هل يعتذر "الإصلاحيون" عن موقفهم المشؤوم .. !


لم أزل وغيري كثيرون نعيش صدمة الموقف "الإصلاحي" بامتياز الذي اتخذته كتلة الإصلاح النيابية بمقاطعتها لجلسة التصويت على قانون الموازنة..!!!
ولم أرَ أسوأ من هكذا موقف غير محسوب ولا محسود، وكأنّ رئيس وأعضاء الكتلة غطّوا حينها في سبات عميق أو غابوا عن الوعي، فهذا الموقف لا تُبرّره كل حجج وذرائع الدنيا والآخرة معاً، ولا يُقنع طفلاً وليداً، أو شيخاً تليداً، فضلاً عن أن يُقنع جمهوراً واعياً.. شباباَ ورجالاً ونساءً، فما فعلته الكتلة ينمّ عن عجز وقصور بالغين في الرؤية والتكتيك والدراية، ويكشف مدى غياب الحنكة السياسية وفقه الأولويات لدى الحركة الإسلامية..!
إذا كانت الكتلة حقيقةً ضد قانون الموازنة، فلماذا لم تُشارك في جلسة التصويت وتُعبّر صراحةً عن رفضها للقانون، أما إذا كانت مع القانون، وهذا مُستبعد نوعاً ما، فما كان لها أن تخجل من موقفها ما دامت تتخذه عن قناعة، أما الاختباء في قاعات المجلس ومراقبة الوضع بعين حائرة خجلى، فهذا موقف البائس العاجز الضعيف.. ولا نظنكم أيها السادة من هؤلاء..!
لقد كان موقفكم بائساً مشؤوماً، وأسهمتم من حيث تدرون أو لا تدرون في إقرار ما لا تريدون، ووضعتم الحركة الإسلامية التي تُمثلون في موقف لا تُحسَد عليه قط، فمن انتخبكم لن يجد ما يُعذركم به أمام شعب يرقب ويرصد، ومَن لم ينتخبكم سيزداد قناعةً وإيماناً بموقفه تجاهكم ونظرته لكم، ولن يفكّر في يوم ما بمنحكم ثقته..!
أعتقد أن موقفكم هذا، كان يجب أن يكون من قانون الانتخاب نفسه التي ترشّحتم وحصلتم على مقاعدكم البرلمانية عبره، موقف عدم المشاركة، أما وقد شاركتم وفزتم بعدد من المقاعد، فليس مقبولاً منكم هذا الموقف السلبي الإنزوائي بما يمثّله من عجز وبؤس وضعف وعدم نضج سياسي وغياب للحنكة البرلمانية..!
من حقنا كشعب وكمراقبين أن نرصد وأن نحاسب ونحاكم ممثلينا تحت قبة البرلمان، من حقنا أن نطالب الأحزاب التي ينضوي تحت مظلتها هؤلاء النواب، أن تُحاكم نوابها الذين هم نوابنا أيضاً، على مواقف لم تكن سليمة، لا بل أدّت إلى مزيد من إضعاف هذه الأحزاب، وتشويه صورتها أمام الرأي العام، من حقنا أن نطالب الحركة الإسلامية بأن تُحقّق في موقف كتلتها البرلمانية، وأن تُطلعنا نحن الشعب على نتائج تحقيقها بشفافية وإفصاح كاملين، لأنّ ما سمعناه من تبريرات على لسان رئيس وبعض أعضاء الكتلة لم يقنع أحداً، وهي تبريرات مرفوضة بالكامل وغير صحيحة ولا مُقنعة، تبريرات يائسة لموقف بائس..!
كنّا ننتظر بدل البيان التبريري الهزيل والبائس للكتلة، أن يصدر بيان اعتراف واعتذار عن خطأ جسيم وقعت فيه الكتلة، وورّطت فيه الحركة الإسلامية، ولا نزال نُطالب باعتراف صريح بالخطأ، واعتذار للشعب، ولكل من انتخب أعضاء الحركة الإسلامية ليمثلوه في البرلمان، على أن يتضمن الاعتذار عهداً ووعداً بأن لا يتكرّر مثل هذا الموقف المشؤوم مرة ثانية، هذا إذا أردنا أن نحافظ على ما تبقّى من ثقة وأمل بالحركة..!





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات