مرض الرئيس الملقي


هاني الملقي ليس صديقا عزيزا فقط بل شريك عمر واخ درسنا معا سنوات في كلية فيكتوريا وعشنا معا في الاسكندرية ، وتربطنا علاقات اسرية وثيقة، وحياتنا تملؤها مشاركات كثيرة من الافراح والاحزان و الذكريات الجميلة، وبعيدا عن اي اختلافات في الرأي وفي تقصير حكومته وفشله في ادارة اقتصاديات الدولة الاردنية ورفع الاسعار والضرائب والمساس بقوت الشعب، وفي خياراته وانتقائته للوزراء او ممن فرض عليه من وزراء وغيرها من امور دعت الي تقدم نواب بطلب سحب الثقة من حكومته وتعالت اصوات المظاهرات المطالبه باقالة الحكومة في مدن المملكة دون استثناء، الا اني اقف معه اليوم، وادعو الجميع ان يقف معه واضعين في الاعتبار انه يمر كأنسان في مرحلة ومرض اخطر مما يعتقد البعض.

لنفصل بين السياسة و بين حياة انسان.

للاسف أن غياب الاعلام المسؤول والشفافية هي مصدر تضارب المعلومات والهجوم عليه. لذا المطلوب الان اصدار بيان رسمي يوضح ما يتعرض له الرئيس لانه شخصية عامة.

لقد اختار الدكتور هاني الملقي ان يكون في منصب عام و بالتالي من حق الشعب ان يعرف التفاصيل و الحقائق.

ولعل هنا يجب الثناء علي ما قام به الاعلامي هاني البدري من لقاء مع الرئيس علي الطائره قبل سفره الي نيويورك ووضعه فيديو علي اليوتيوب و الواتس اب في بادرة مهمة لكيفية الاداء المهني للاعلام. ولكن مع ذلك فقد كان كلام الدكتور الملقي و محياه يخفي قلقا وخوفا مما هو ذاهب اليه ، و ضحكته و ابتسامته ليست التي تعودت عليها و اعرفها. الرجل ليس علي طبيعته وسلم امره لله. شافاه الله وعافاه.

وفي نفس الوقت، لا بد من ان نشكر الملك عبد الله الثاني امد الله في عمره، لانه من تفضل وأمر بضروره سفره للخارج كمواطن اردني قبل ان يكون رئيسا للوزراء، ونثمن للدكتور هاني الملقي، المعروف عنه نزاهته وامانته ويده النظيفة وعدم فساده و ذكائه، ان اصر “هاني” ان يكون العلاج و السفرعلي نفقته الخاصة علما بأنه يستحق العلاج علي نفقة الدولة حسب الشروط الصحية، فما كان من الدولة الكريمة الا ان سمحت بمرافقة مدير مكتبه له.

عموما، حسب ما تسرب من انباء، و اتمني من الله ان اكون مخطئا و ان يكون التشخيص الطبي الاردني ايضا مخطئا، و ادعو الله ان تحليل العينات يثبت عكس ما توصل اليه الخبراء المشهود لهم في الاردن، انه في زيارته العلاجية الكشفية في الاردن وبعد عمل تحليل و عينات وجد لديه مرض خبيث وهو سرطان غير حميد في احد اللوزتين او الغدد. و حيث ان هناك انواع مختلفة من السرطانات الا انه بين اثنين يهددان حياته .
( Lymphoma or Carcinoma)

المريض في مثل تلك الحالات و حسب مراحل المرض يخضع الي علاج كيميائي ، علاج بالخلايا الجذعية ، علاج موجه، علاج بالاشعاع، زرع خلايا جذعية ، والجراحة في حالات نادرة و هي الحالة النادرة التي اصابت الرئيس و اوصت بها الجهات المعالجة في الاردن. و الجراحة حتي لا تنتشر الي بقية الجسد.

طبيا و حسب الدرسات فأن معدل البقاء على قيد الحياة في الحالة الاولي الشائعة والمسماه “ليمفوما ، التي تنقسم الي نوعين، هودجكين و غير هودجكين، وكلاهما لهما علاجات” تتراوح بين خمس وعشر اعوام لجميع المرضى الذين تم متابعتهم في الولايات المتحدة بنسب سبعين بالمئة الي مدة لا تزيد عن عام في المراحل المتقدمة بنسبة تسعين بالمئة.

اما في بعض من حالات الاكتشاف المبكر فقد تم التغلب علي المرض ولكن بنسب اقل.

اما في الحالة الثانية ، فهي اشد خطورة ومعدل البقاء علي الحياة اشهر قليلة. و في كل الاحوال فأن الاعمار بيد الله سبحانه و تعالي ، ندعو له بالصحة و العافية و طول العمر.

نتمني من الله الا يحتاج الدكتور هاني الملقي الي اي من ذلك و ان تظهر عينات التحليل في امريكا عكس ما تم في الاردن، وهذا بالامكان ان يكون التشخيص خاطيء او التحاليل ليست دقيقة ، لذا يتم الطلب دوما اعادة اجراء التحاليل في مختبرات مختلفة ،و اتمني ان ندعو له جميعا بالشفاء في تلك اللحظات الانسانية .

اما و اذا كان لا بد من اجراء التدخل الجراحي ، فنتمني له الشفاء العاجل.

لاجل ذلك وكما سبق وان كتبت بالامس “ هروب الملقي للجراحة ليس صحيحا”، الرجل لم يهرب من طرح الثقة.

سلامتك “ابو فوزي” و بانتظار عودتك بعد عشرة ايام شافيا معافيا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات