البرونز لا يلبي الطموح .. ولكن منتخب المستقبل يعد بالكثير


جراسا -

لا يمكن التقليل من حجم الانجاز الذي حققه منتخبنا الوطني للذكور والانسات للتايكواندو في بطولة اسيا التاسعة عشرة التي اقيمت الاسبوع الماضي في العاصمة الكازاخستانية استانا حتى وان انتقده البعض واعتبروه تراجعا , فالميداليات البرونزية الاربع التي حصدها ابطال المنتخب الوطني لا تقلل من شأن هؤلاء الابطال الذين خاضوا معتركا شرسا امام ابطال العالم واسيا من كوريا وايران والصين تايبيه وتايلند وغيرها الكثير من دول اسيا.

صحيح ان الميداليات الاربع لم تلب طموح عشاق لعبة التايكواندو الاردنية حيث كان الجميع ينتظر الفوز باحدى الميداليات الذهبية او الفضية الا اننا من خلال متابعتنا القريبة من اللاعبين في البطولة نستطيع القول ان لاعبي منتخبنا ولاعباته قدموا افضل ما لديهم فخذلهم الحظ احيانا وقرارات الحكام تارة اخرى وهذا بالطبع لا ينقص من حجم لاعبينا ولاعباتنا ففي النهاية اكتسبوا خبرة كبيرة من مواجهة ابطال العالم واسيا.

نحن هنا لا نريد ان نرتدي ثوب المحاماة والدفاع عن ابطال منتخبنا من الجنسين وتبرير عدم الفوز بالميداليات الذهبية والفضية ولكننا بصدد عرض ما قدمه ابطال المنتخب في البطولة وهل كان بامكان اللاعبين تقديم افضل مما كان?

مطحنة

احد مدربي منتخبنا الوطني وصف البطولة الاسيوية بأنها مطحنة في اشارة الى انها بطولة عالمية وليس من السهل تسجيل الانجازات فيها خاصة وان عددا كبيرا من لاعبينا ولاعباتنا يلعبون للمرة الاولى على المستوى الاسيوي ومعظمهم يفتقد للخبرة الدولية , هذا المدرب اكد ان لاعبينا قادرون على تحقيق المستحيل والغاء فوارق الخبرة مع ابطال اسيا لكنه في الوقت ذاته ابدى خوفه على لاعبينا من التعرض لصدمة الخسارة .

ورغم ان وصف هذا المدرب كان دقيقا وكانت البطولة بالفعل مطحنة بين اللاعبين الا ان لاعبينا كانوا على قدر المسؤولية ولولا ان عاندهم الحظ لكانت الحصيلة اكبر وارفع مما تحقق.

عند الحديث عن مشاركة لاعبينا ولاعباتنا لا بد من استعراض ما قدمه كل بطل منهم , نبدأ بالكابتن محمد ابو لبدة الذي يعد اكثر لاعبي المنتخب خبرة فابو لبدة دخل البطولة بعد ان احتجب طويلا عن التدريبات بسبب الاصابة وكانت مشاركته في البطولة مغامرة من الجهاز الفني فنجح في الاختبار ونال الميدالية البرونزية بعد ان تفوق في ثلاثة لقاءات متتالية على ابطال جاهزين فنيا وبدنيا ولولا حالة الارهاق التي عانى منها لضعف لياقته البدنية لاعتلى القمة من دون شك, اما البطل الاولمبي يزن الصادق فكان نمرا شرسا وهو يواجه بطل ايران العالمي كريمي الذي تفوق بفارق نقطتين عن الصادق الذي لم يتجاوز حاجز الخبرة والسن الذي يميل لصالح منافسه الايراني وواجهه بروح قتالية عالية استحق عليها اشادة متابعي البطولة لدرجة انهم لم يميزوا من منهما بطل العالم وهنا نعتقد ان مواجهة الصادق لبطل من وزن كريمي ستمده بخبرة كبيرة لأنه سيخوض في اولمبياد سنغافورة في غضون فترة قريبة وسيواجه خلالها لاعبين شبابا اقل مستوى بكثير من كريمي وعندها ستكون فرصته في الفوز باحدى الميداليات الاولمبية كبيرة جدا.

اما نبيل طلال فكان شرسا وندا قويا لمنافسيه في الوزن وقدم اداء لافتا وكان قريبا من التأهل لولا انه لم ينجح في التعامل مع منافسه في الجولة الحاسمة فكانت خسارته بالنقطة الذهبية في غير مكانها .

اما الواعد الجديد محمد ايمن فكان مفاجأة المنتخب فقد قدم واحدا من افضل اللقاءات في البطولة امام بطل كوريا وتقدم بثلاث نقاط دفعة واحدة لكنه افتقد للخبرة الدولية في التعامل مع الموقف في الجولة الحاسمة وبالتالي خسر واهدر فرصة ذهبية لبلوغ النهائي خاصة وان المستوى الذي قدمه كان يؤهله لتجاوز منافسيه التايلندي والكوري بعد ذلك.

وما قيل عن ايمن يمكن ان يقال عن كنعان كنعان فهذا المجتهد يمتلك مواصفات خاصة يمكن استثمارها جيدا في المراحل المقبلة لمشاركات المنتخب فهو يمتلك خفة الفهد في هجومه لكنه يفتقد الى قليل من التركيز في الاوقات الحاسمة وهذا الامر يمكن تجاوزه من خلال الخبرة التي سيكتسبها في المستقبل .

وحده محمد شجاعية كان خارج فورمة المنتخب ولم يقدم ما يثبت انه قادر على تمثيل المنتخب في المراحل المقبلة.

ترويض نمرة

مشاركة الانسات في البطولة كانت لافتة ولأول مرة يحقق منتخب الانسات نتيجة توازي ما يحققه الرجال في البطولات الاسيوية حيث فازت دانا حيدر وشهد الطرمان بميداليتين برونزيتين لوزنيهما فيما ضاعت الفرصة على مرح الصقور بعد ان قدمت اداء واعدا.

هنا لن ندافع عن بطلتنا الاولمبية دانا حيدر ونقول ان الحكام ساهموا في عدم فوزها بالذهب والبرونز فقد انصفها عضو لجنة الطعون جورج زيدان ولكننا بصدد الحديث عما قدمته دانا امام لاعية الصين الذهبية التي تفوقها عمرا وحجما وخبرة وهي الفتاة الغضة التي لم تكمل بعد عامها السابع عشر ,في هذه المواجهة لم يميز الجمهور من هي صاحبة الخبرة ومن اللاعبة الواعدة فقد حلقت دانا كالفراشة واصابت منافستها في اكثر من مناسبة وتفوقت عليها لكن لعبة واحدة مشكوك فيها من اللعبة التايلندية منحتها التفوق وخسرت لاعبتنا في لقاء لا تستحق عليه الخسارة, ورغم هذه الخسارة فان مشاركة دانا كانت مفيدة جدا فهي الاخرى تستعد للمشاركة في اولمبياد الشباب في سنغافورة ومواجهتها لبطلة الصين ومن قبلها بطلة ايران الخبيرة وتفوقها عليها عززت ثقتها بنفسها وبقدرتها على الفوز باحدى الميداليات الاولمبية على اعتبار ان منافساتها في الاولمبية سيكون اقل خبرة من منافساتها الحاليات.

اما الواعدة شهد الطرمان فقد كانت عند حسن ظن مدربها وقدمت اداء فنيا عاليا وتمكنت من اثبات وجودها على الساحة الاسيوية رغم خبرتها القليلة مثبتة انها مشروع بطلة جديدة للاردن بامكانها التحليق في المستقبل القريب في فضاء البطولات الاسيوية والعالمية.

ومرح الصقور حالها حال شهد ولعل لقاءها القوي مع بطلة كوريا ووقوفها ندا قويا لها اكد ان هذه الواعدة لديها الكثير الكثير لتقدمه على ساحة التايكواندو العربية والاسيوية بانتظار ما ستقدمه مستقبلا , ولا شك ان الروح القتالية التي لعبت بها مرح تدلل على انها تسير في الطريق السليم نحو النجومية.

وحدها كانت يما عنانبة تغرد خارج السرب فرغم ان مدربيها اكدوا انها خامة طيبة لكنها تحتاج الى الكثير من العمل الجاد في تطوير فنياتها للاحتفاظ بمقعدها في المنتخب النسوي.

تعديل نمط اللعب

لاعبونا في البطولة الاسيوية امتلكوا روحا قتالية عالية وكانوا بحق جنودا اوفياء لتمثيل منتخب الوطن لكن اعتبارات عديدة خذلتهم وهذا ما دعا المدير الفني للمنتخب الوطني مستر تشن الى التصريح للمدربين بضرورة تعديل النمط التدريبي , فلاعبونا ما زالوا بحاجة الى التركيز على تطوير النواحي البدنية حتى يتمكنوا من اللعب بنفس الوتيرة في الجولات الثلاث ومعلوم ان جاهزية اللاعب البدنية تعزز من ثقته بنفسه وتجعله اكثر قدرة على ترجمة عطائه الى الفوز.

اضافة لذلك فان البطولة الاسيوية اثبتت ان المدارس التدريبية الاسيوية باتت تركز على اللعب باتجاه الوجه على اعتبار ان أي اصابة تعني الحصول على ثلاث نقاط وهذا ما تميزت به المنتخبات الاسيوية فيما عانى منه لاعبو منتخبنا الذي ركزوا على تحصيل النقاط نقطة بنقطة.

هذا الامر تنبه له مستر تشن وطالب مدربي المنتخبات الوطنية بضرورة التركيز على تعديل نمط اللعب بالتركيز على اللعب على الوجه اضافة الى تطوير الاداء الدفاعي بحيث يكفل للاعبين حماية وجوههم من هجوم المنافسين بما يضمن لهم التفوق في المنافسات المستقبلية.
(العرب اليوم- احمد شريف)



تعليقات القراء

عاشق التايكواندو
شبعنا حكي كل مرة ما بتحصلوا على نتيجة بتكون الحجة انهم لعبو كويس واكتسبوا خبرة.......
يعني بعد كم سنة ستصبح لديهم خبرة ان هنالك من اللعبين من تجاوز 8 سنوات وهو لاعب منخب وطني .....
اما آن الوقت لتحصيل انجاز كبير ......
ان هناك بعض الانجازات لكنها تكون مبنية بالاساس على جهود فردية وياخذها مدربي المنتخبات (بطاطا مقشرة) ويصولون ويجولون هذه انجازاتنا ....
02-06-2010 06:37 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات