لماذا يُبقي ترمب على سجن غوانتانامو؟


جراسا -

كتب الأستاذ في القانون مايكل دورف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبقي على معتقل غوانتانامو لأسباب تتعلق بموقفه من إدارة سلفه باراك أوباما، رغم الكلفة الباهظة، ماديا وأخلاقيا، لهذا المعتقل.

وقال دورف -في مقال بمجلة نيوزويك الأميركية- إن التقديرات تشير إلى أن دافعي الضرائب يتكبدون أكثر من عشرة ملايين دولار سنويا عن كل معتقل مقارنة بـ 78 ألف دولار لتغطية تكاليف اعتقال شخص في سجن فدرالي مشدد.

ويتابع أن التكلفة الأخلاقية تزيد على ذلك بكثير، موضحا أن العديد من معتقلي غوانتانامو تعرضوا للتعذيب أو التوقيف لسنوات وفق أدلة واهية بأنهم يشكلون خطرا على البلاد، وهو ما يمثل انتهاكا للقانون الدوليـ وفقا للمقال.

وأشار الكاتب إلى أن ترمب تحدث في خطاب حالة الاتحاد عن أن الولايات المتحدة أطلقت سراح بعض المعتقلين الذين ارتكبوا بعض الأعمال الإرهابية، وهذا صحيح، ولكنه لم يتطرق إلى أولئك الذين اعتقلوا بالخطأ وتعرضوا لأقسى أنواع المعاملة، ومنهم محمدو ولد صلاح، وفق تعبير الكاتب.

كما أن ترمب لم يأخذ بعين الاعتبار ردة الفعل تجاه غوانتانامو -الذي يضم حتى نهاية العام الماضي 41 من أصل نحو ثمانمئة معتقل- موضحا أن تنظيمات مثل القاعدة والدولة الإسلامية وغيرهما تشير إلى هذا المعتقل -إلى جانب الانتهاكات في سجن أبو غريب والمواقع المظلمة التابعة للمخابرات المركزية سي آي أيه كأدوات للتجنيد.

وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش التي كانت صاحبة قرار فتح غوانتانامو، وإدارة باراك أوباما أطلقتا سراح العديد من المعتقلين اعتقادا منهما بأنهم لن يعودوا إلى الميدان.

وحاولت إدارة أوباما إغلاق المعتقل، لكن الجمهوريين رفضوا هذه الخطوة لأنها ببساطة جاءت من الرئيس الديمقراطي، وذلك رغم أن بوش (الجمهوري) أطلق سراح عدد أكبر من المعتقلين مقارنة بما فعله أوباما.

ويقول كاتب المقال إن جزءا من المعارضة لخطة إغلاق غوانتانامو خلال رئاسة أوباما ارتبطت بالعنصرية غير المقنعة للعديد من الجمهوريين الذين شككوا في مواطنته والتزامه تجاه الولايات المتحدة.

ويخلص أستاذ القانون إلى أن ترمب رغم انتقاده سياسات بوش، فإن إغلاق المعتقل سيكون من منظور قاعدة ترمب بمثابة تفعيل لسياسة أوباما أكثر منه رفضا لسياسات بوش.

وقال إن أجندة ترمب التي جاء بها إلى منصبه تنطوي على رفض سياسات أوباما سواء على صعيد التأمين الصحي أو الضرائب أو البيئة أو السياسة الخارجية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات