جراسا -

اشار الامير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الاولمبية مؤسس مبادرة اجيال السلام ان المعسكر السادس الذي تستضيفه عمان حظي بمشاركة واسعة بانضمام مشاركين من اوروبا لاول مرة, جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده امس في قاعة يا هلا بمدينة الحسين للشباب بمشاركة الاميرة سارة الفيصل المدير التنفيذي لاجيال السلام للاعلان عن افتتاح معسكر عمان 2010 بعد ان قام سموه باستلام عصا التتابع بعد وصول علم الوطن واجيال السلام بحضور المشاركين امام ستاد عمان الدولي في مدينة الحسين للشباب وسبق المؤتمر عرض بعض الاضاءات حول المعسكر الماضي الذي أقيم في عمان.

وقال: يسعدني ان أقف امامكم في هذه اللحظات الرائعة, حيث ينضم الينا اليوم مشاركون من ثلاث قارات يجتمعون هنا بهدف السعي الى السلام وقد يتعجب البعض ونحن في القرن الحادي والعشرين من وجود مشاركين من اوروبا ينخرطون في مبادرة للسلام كهذه, مؤكدا ان السلام لا يتعلق بالحدود, ولا يتعلق بالتاريخ او باتفاقيات عابرة رغم ان سرطان النزاعات يتفشى في اوروبا كما هو الحال في باقي مناطق العالم.

وتابع سموه: ان المشاركين في هذا المعسكر هم اشخاص حضروا من مناطق تعاني من النزاعات فيما بينهم وقد اجتمعوا هنا من خلال قوة الرياضة التي تستخدم من اجل توحيد هذه المجتمعات معا لكن ليس بنفس طريقة اجيال السلام التي تصل ما بين الرياضة وبناء السلام وان مناهجنا تشجع على التفاهم على المدى البعيد والتعاون للحفاظ على السلام.

وكشف سموه ان 4 أشخاص من المعسكر التدريبي لعام 2007 ينضمون اليوم .. وواحد منهم سيقدم لنا البرنامج الذي طبقه في بلده خلال الجلسات التعليمية لهذا المعسكر.

وقال: انني فخور ان هناك رواد اجيال السلام من الجيل الثاني سينضمون الينا في هذا المعسكر, هذان المشاركان تم تدريبهما محليا في بلديهما من قبل واحد من رواد السلام الذين تخرجوا سابقا من معسكر عمان ,2008 مشيرا ان هذا العمل اصبح ممكنا بسبب الدعم الكريم والالتزام من قبل الانساني العظيم والشريك المؤسس, سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ونتشارك معا في الرؤية للوصول الى عالم افضل وكلانا يؤمن ان الخلو من النزاعات هي رفاهية يحظى بها القليل من الناس.

واكد سموه: يمكن للرياضة ان تساعدنا في رأب الصدع بين المجتمعات المتنازعة وابقاء الامل والطموح واعطاء الفرص لهؤلاء الذين يعيشون حياة العنف والاضطهاد.

ان اخذ دور في رياضة ما او مسابقة ودية مكن ان تزرع قيم روح الفريق واللعب النظيف والشرف والتزود بالاستقرار والانسجام المجتمعي الذي يحتاجه الشباب في هذا العالم الصعب, ولهذا قمت بانشاء مبادرة اجيال السلام, حيث انني أؤمن بأن هناك شيئا يمكن, يجب عمله, وانني لم اكن وحيدا في هذا.

واضاف: ان رواد اجيال السلام المحتملين هؤلاء ليسوا هنا من اجل المنصب او المال او في اجازة, انهم هنا لانهم يريدون ان يحققوا فرقا حقيقيا ودائما لحياة الناس في مجتمعاتهم. انهم هنا لانهم يفهمون ويقدرون قوة القيادة والاحترام والتسامح. انهم يعلمون اهمية المسؤولية وعمل الفريق والتمكين. انهم هنا لانجاز عمل غير عادي.

بدورها وجهت الاميرة سارة الفيصل الشكر لسمو الامير فيصل على هذه الرؤية العظيمة والقيادة الحكيمة والايحاء الذي نستمده من سموه.

وقالت: لقد تم الاعتراف رسميا بمبادرة اجيال السلام العام الماضي وتحديدا في ايام المعسكر التدريبي من قبل اللجنة الاولمبية الدولية, وقد جاء هذا من خلال العمل الذي من شأنه الارتقاء بالاخلاق والقيم الخاصة بالحركة الاولمبية.

مؤكدة انها حركة تطويرية مهمة جدا للعالم ككل, وان فكرة السلام من خلال الرياضة ما زالت في مراحلها المبكرة.

مشيرة الى ان هنالك العديد من المبادرات المشابهة لمنظمتنا في العالم, في الوقت الذي نعتبر فيه القادة لهذا المشروع حيث يجب علينا جميعا ان نعمل لتحقيق السلام خلال الايام المقبلة.

وقالت: هناك حاجة ماسة الى بعض الطرق الاكاديمية للبحث والتطبيق والحصول على ممارسة افضل للقوة التي تتحلى بها الرياضة لبناء سلام عادل وطويل الامد.

واضافت: يسعدني كثيرا الاعلان عن ان مبادرة اجيال السلام سوف تحصل على عقد شراكة مع جامعة جورج تاون في العاصمة الامريكية واشنطن, وهذا بدوره سيزيد من عدد الاكاديميات التعليمية العالمية في الانضمام لنا للحصول على حلول للمنازعات الدولية.

واعلنت سموها انه سيتم منح ثلاث جوائز اكاديمية لجامعة جورج تاون مع بداية العام الدراسي الجديد, حيث ستكون هذه الجائزة لبرنامج حل الصراعات تطلقه ادارة الحكومة وسوف تتضمن درجة بعد الحصول على درجة الدكتوراه تدعى منحة الملك عبدالله الثاني وستكون بدرجة Fellowship, وسوف نقوم ايضا بمنح جائزة اكاديمية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ومنحة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان التي تتكون من سنتين دراسيتين في برنامج الماجستير, الى جانب منحتين في حقل الابحاث الخاصة بجائزة اجيال السلام لبعض المرشحين.

وقالت: نحن في مرحلة متقدمة من المفاوضات مع جامعة اوكسفورد لانشاء شراكة مماثلة.

وكشفت سموها عن مشاركين اوروبيين قادمين من البوسنة والهرسك, صربيا, قبرص, كوسوفو, الاتحاد الروسي. ايضا هناك مشاركون للمرة الاولى من مداغشقر, قيرغزستان ورواندا, وسوف ينضم اليهم مشاركون من بنغلادش, الاردن, اليمن, سيرلانكا, السودان, فلسطين, نيبال, لبنان ونيجيريا.

وقالت: انا اؤمن بشدة ان الوفود الاوروبية المشاركة سيكونون اول مشاركين من اعداد كبيرة ستشارك في المستقبل.

واختتمت سموها كلمتها بتوجيه الشكر للاعلاميين على الدعم المستمر والمساهمة في النجاحات كما وجهت شكرها الى شركة سامسونغ اضافة الى المورد الرئيسي شركة مذيب حداد واولاده وشركة ساما.

الملك داعم رئيسي للمبادرة

اكد سمو الامير فيصل في رده على استفسارات الزملاء الاعلاميين ان المبادرة كانت بدايتها متواضعة لكن جلالة الملك عبدالله الثاني كان الداعم الرئيسي لها, وقال: نسعى الى التوسع والوصول الى تجمعات اكثر وقال ان الارث الهاشمي تأسس عبر اجيال وساهم في بحث تحديات السلام الذي واجهه الاردن مؤكدا ان هناك فرصة للتسامح والتصالح وان هناك مبادرات قادها الملك لارساء السلام في انحاء العالم من خلال قوات حفظ السلام.

واعرب سموه عن امله ان تشهد المعسكرات القادمة وفودا واجهت الحروب ونحن نرحب بذلك ونتطلع الى مشاركة من الجميع وقال ان الوفود الاوروبية سيجدون الفائدة وسيدركون التحديات التي يواجهونها من اجل تحقيق السلام مبينا انه لا يوجد ربط بين عضوية المنظمة الاولمبية الدولية واجيال السلام مشيرا ان هذا الاعتراف سمح للعمل مع المنظمة باعتبار رئيسها هو الداعم الكبير للمبادرة.

وقال سموه: لن نتمكن من تغيير السياسات الخاصة بالنزاعات والصراعات بل سنركز العمل على غرس القدرات ودعم السلام وجلبه للدول التي تعاني من الصراعات مؤكدا انه يمكن الاستفادة من البرامج الرياضية في تطوير السلام.

بدورها قالت سمو الاميرة سارة: لقد اعترفنا انه من المهم ان تكون هناك عملية سياسية متكاملة والرياضة هي وسيلة من وسائل جعل السلام عملية مستدامة على المدى البعيد مشيرة انه لا بد من التعاون مع الاشخاص الذين يعارضون السلام والتعاون مع الجهات الاكاديمية لتطبيق البحوث الرياضية من اجل تحقيق السلام.

مشاركة اوروبية

حققت مبادرة اجيال السلام انجازا تاريخيا جديدا عندما قام الامير فيصل بقيادة المبادرة لاستقبال اول وفود من قارة اوروبا للمشاركة في معسكر اجيال السلام.

وقال سمو الامير فيصل, رئيس اللجنة الاولمبية ان العديد من المشاركين الاوروبيين سيكونون اول مشاركين من الجهات المتنازعة والذين تم جمعهم من خلال قوة الرياضة, ونحن نصل الى الصدوع التي سببها العرق والدين واختلاف الاجناس, وخلال العشرة ايام القادمة هنا في عمان سيقوم المعسكر على تمكين المشاركين من اجل التقدم في ايجاد الحلول للسلام الدائم في مجتمعاتهم.

وقالت المديرة العامة لمبادرة اجيال السلام الاميرة سارة الفيصل: بعد هذا المعسكر سيكون عدد الدول والمقاطعات التي شاركت بمعسكرات اجيال السلام 39 دولة ومقاطعة, 457 مشاركا بشكل مباشر في معسكرات اجيال السلام التي تمتد لعشرة ايام في الاردن وابو ظبي, أما عملية نشر برامج مبادرة اجيال السلام فتعني ان هناك 2500 متدرب بشكل غير مباشر, ويصبح العدد النهائي للاشخاص الذين تم تدريبهم من قبل الرجال والنساء الذين تدربوا سابقا ما يقارب من 45000 شاب - العديد منهم شارك اشخاصا يعانون من النزاعات في مجتمعاتهم ونأمل في معسكر عمان 2010 الذي يضم عددا من الوفود الاوروبية ان تزداد هذه الاعداد بشكل كبير.
(العرب اليوم)