الوشاية درب البهتان


في العديد من المواقف نتفاجأ بشخص عزيز علينا يبتعد عنّا دون اي سبب ونسال انفسنا بشدة متعجبين لماذا هذا التصرف!!! فاذا سنحت الفرصة لنا نجد انه هنالك فاسق يرمي بذور الشر هنا وهناك بكل راحة وسلاسة كونه لم يجد من يرده فنعلم اذا سنحت لنا الفرصة بمواجهة الامور على حقيقتها بان صديقنا او زميلنا يحبنا كما نحبه لكن قاتل الله الفاسقين اينما وجدوا يقول الله عز وجل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ .

فهذا الفاجر الذي يسعى بالخراب بين زملائه وبين اهل مجتمعه وبين الاصدقاء يعمل عمل الفأر والجرذ الذي يخرج من اقذر الاماكن وقد اخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بان هذه المخلوقات من الفواسق كونها تنشر الامراض التي بجعبتها على المجتمع وهذه من دروب ابليس علما بان لدي ولديكم العديد من القصص التي مرت علينا وسببت لنا او لاعزاء، وعلينا الضرر يكون وراءها واشي قذر وفي الكثير من الاحيان يكون الواشي ليس له منفعة لكن يحب توطيد الضرر ونشر مرضه القذر، فتجد في كافة الحضارات ان هذا الفعل مذموم فعند الالمان الوشاه يحملون الشيطان على السنتهم والذين يستمعون لهم يحملونه في اذانهم وعند الانجليز نشر الشائعات جرثومة مميتة.

الله جل جلاله فصل كل شي تفصيلا فالاية الكريمة تبّين وصف كل من المؤمن والفاسق بكل دقة ففلان الفاسق اعاذنا الله منه ، معناه من اسمه لا ياتي بخير وان اتى بقليل من الخير ليسوق نفسه لكن مجمله بشكل شامل فسق فهو يحب كثرة الكلام والطعن بزملائه واقاربه واهل مجتمعه فتجده انسان هش غير سوي ويخلو من دسم المروءة ، اما وصف المومن جعلنا واياكم من المؤمنين فقد وضح الله جل جلاله بانه ملزم بالتبين فعدم التبين نتيجته ان يصيب احدا لا ذنب له بجهالة فالفاء هنا تفيد باللغة الترتيب والتعقيب بدون تراخي ولا مهلة لان الشر مفتاح باب للشر فاذا لم نتبين من الامور التي تردنا ستزداد المشكلة تعقيدا وسوءاً حيث نرمي بريء بدون تثبت لا سمح الله فهدف الواشي ان يسود ويتفشى الضررويقول عز وجل (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا) .

ويقول خير الخلق صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت) ومن الدلائل على الفاسق فانه يقول الشر لانها بضاعته فوجب علينا ان نكافح هذه الافة وليس المطلوب مطارتهم ولكن بوقف نزيف المجتمع منهم فاولا: ان نسال هذا الفاسق من اين اتيت بهذا الحديث اثبت لنا وهذا سؤال مهم كونه يكشف عمله وديدنه وثانيا : ان نسال الفاسق ما الهدف من نقلك هذا الحديث ، هذه الاسئلة كفيلة بتسويد وجهه و بالاضافة الى توبيخه على فعله ، بعد فترة لن نجد من يعكر صفو حياتنا وعلاقاتنا باصدقائنا وزملائنا الذين نكن لهم كل المحبة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات