جريمة "اسطول الحرية" تهز العالم .. الشارع تحرك غضبا والمواقف العربية والدولية بقيت دون المستوى المطلوب


جراسا -

استفاق العالم أمس على مجزرة جديدة لكيان العدو الصهيوني الذي لم يعد يردعه رادع، تمثلت باستهدافه مدنيين عزل عرب وأجانب متواجدين على متن "أسطول الحرية" المتجه الى قطاع غزة محملا بالمساعدات الانسانية لاهلها، ليضيف هذا العدو الى سجله الأسود جريمة جديدة من جرائمه أودت بحياة 19 شهيدا 15 جريحا منهم مواطنون أتراك كانوا على متن الأسطول الذي أراد رفع ولو القليل من معاناة الفلسطينيين المحاصريين في قطاع غزة، فكانت النتيجة ان قام العدو بمحاصرتهم واعتقالهم وقتلهم على مرأى ومسمع من العالم كله، الذي اشتعل غضبا لهول ما رأى، فيما بقيت بعض الدول العربية غافية ومترددة عن القيام بما هو على مستوى الحدث وأقله طرد السفير الاسرائيلي كما فعلت تركيا او مسأءلته عما حدث ولكن كالعادة العرب هم آخر من يتحرك هذا اذا تحركوا فعلا !

الصحف المحلية الصادرة في بيروت صباح اليوم علّقت في افتتاحياتها على مجزرة "أسطول الحرية" الى جانب الزيارة الثالثة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري دمشق والتي طغى عليها هول الجريمة، فيما استكمل مجلس الوزراء مناقشة مشروع الموازنة العامة لعام 2010 .

البداية مع صحيفة "السفير" والتي أفردت افتتاحيتها للحديث عن الجريمة المروّعة، فرأت أنه "قبيل فجر الاثنين الواقع في الحادي والثلاثين من شهر أيار سنة 2010 قررت إسرائيل أن تضم البحر الأبيض المتوسط الى سيادتها. جعلته بحيرة بلون الدم، وقصفت أمواجه لتمنعها من مواصلة القيام بدور الرابط بين الشهيد الأممي والأسير الفلسطيني في غزة هاشم".

واضافت الصحيفة " امتلأت صفحة البحر الذي كان في الحلم عربياً بجثث الضحايا: لعب أطفال، حليب قد يعوّض بعضاً من صدور الأمهات، معلبات قد تسد، ولو لأيام، جوع المحاصرين تحت ركام منازلهم المهدمة بالصواريخ الإسرائيلية، وطحين لبعض الخبز للمليون ونصف المليون من الملعونين الذين يمنع أهلهم الرغيف عنهم بالتواطؤ مع عدوهم".

وتابعت الصحيفة " برغم عتمة الليل كان القتلة مقنعين. كانوا يعرفون أنهم يرتكبون جريمة ضد الإنسانية... لكنهم ألفوا الارتكابات ثم المضي بعيداً وقد رفعوا اصابعهم بشارة النصر، دون خوف من العقاب. من باب التحوط فضلوا اخفاء وجوههم. فضلوا ان تظل وجوه نتانياهو وباراك وليبرمان هي المكشوفة للتحقيق الدولي الذي سيطوى قبل ختامه، وللرأي العام في العالم الذي اعتاد ان يبرئ إسرائيل قبل المحاكمة، مرة، ثم يؤكد البراءة بعد المحاكمة، مرة ثانية، وهو يدين الضحية.

واوضحت الصحيفة انه "تبدّى الجيش المهزوم في الحرب على لبنان، قبل أربع سنوات، والذي عجزت صواريخه وقنابل الفوسفور الأبيض عن اغراق غزة بأهلها، في هذا البحر، قبل سنة ونصف السنة، وكأنه ينتقم لهزائمه بهذا الهجوم الليلي الذي يتجاوز العرب الى تركيا التي أخذها حكمها (المتشدّد دينياً) الى نصرة فلسطين وتحدي الحصار. كانت في ذاكرة "جيش النخبة" صور انسحابه مهرولاً، في عتمة الليل، من الأرض اللبنانية المحتلة، وقذائف المقاومة تطارده حتى التخم الأخير".

واشارت "السفير" الى أنه ومع انتصاف النهار كانت الجماهير التركية تباشر هجومها. تحرك جمهور لبناني وجمهور آخر من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وبعض الجماهير في بعض المدن السورية لتتحرك بعض الجماهير في القاهرة والمغرب وموريتانيا. ثم تحركت بعض دول أوروبا فاستدعت السفراء الإسرائيليين فيها للاستفسار والاستنكار. تأخر أهل النظام العربي، كالعادة، عن اتخاذ موقف.

ولفتت الصحيفة الى ان الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، الى عدم افلات إسرائيل من العقاب، محمّلاً واشنطن، بشكل غير مباشر، مسؤولية ما جرى لـ"الدعم غير المحدود وغير المشروط الذي تمنحه لإسرائيل ما يسبب زعزعة الاستقرار في المنطقة واشعال فتيل الحرب والتوترات"، فيما دعا امير قطر الى كسر الحصار على غزة وطلبت الدوحة عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب غداً، بينما اعلنت الجامعة العربية عقدها اجتماعاً على مستوى المندوبين اليوم في القاهرة. كما اثار الهجوم الإسرائيلي موجة ادانات عمت العالم، وتراوحت ردود الفعل بين الاستهجان ودعوة العديد من الهيئات الدولية لعقد اجتماعات طارئة لملاحقة هذه المسألة. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، عن "صدمته" إزاء الهجوم الإسرائيلي، كما طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون بفتح "تحقيق نزيه". وفي حين اعرب الفاتيكان عن "ألمه وقلقه"، استدعت العديد من الدول سفراء "إسرائيل" لديها لطلب ايضاحات حول ملابسات الهجوم مثل فرنسا ومصر والاردن والنمسا واليونان وايرلندا والسويد والنروج والدنمارك بلجيكا والنمسا واسبانيا، فيما طالبت سويسرا والمانيا بتحقيق دولي ونشر مراقبين دوليين. الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ندّد بـ"العمل اللاإنساني الذي ارتكبه النظام الصهيوني" ورأى فيه "دليل ضعف وليس دليل قوة للكيان الصهيوني الذي باتت نهايته اقرب من أي يوم كان". من جهته، طالب الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن يعرف "في اسرع وقت ممكن" الظروف الدقيقة للاعتداء، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ".

من جهتها، اشارت صحيفة "النهار" الى الجريمة التي ألمت بـ "أسطول الحرية" فابرزت أوساط رسمية لها الأهمية الاستنفار اللبناني الرسمي وسرعة التحرك التي ميزت قرار تحريك البعثة اللبنانية لدى الامم المتحدة لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن. وقالت ان لبنان اضطلع بدوره كاملا على النحو الذي ينسجم وحجم الاعتداء الاسرائيلي على القافلة البحرية الانسانية وبما تفرضه عليه التزاماته رئيساً لمجلس الأمن وممثلا للمجموعة العربية فضلا عن موجبات التضامن الكاملة مع الشعب الفلسطيني والانتصار للمؤسسات الانسانية والدول الصديقة. وأضافت ان مضاعفات هذا الهجوم اقتحمت الأولويات اللبنانية وبرمجتها غداة انتهاء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية وطغت على كل شيء، ولكن أبرز ما ينبغي التوقف عنده هو ما أثاره الهجوم من موجة تضامن سياسية ترجمتها ردود الفعل التي شملت كل التلاوين السياسية اللبنانية وسائر القوى الحزبية وهو أمر شكل للدولة والحكومة سندا مهما في تحركهما".
اما فيما يخص زيارة الحريري الى سوريا فرأت الصحيفة أنه "مع أن زيارة الحريري الثالثة كانت مقررة لإطلاع الرئيس الأسد على نتائج زيارته للولايات المتحدة والبحث في الملفات الثنائية اللبنانية - السورية، فان الهجوم الاسرائيلي على "أسطول الحرية" استحوذ على جانب أساسي من اللقاء فخصص له الحيز الأكبر من بيان مشترك صدر عن الجانبين بعد اللقاء الذي انعقد في قصر الشعب. وإذ أدان الجانبان "الجريمة النكراء والاعتداء الهمجي على المدنيين العزل"، طالبا "جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بكل مكوناته بالتحرك الفوري من أجل اتخاذ خطوات عملية لوضع حد للجرائم التي ترتكبهبا اسرائيل" وحذرا من ان الانتهاكات الاسرائيلية لأبسط الأعراف الانسانية والقوانين الدولية "تهدد بجرّ الشرق الاوسط الى حرب لن تقتصر تأثيراتها على دول المنطقة". واذ اكد الاسد من جهة اخرى "وقوف سوريا الى جانب لبنان في مواجهة التهديدات الاسرائيلية التي يتعرض لها بشكل متواصل" عبّر عن "تقديره للمواقف" التي اتخذها الحريري خلال زيارته للولايات المتحدة، واعتبر انها "تصب في خدمة لبنان وسوريا والحق العربي بشكل عام".

من جهة اخرى، اشارت صحيفة "الاخبار" الى جلسة مجلس الوزراء التي عقدت امس لاستكمال مناقشة مشروع الموازنة العامة للعام 2010 فرأت أن الاجواء كانت هادئة جدّاً"، توحي بأنّ هناك توافقاً سياسياً مستجداً على إقراره بسرعة، بعد إدخال تعديلات طفيفة على بعض أرقام موازنات الوزارات، أي من دون المس بتوجّهاته واتجاهاته. بل إن بعض الوزراء تحدّث عن وجود نيّة لإنجاز المشروع في الجلسة المقررة اليوم، تمهيداً لتقديمه إلى المجلس النيابي، إذ لم يُحدّد موعد لجلسات إضافية مخصصة لاستكمال المناقشات، بل دُعي مجلس الوزراء إلى الانعقاد الخميس المقبل لدرس جدول أعمال عادي. وقالت مصادر وزارية لـ"الأخبار" إن مجلس الوزراء أنجز مناقشاته لموازنات عشر وزارات حتى الآن، هي: المال والزراعة والصحّة والعدل والداخلية والدفاع والأشغال والخارجية والتربية والاقتصاد، إضافة إلى موازنة رئاسة مجلس الوزراء والمجلس الدستوري".

وأوضحت "الأخبار" أن أكثر من وزير قد طالب على هامش مناقشات الموازنة باعتماد سياسة متشددة تجاه تحرّكات ومطالب طيّاري شركة طيران الشرق الأوسط والأساتذة والمعلمين وأساتذة الجامعة اللبنانية، وهو ما أوحى بوجود إشارات سياسية مساندة للرئيس سعد الحريري بعد زيارته إلى سوريا والرضى من نتائج زيارته إلى واشنطن ونيويورك. وطرح سهيل بوجي من خارج جدول الأعمال ضرورة إبلاغ شركتي الخلوي تمديد عقودهما تلقائياً لمدة ثلاثة أشهر إضافية، بحسب ما تنصّ عليه هذه العقود، وهو ما عدّه وزير الاتصالات تحصيلاً حاصلاً. إلا أنّ الرئيس سعد الحريري اكتفى بالتعليق "إلى متى سنستمر بهذا الوضع؟".

في السياق لفتت "النهار" الى انه وخلال جلسة مجلس الوزراء أمس اطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان المجلس على الاتصال الذي أجري بينه وبين الحريري وأوعز بنتيجته الى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة بدعوة مجلس الامن الى الانعقاد. وقال سليمان ان "اسرائيل ما زالت تهدد لبنان وان الرد على تهديداتها يكون قبل كل شيء في الحفاظ على التضامن الوطني ووحدة الموقف اللبناني". وفي أول تأكيد رسمي لتأجيل جلسة الحوار الوطني المقبلة، أعلن سليمان موعد جلسة الحوار في 17 حزيران. وعلمت "النهار" أن الرئيس الحريري أطلع مجلس الوزراء على نتائج المشاورات التي أجراها أمس في صدد التحرك اللبناني، كما على نتائج زيارته للولايات المتحدة ومن ثم زيارته امس لدمشق، ووصف محادثاته مع الرئيس الاسد بأنها كانت "جيدة جداً". وكشف ان هذه الزيارة تأتي ضمن جولة جديدة يعتزم القيام بها وتشمل الاردن ومصر وتركيا والسعودية في الايام المقبلة. ونقلت مصادر وزارية عن الحريري انه سئل خلال زيارته لواشنطن عن السلاح الذي يدخل الى لبنان فأجاب بأن على "اسرائيل" تطبيق القرارات الدولية والانسحاب من ارضنا فلا يعود لدينا اي مبرر لدخول السلاح. 
(جريدة الانتقاد الالكترونية)



تعليقات القراء

معاذ
يا جماعة الخير سالفه حادث سير علا طريق الزرقه راح فيه 50 اصبابه و5 وفيات
01-06-2010 11:13 AM
غسان
للاسف ايها الاخوه الموضوع كله ما هز سوى العروبه وشعوب العروبه
والموضوع برمته انتهى بلحظتها يعني ما راح يصير شيء
لو دوله عربيه الي عملت الموضوع كان انضربت واحتلت بنفس اليله
01-06-2010 12:10 PM
فلسطيني
انالست صاحب شعرأ و عبارات رنانة.....انا صاحب جبين لن يركع.....انا فلسطيني فهل تسمع?السجن لي مرتبة.....والقيد لي خلخال.....والمشنقة يا فلسطين أرجوحة الأبطال......فلسطيني....بلا شك وبلا تردد فلسطيني...,بتطرف وبتشدد فلسطيني.....بعفوية و بتعمد فلسطيني
01-06-2010 08:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات