تتريك القضية !


رسالة عاجلة من غزة : اتركوها للاتراك ، فهم منا اليوم ، بعد ان سال الدم وفاضت الروح وتساوى الشهيد مع الشهيد. وعلى العرب ان يترجلوا ، بعد أن طال السفر وتاهت القافلة في صحراء السياسة وخلافات السيادة وهمسات التوريث وفوضى الشعارات. ترجلوا ودعوا غيركم يقود ، من الذين تتأجج في صدرورهم نيران الغضب العارم والكرامة الجريحة. لا ضير فقد اجتهدتم ، وان كانت قلة منكم فقط اصابها الأرق واعياها التفكر في الوسائل والسبل. لا ضير ، فقد ربضت عيركم وخمدت ناركم وكبت خيولكم.

رسالة يحملها البحر الممتد من غزة الى اسطنبول : شكر الله سعيكم: سلموها للاتراك ، وعودوا الى مجلسكم ، وسامركم ، واحتسوا قهوتكم ، وقلبوا ذبيحتكم على نار هادئة حتى تنضج ، واحرصوا ألاّ تضيع عليكم صفقات بيع اليورو وشراء الدولار وعقود النفط الآجلة.

بعد سنوات من تعريب القضية واسلمتها ومن ثم ترحيلها لواقعها الفلسطيني المنقسم ، آن اوان تتريكها ، واطلاقها لمن يستحق شرف تمثيلها. اتركوها ، عافاكم الله ، واجزل عطاءكم ، لعلها تخرج من ظلامها الطويل واسرها الدامس. لا ضير في تركها لمصيرها ، فأنتم منشغلون عنها بما هو أهم ، وهناك من القضايا ما يؤرق نومكم ، ويكدر يومكم.

نعم غزة المحاصرة منذ ثلاث سنوات ، بعد نوبة من الدمار والنار والفسفور ، تستدعي الحاكم بأمره ، وبعد طول انتظار ترجو السماح لها بأن تطير كفراشة في فضاء الله الرحب ، نحو اسطنبول والاناضول وبلاد الترك حيث لا حيف ولا خجل ولا ضرورات دبلوماسية.

نحن الذين علقنا في التفاصيل وتأويل الآيات والبحث عن الفتاوى التي تجيز ولا تجيز ، فلنسترح من عناء المخاض ، بعيدا عن اسئلة الاستحقاق واوجاع المجابهة وملابسات اتخاذ القرار.

غزة تستغيث وهناك من يجيب ويقول سلموها للاتراك وانسحبوا. تفرغوا لطقوسكم ، واوغلوا ما شئتم في عرف الاستكانة لليل طويل وعودوا الى السجال والى التباكي. لا ضير. فهناك من تقدم للقيادة وللزعامة ويسعى نحو المجد والحرية والفخار. اخلوا سبيلها واتركوها : حرروها منكم اولا،.

 الدستور



تعليقات القراء

محمد المومني
نعم والله اتفق مع الكاتب المحترم وعلى العرب التنحي وترك القضية لمن لا يلين ولا يستكين لمتغطرس او متعجرف
06-06-2010 09:39 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات