كيف سيبدو العالم بدون النظام الإيراني؟


جراسا -

نشرت مجلة “كونسيرفاتيف ريفيو” الأمريكية مقالة تتحدث فيها عن شكلِ الشرق الأوسط في حال انهيار النظام الإيراني، الذي بات مهدّدًا بفعلِ المظاهرات العارمة التي اجتاحت المدن الإيرانية المختلفة، احتجاجًا على “الفساد” المستشري بالنظام الإيراني بأشكاله المختلفة. وتقول المجلة إن من شأن سقوط النظام الحالي أن يعزّز الاستقرار العالمي، وأن يجلب الهدوء إلى الدول العربية السّنية التي تواجه خطر التمدد الشيعي الإيراني.

ومن شأن انهيار النظام في طهران أن يحوّل الجمهورية الإيرانية إلى دولةٍ مناصرةٍ للحرية وحقوق الإنسان والأمن والاستقرار. لقد خرج الإيرانيون في المدن المختلفة إلى الشوارع للمطالبة بوضعِ حدّ لهذا الوضع المأساوي الذي فرضه القادة والسياسيون. وسيكون من الحكمة أن يدعم العالم طموحات الشباب الإيرانيين المحبّين للحرية والمساواة.

من المؤكد أن العالم سيبدو مختلفًا دون وجود هذا النظام المستبد، وسيتردد صدى هكذا حَدَث، إن حصل، في جميع أنحاء العالم، وخصوصًا الشرق الأوسط الذي عانى كثيرًا من التوسّع الشيعي في عددٍ من عواصم المنطقة، وخصوصًا العربية السّنية منها.

اقرأ أيضًا: النفوذ الإيراني في 4 عواصم: لماذا يفشل العرب في صد طهران؟



“لبنان سيصبحُ حرًا”

في حالِ انهيار النظام الإيراني، سيضطرُّ حزب الله إلى تقليصِ نشاطاته العدوانية ضد الدول السنية في الشرق الأوسط، وسيتمكّن الجيش اللبناني من استعادة دورهِ كجيش لبنان الرئيس، بدلًا من مسلحي حزب الله.

لقد أصبح لبنان بعد الثورة الإسلامية بفترةٍ وجيزةٍ ملاذًا آمنًا للمتطرفين الإسلاميين والإرهابيين؛ إذ اغتصبه حزب الله الشيعي المتطرّف، الذي يعتمد على إيران في الحصول على غالبية أسلحته وأمواله. ويسيطر حزب الله في الوقت الرّاهن على البيئة السياسية في لبنان، إلى درجة أن التمييز ما بينه وبين الدولة اللبنانية بات من المستحيلات. وبفضل الاتفاق النووي الإيراني، يتمتّع الحزب اليوم بما يشتهي من الأموال؛ فقد ضاعفت طهران من تمويلها للحزب أربع مرات هذا العام، من 200 مليون دولار إلى 800 مليون دولار سنويًا. ولكن، لو سقط النظام الإيراني الحالي، فإن حزب الله سيجد نفسه مجبرًا على التراجع عن سياساته العنصرية الإرهابية، وسيتّخذ موقفًا أقل عدوانيةً تجاه الدول العربية السنية في الشرق الأوسط. وحينها، ستتمكّن القوى السياسية اللبنانية، المسيحية والإسلامية، من السيطرة على المشهد السياسي الداخلي، الأمر الذي يعني تحييدِ حزب الله وإبعاد قبضته عن البلاد.

اقرأ أيضًا: بالوثائق: كيف سمح أوباما لحزب الله بالتخلص من مأزقه؟



“اليمن سيخرج من مأزقه”

زوال النظام في طهران يعني خلاص اليمن من الحرب الأهلية المدمّرة التي حصدت حياة الآلاف. سيفقد الحوثيون ممولهم وداعمهم الرئيس، إيران. ونتيجة لذلك، ستتمتع الدول السنية، مثل السعودية المتضررة، بهدوءٍ وأمنٍ، دون أن تضطر إلى الخوضِ في مخاطر مواجهة التغلغل الإيرانيّ في الدول السنية المجاورة.

لقد لعبت إيران دورًا رئيسًا في تسليح المتمردين الحوثيين بصواريخ باليستية متقدمة، وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار. وبدون الإيرانيين، سيفقد الحوثيون ممولهم، وأدواتهم التكنولوجية في ساحة المعركة في اليمن.



“تواصل عزلة قطر”

وفقًا للسيناريو المذكور، ستضطر الدوحة إلى إعادة تقييم دورها الداعم للمتطرفين الإسلاميين والمنظمات الإرهابية في المنطقة.

جميع الدول الخليجية تؤكد دومًا على أهمية التحديث والإصلاح على المستويين الداخلي والخارجي، باستثناء النظام القطري الذي غرّد خارج السرب، وبات يتصرّف ككيانٍ عنيدٍ يرفض التوقف عن التعاملِ مع الكيانات المتطرّفة. الحكومة القطرية تواصل دعم المجموعات الإرهابية الإقليمية، مثل الإخوان المسلمين والقاعدة. وفي الوقت ذاته، تقدّم طهران طوق النّجاة لقطر لتمكّنها من مواصلة أجندتها الخبيثة. وفي حال انهار النظام الإيراني، ستضطر الدوحة إلى النظر من جديد في سياساتها الخارجية، باعتبارها مركزًا شريرًا في منطقة أصبحت أكثر تصميمًا على طرد اللاعبين الأشرار.



“الأسد سيفقد حليفًا رئيسًا”

القوات الموالية للدكتاتور بشار الأسد مسؤولةٌ عن مقتلِ آلاف المدنيين السوريين في الحرب الطاحنة في سوريا. وكانت إيران، إلى جانب روسيا، بمثابة عنصرٍ تمكينيّ رئيس لنظام الأسد. وما يزال الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الشيعي يواصلان القتال نيابةً عن النظام السوري المستبدّ. وفي المقابل، أصبح الأسد خاضعًا لطهران بشكلٍ أعمى. ونتيجة لذلك، يستغلّ الإيرانيون الحرب الأهلية لإكمال بناء جسرٍ من طهران إلى بيروت.



“زوال النظام الطائفي العراقي”

يسيطر الإيرانيون على المشهد السياسي برمّته في بغداد، إلى درجة أن الخبراء يصفون النظام العراقي بـ”وكيل” إيران في المنطقة. وإذا توقف النظام الإيراني عن الوجود، سيلجأ العراق إلى تهدئة النظام الطائفي المتطرف الذي يحكم العراقيين؛ وهذا يعني توفير مزيدٍ من الحرية والعدالة والاستقرار للمواطنين.



“إيران ستكون خالية من أي قنبلةٍ نووية”

يختلف المحللون والخبراء حول الفترة الزّمنية التي ستكون فيها إيران قادرةٌ على تطويرِ قنابل نووية مدمّرة، ولكن من الواضح جدًا أن طهران جادةٌ جدًا في مساعيها نحو التحوّل إلى قوّة نوويةٍ عالمية. وبالطبع، من شأن زوال هذا النظام أن يمنع الإيرانيين من إنتاج هذه القنابل القادرة على حرق الأخضر واليابس. ونتيجة لذلك، سينصبّ تركيز المجتمع الدولي على إيقاف التهديدات النووية الأخرى في دولٍ مثل كوريا الشمالية والباكستان. وبالإضافة إلى ذلك، ستفقد كوريا الشمالية أهم الحلفاء النوويين؛ إذ أن هنالك اتفاقية منفعةٍ متبادلةٍ بين طهران وبيونغ يانغ، تختص بتبادل التكنولوجيا الصناعية، ولا سيّما القاتلة منها. ووفقًا لعددٍ من المصادر، فإن هذه الاتفاقية مكّنت البلدين من تطوير برامج الأسلحة النووية بسرعةٍ فائقة. وبدون إيران، التي عملت على إنقاذ كوريا الشمالية من خِناق العقوبات المفروضة عليها، ستفقدُ بيونغ يانغ أحد أهم أصدقائها في المنطقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات