هل من سبيل لكبح جماح حالات الانتحار!!!


لا يكاد يمر يوما إلا ونسمع أو نقرأ عن حالة انتحار او محاولة انتحار الامر الذي يشير الى أن معدلات الانتحار في الاردن وصلت حدودا مفزعة.
والملفت للنظر أن حالات الانتحار تزايدت بشكل مضطرد على مدى السنوات القليلة الماضية فبينما كانت (100) حالة في عام 2014 ، ارتفعت الى (113) في عام 2015 والى (117) في عام 2016 وفقا للأرقام المنشورة. علما بأن رجال الامن العام والدفاع المدني تمكنوا في كثير الاحيان، من إحباط العديد من محاولات الانتحار خاصة في المدن الكبرى مثل عمان وإربد والزرقاء..

وتنوعت حالات الانتحار بين اطلاق النار والحرق والشنق و تناول المواد السامة وتناول الادوية بكميات كبيرة.
ومعلوم أن النفس البشرية تحب التشبث بالحياة ، وبناء عليه فليس من السهل أن يتخذ الانسان (ذكرا كان أو أنثى) قرارا قطعيا بإنهاء حياته إلا وصلت الأمور معه أو معها إلى طريق مسدود بحيث لا يوجد أي بصيص أمل للخروج من النفق المظلم وبالتالي فليس له أو لها أمل بالحياة.

كما هو معلوم أن ديننا الاسلامي الحنيف يحرم قتل النفس امتثالا لقوله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيها خالداً مخلداً أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" (متفق عليه).
إن ظاهرة الانتحار دخيلة على مجتمعنا المسلم المحافظ وبالتالي فهي بحاجة الى دراسات اجتماعية معمقة للوقوف على اسبابها ودوافعها ووضع الحلول الناجعة لكبح جماحها والحد من تفاقمها مع الاشارة الى ان الارقام المشار اليها أعلاه هي للحالات المبلغ عنها فقط حيث ان هناك العديد من محاولات الانتحار التي لا يتم التبليغ عنها بسبب وصمة العار الاجتماعية وتجنبا للمساءلة القانونية.

ومن اهم الاسباب التي يعزي كثير من الخبراء المختصين حالات الانتحار اليها هي الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وتفشي الفقر والبطالة إضافة الى الاسباب العاطفية والفشل الدراسي والاحباط ما يجعل الناس يعيشون في حالة من القنوط واليأس بما يوصل البعض منهم الى القناعة المطلقة بأن الموت أفضل من الحياة وخاصة أنه لا تتوفر لديه أدنى مقومات الحياة الكريمة في ظل غياب الوازع الديني والاخلاقي.

وللحد من تفاقم هذه الظاهرة فإنه يتوجب على الحكومة ان تعد استراتيجية وطنية شاملة تركز على مكافحة جيوب الفقر وتوفير فرص العمل للشباب المؤهل.. كما يجب ان تركز على الوعظ والارشاد والتوجيه الديني الذي يكاد يكون مغيبا في الوقت الحاضر، لتأكيد تحريم الانتحار استنادا الى الايات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة.. كما يجب على الحكومة أن توسع مظلة التأمين الصحي للمرضى النفسيين خاصة في ظل ارتفاع كلفة علاج الامراض النفسية للسيطرة على الأمراض النفسية التي تؤدي الى ازدياد حالات الانتحار. كما يجب ان تركز الاستراتيجية على الجوانب الاعلامية والثقافية والاجتماعية ودورها في توجيه سلوكيات الناس نحو القيم والاخلاقيات الفاضلة والتكافل بين أفراد المجتمع بما يؤدي في النهاية الى ترسيخ الوازع الديني وكبح جماح ظاهرة الانتحار بعون الله ومشيئته..



تعليقات القراء

ابو شندي
كيف تريد ان تكبح ظاهره الانتحار وخاصه بين الشباب الخريجين وغيرهم الذين كان عندهم الامل في ايجاد وظيفه لكي يستطيعو بناء مستقبل لهم ولاولادهم ويتفاجئو بالاحباط والبطاله ؟!!! الحل هو بإجاد فرص عمل وهذا هو دور الحكومه
05-01-2018 02:30 PM
عبد-
البطالة وصلت مستويات تاريخية وعددالفقراء وصل مستويات كبيرة وارتفاع الاسعار وصل مستويات عالية ....وبدك معدلات الانتحار ما توصل مستويات مفزعة....؟؟! .استاذي الكريم ...مقالك هذا لن يشكل اي فارق عند المسؤول الذي وصلت ثروته وممتلكاته مستويات قياسية...ذلك المسؤول الذي كان واجبه خدكة الشعب
رد بواسطة عبد-
اقولك......هاتو حكومة همها خدمة الوطن والمواطن وليس خدمة نفسها ساعتها رح ينكبح جماح حالات الانتحار تلقائيا........
05-01-2018 04:15 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات