب بدأ يطفو على الشارع الأردني في هذه الأيام ، وحناجر المقهورين بدأ يعلو صوتها وقد تجاوزت بعضاً من الخطوط التي لم نعهدها من قبل ، ليس كُرهاً يا سيدي ، بل تطلعاً بمستقبلٍ أجمل ، و أملاً بان يبقى هذا الوطن واحةً خضراء تتمتع بمصداقية مفهوم " الأمن والأمان " بكل مصادره الأيدولوجية والإقتصادية والسياسية والإجتماعية ، وإنصافه بما يستحق من حياة كريمة تبعده عن مدّ اليد أو سلوك دروب السوء والبغطاء نتيجة حاجةٍ ماسة طرأت على حياته أو نتيجة قرارات حكومية جارت عليه أكلت ما لديه من أخضر ويابس ..!!
نعم ياسيدي .. الحاجة أحياناً تسقط كرامة الإنسان وإحياناً كرامة وطن بكامله ، فلم يعد هناك يا سيدي بيتاً دون أوجاع ، وكثيرون باتوا جياع ، والقليلُ قادرٌ على التبضع والإستمتاع ، وفرضت الحكومات المتعاقبة على هذا الشعب المطواع ، كل قهر وأوجاع ، ودنى والرب المعبود من بيع المتاع ..!!
لقد فقدت الحكومات يا سيدي بوصلة الإحساس والشعور ، وتحوّلت إلى وحشٍ متهورٍ ومغرور ، فلم تقرأ جيداً ما بين السطور ، فهناك بيوتٌ تلمعُ وفي داخلها مقهورٌ ومكسور ، ينتظرُ فرجاً من الله أو عبدٍ ميسور ..!!
يا سيدي .. أوجاع المقهورين من أبناء هذا الوطن رُفعت نبرة الأنين فيهم ، وتحوّلت إلى زئير أسدٍ جريحٍ جائع ، يبحث عمن يُخرجهم من سوداوية الفقر والجوع ، والتخلص من الذٌل لحياة أكثر إنسانية وأكثر كرامة ..!!
يا سيدي .. شعبك الوفيّ فقد الثقة بكل الحكومات ، وكل المجالس والهيئات ، وكل من تقلدوا مناصب قيادية كانت لهم مصدراً للثراء ، والجوع بدا يتسلل في مجتمعنا علناً بعد أن كان في الخفاء ، فهؤلاء المسؤولين يا سيدي ليسوا من جوع شعبك وقهره براء ، فقد اغوتهم مناصبهم وجعلوا منه كأصفارٍ يساريةٍ تتكاثر عكساً للوراء ، ولم يعد في حساباتهم أننا وإياهم أبناء تسعةٍ سواء ، حملتنا أمهاتنا وولدنا أحراراً وللكرامة كانوا أبائنا وأجدادنا فداء ، وأولائك يا سيدي رغم جوع شعبك لا زالوا يبحثون الثراء ..!!
يا سيدي .. القرارات المجحفة التي اتخذتها الحكومة مؤخراً جاءت على ما تبقى في " جيب " المواطن المهترئة ، وباتت هذه " الجيب " لا تقوى على الوفاءِ بثمن رغيفِ خبز لسدِ جوعه أو حبة ريفانين تُخلصه من وجع ضرسٍ أو صداعٍ يُغشي العيون ، وليس بعيداً يا سيدي أن تحاسبنا الحكومة غداً على ما استهلكنا من أكسجين وهواء ، ولن تكتفي برغيف الخبز وحبة الدواء ، ولا الماء والكهرباء ..!!
يا سيدي .. المواطن الأردني " بكل أطيافة ومكوناته " مشهودٌ له بمدى عشقه للوطن والقيادة ، ومدى إخلاصه وتفانية لأردن الهواشم ، والكرامة التي استمدها من آل هاشم ستظل له على الدوام عنوان ، و الغالي والنفيس يرخص حتى يبقى تراب هذا الوطن العظيم مخضراً تضلله راية هاشمية على الدوام ..!!
أيا صاحب الجلالة .. لقد طال انتظار هذا الشعب الولهان ، وتحمل ما تحمل من إجحاف حكومي وطغيان ، وكبح جماح ألمه وأنينه وفضل النسيان ، لأجل بقاء الوطن وفناء الحيتان ، الذين لم يذروا عوداً أخضراً ولا مائلاً إلى اليبسان ..!!
هذا الشعب يا سيدي ، الصابر الصبور ، الطيب والغيور ، أمــا آن له أن ينعم وينال شرف " عفو جلالتكم العام " مما تراكم َعليه من جوّر هذا الزمان ، و قرارات أفقدته الصواب وأصبح كهيئة إنسان ..!!؟؟
دمتم سيدي ومولاي ودام عرينكم



تعليقات القراء

محمد عبد الرحمن
الله يسلم هالقلم فعلا انت إنسان موضوعي
وفِي الوقت المناسب
12-02-2018 08:17 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات