هل لنا بكيلو خبز للمحتاج على غرار فنجان قهوة على الحائط ..


و أنا اقرأ مقال في صحيفة منذ يومين يعالج موضوع الفقر و البطالة خطرت في بالي رواية فنجان قهوة على الحائط...و تنبهت الى أمر هام، فهذه الرواية الكلاسيكية التي تداولها عدد كبير من مستخديمي الفيس بوك و بعضهم مع الأسف بإسمه الشخصي هي مترجمة عن أصل انجليزي، و حتى نسختها الإنجليزية تم تناقلها بإسم أكثر من شخص ليضيع الراوي الحقيقي لهذه الرواية التي تناقلتها الصفحات على الإنترنت على ذمة الراوي، انتشرت بسرعة البرق بين الناس في الغرب و الشرق لتنيرنا عن تصرف متحضر لبعض الأشخاص بمدينة البندقية و كيف يشعرون مع الفقير و يتركون له في مقهى من المقاهى فنجان قهوة زيادة...لحظات من المحبة تنتشر بين الناس بأسلوب راقي لتعكس حضارة أهل البندقية في ايطاليا العريقة...فجاة تبادرت الى ذهني و انا افكر...بمشكلة رفع الدعم عن الخبز التي عالجتها الصحف الأردنية كثيرا في الآونة الأخيرة...لأسأل...إذا تمكن أهل البندقية في ايطاليا من شراء فنجان قهوة واحد زيادة عن حاجتهم بهذا المقهى ليتركوه للمحتاج...هل نستطيع في الاردن شراء في المخبر الذي نشتري منه حاجتنا من الخبز كيلو للمحتاج...لربما يضعه الخباز على رف مخصوص للمحتاج؟ التقليد في هذه الظروف مباح فأفضل أن تنتشر المحبة على أن تبقى الفضائل بطي النسيان...نحتاج كثيرا الى طرق نقولب فنجان قهوة المحبة الذي تتمحور حوله هذه الرواية الى أمور ايجابية نستلهم منها حلول لمشاكلنا...فكيلو من الخبز اشتريه ببضعة قروش أو بعشرة قروش مثلا لن يفقرني...و لكن قد يكون الفرق بين الحياة و الموت لكثيرين...فهل لنا على غرار فنجان قهوة على الحائط كيلو للمحتاج؟ اليكم الرواية كما وردت من مصدر موثوق :

في مدينة البندقية الإيطالية وفي ناحية من نواحيها النائية، بينما كنا نحتسي قهوتنا في أحد المقاهي جلس إلى جانبنا شخص وقال للنادل: "إثنان قهوة من فضلك واحد منها على الحائط"، فأحضر النادل له فنجان قهوة فاحتساه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين، وعندما خرج الرجل قام النادل بلصق ورقة على الحائط مكتوب فيها: "فنجان قهوة واحد". وبعده دخل شخصان وطلبا "ثلاثة فناجين قهوة واحد منهم على الحائط"، فأحضر النادل لهما فنجانين فاحتسا قهوتهما ودفعا ثمن ثلاثة فناجين وخرجا، فقام النادل ولصق ورقة أخرى مكتوب فيها "فنجان قهوة واحد".

وفي أحد الأيام كنا في المطعم نفسه، فدخل شخص يبدو عليه آثار الفقر وقال للنادل: "فنجان قهوة من على الحائط". أحضر النادل له فنجان قهوة فاحتساه وخرج من غير أن يدفع ثمنه. بعدها مباشرة قام النادل بنزع واحدة من الأوراق الملصقة على الحائط ورماها في سلة المهملات.

تأثرنا طبعا من هذا التصرف الرائع لسكان هذه المدينة الذي يعكس صورة من أرقى أنواع صور التعاون الإنساني، فما أجمل من أن نجد من يفكر بأن هناك أناس لا يملكون ثمن الطعام والشراب، وترى النادل يقوم بدور الوسيط بين من يملك المال ومن لا يملك المال بسعادة بالغة ووجه طلق باسم، ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل "هل لي بفنجان قهوة بالمجان لأني لا أملك المال"، يكفي أن ينظر إلى الحائط ليعرف أن بإمكانه الطلب وبدون أن يعرف من المتبرع به. كم نحتاج لمثل هذا الحائط في بلداننا العربية ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات