الأردن في أصعب المواقف منذ التأسيس


في هذه الايام وبعد قرار ترامب يدور حديث بين النخب الفكرية والسياسية ولا يكاد مهتم بشؤون الوطن إلا ويتداول هذا الحديث ومدى انعكاساته سلبا˝ أو إيجابا˝ على الوطن وهو خيار الغاء اتفاقية وادي عربة والتحالف مع محور قطر تركيا والى حد ما ايران وروسيا والابتعاد عن المحور الامريكي الاسرائيلي السعودي أو اتخاذ موقف مرن من كلاهما وحسب المصلحة الوطنية. نقول من حق الشعب وكل مهتم بل وحتى كافة المواطنيين أن يعرفوا ما هي الانعكاسات التي تؤثر على إتخاذ مثل هكذا قرارات وبكل شفافية لكي يكون الموقف العام مساند وداعم بوعي وبكل قوة للقرار المتخذ ولكي يواجه كل التحديات ويبطل مفعول كل المؤامرات التي تحاك ضد وطننا ونبقى على أهبة الاستعداد واليقظة لتفويت أي فرصة تخرق أمننا داخليا أو خارجيا ونذود عن حمانا نموت من أجله ولا نستسلم، ونضع الحجر على بطوننا ولا يبتزونا مادياواقتصاديا، ونضحي بأنفسنا وبما نملك لكي تبقى هاماتنا مرفوعة وكرامتنا وعنفواننا شامخا كما حدث في وقفة العز والكرامة في التسعينات إبان العدوان الثلاثيني على العراق. ومن خلال دراسة تحليلية للثوابت والمتغيرات إزاء ما هو متداول من حديث لا بد من التذكير بواقع الحال :أولا إن قرار نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني مخالف للشرعية الدولية ولاتفاقية وادي عربة التي أكدت على الوصاية الهاشمية المستمرة منذ عام 48 وعليه فالقرار في أحد سياقاته هو ضد النظام في الاردن تحديدا وكان التصدي لهذا القرار من خلال التحركات الدبلوماسية الاردنية تداعيات سببت تحركات معادية وجفاء مع المحور الحليف لنا وكان الجفاء والضغوطات وفتور العلاقات واضحة لا لبس فيها مما أدى إلى تداول الحديث للبدائل المذكورة بداية هذا المقال.

ثانيا“إن اتفاقية وادي عربة لم تشرعن الوصاية الهاشمية على المقدسات فهي اصيلة منذ البداية وهي لم تبين أو تؤكد وتوضح حدود الاردن فهي معروفة دوليا وواضحة لا لبس فيها للقاصي والداني ثم لم تقدم وادي عربة أي سمة إيجابية في كثير من الجوانب ففي المياه كانت مجحفة لنا وأن الصهاينة هم من سرقوا مياهنا وفي الاتفاقية ضرر كبير لأمننا الوطني والقومي وتلحق ضررا\\\" كبيرا بالزراعة والسياحة على حد سواء وأفسدت ثقافتنا وجعلت نفرا\\\"منا يتماهى مع المفاهيم والمزاعم الصهيونيةوهي جسر للتطبيع حيث لم يكن العرب ليجرؤوا على التعامل مع الكيان الصهيوني علنا\\\" إلا بعد وادي عربة واوسلو تحديدا وكامب ديفيد عموما التي فتحت على الأمة الأسلامية والعربية مداخل من الشر منهاالقبول بان الصراع صراع حدود لا وجود واعترابالصهاينةكيانا ووجودا وفتحت بابا لا نقوى على إغلاقه بحيث أصبح من الطبيعي وبلا خجل أو مواربة مصافحة الصهاينة والتعاون معهم من قبل أي كان بعد ما كان سرا متبوعا\\\"برجفة في القلوب أن نلتقي معهم، إن شرور المعاهدة كثيرة ومتعددة فلا ضير ولا أجد أي ضرر من إعادة الحسابات حولها سواء في التلويح بها كورقة ضغط أو تجميدها أو حتى إلغائها على الرغم من أننا نحترم من يخالف وجهة نظرنا حول ذلك باعتبار أنهم الأدرى والأكثر فهما وسياسة من الآخرين و نرحب بتوضيحهم للشعب الاردني ماهي الأضرار العملية والحقيقية التي ستلحق بناأو حتى الإجراءات الممكنة التي ستتخذ ضدنا عند ممارستنا لسيادتنا الوطنية، نحن ندرك أن ضغطا\\\" اقتصاديا\\\" سيمارس علينا وأن التواصل مع الاهل في الارض المحتلة سيتأثر على الرغم من أن سياسة الجسور المفتوحة كانت قبل وادي عربة ولا شك أن الموساد والسي اي ايه ومخابرات أخرى ستحرك ضعاف النفوس ومن لهم ارتباطات مع أطراف خارج الوطن ومن لم يتوافق مع وجهة نظرنا في التحرك لزعزعة الاستقرار والأمن في البلاد. أما الإستدارة نحو تركيا وقطر والى حد ما مدروس بدقة مع ايران وروسيا فله فوائد جمة قد تسعفنا اقتصاديا وتسدد ديننا وتفتح باب الاستثمار مع أخذ الحيطة والحذر ودراسة كل الاحتمالات الممكنة ووضع الاولويات للعمل كتجميد الاتفاقية اولا أو الانفتاح على المحور الآخر أو العكس أو كيفية الابتعاد عن المحور التقليدي تدريجيا مع التعامل معه سياسيا بطريقة اكتفاء شره. إن اتخاذ القرار ليس سهلا ويجب دراسته بعمق والتشاور على ذلك مع المؤسسات الوطنية والاحزاب واصحاب الفكر ومراكز الدراسات والبحث ولا ننسى أن الاخطار كبيرة على الوطن بمكوناته شعبا ونظاما وقيادة ونحن على المحك وفي أصعب المراحل منذ التأسيس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات