كيف تخطط روسيا للتأثير على مستقبل سوريا؟


جراسا -

ثمة مؤشرات تزداد يوما بعد يوم على قرب انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في سوريا، لا سيما بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب أعداد مقدرة من جنوده هناك.

ومضت سنتان منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وكان تدخل موسكو في الحرب الدائرة هناك في بادئ الأمر بهدف حماية نظام الرئيس بشار الأسد من الانهيار؛ مما أدى إلى تراجع دور الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة، ومن ثم إلى تحول في طبيعة الصراع.

وتمكنت روسيا بذلك من تأمين الوجود لأمد طويل وتحسين بنية قاعدتها البحرية المتهالكة في ميناء طرطوس، إلى جانب مساعدة قوات النظام على استعادة مساحات واسعة من الأراضي في شرق وجنوب سوريا.

كما أنها أسهمت في إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية في محافظتي حمص ودير الزور، رغم أن ذلك لم يكن هدفا رئيسيا في تدخلها في الحرب.

وما إن نجحت القوات الروسية في تحقيق تلك الأهداف حتى شرع الكرملين في استغلال نفوذه الدبلوماسي بسوريا في المفاوضات حول مستقبل سوريا السياسي، ثم إن موسكو أظهرت التزاما بالدفاع عن حلفائها وشن عمليات واسعة النطاق ضد الإرهاب.

ولعل استخدام روسيا البارع والمباغت لقواتها العسكرية خارج حدودها كان بمثابة تحدٍ لهياكل القوى الجيوسياسية القائمة في الشرق الأوسط، وربما يساعد ذلك الروس على مواصلة سعيهم في إظهار نفوذهم في مناطق أوسع من الشرق الأوسط.

ومما يجدر الإشارة إليه أن نجاحات روسيا في ساحات القتال لم تأتِ من فراغ؛ فقد استفادت بصورة أساسية من العمليات العسكرية الأميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، كما أن تمكين قوات سوريا الديمقراطية من أن تصبح قادرة على القتال في شمال سوريا أسهم بدوره في تقليص الرقعة التي كان يحتلها التنظيم.

على أن انتصارات النظام السوري الكبيرة، كاستعادته أحياء حلب من قبضة الثوار في ديسمبر/كانون الأول 2016، تعزى في جزء منها إلى الانقسامات داخل فصائل المعارضة السورية المسلحة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات