جراسا -

بقلم : شذا توفيق النسور

أبي العزيز،،

لقد وارى التراب جسدك الطاهر وفي قلوبنا حسرة على فراق الزوج والأب الحنون في بيته، والمعطاء المتفاني في جميع أعماله وأشغاله حيث شغلت العديد من المناصب الهامة في الدولة ، فكان آخرها كمستشارٍ قانونيّ في السفارة الفلسطينية بما أنه محام وعضو في نقابة المحامين الأردنيين، وكنت مثال الأخلاق والأمانة .

العقيد المتقاعد توفيق النسور الذي خدم وطنه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب والحدود ومحافظاتها بكل إخلاص وأديت واجبك تجاه بلدك وتجاه مجتمعك على أكمل وجه . يا والدي إن شهادتي فيك مجروحة " ولكن ليس قولي فيك بحكمي الشخصي " ولكن رأيت ما أقوله في رثائك في عيون محبيك الذين أتوك في واجب عزائك من كل صوب " .

توفيق عبد الحليم النسور ذاك الرجل المعطاء الذي أصيب بمرض السرطان لثلاثة أعوام ذلك المرض العضال الذي صبر عليه وحاربه وقاوم آلامه طوال تلك السنوات , لقد رأيت ذلك المرض المشؤوم يلتهم عافيتك يوماً بعد يوم ولم تتوانى أو تتأخر عن أداء واجبك تجاهي أو تجاه إخوتي كأب عطوف حنون نلجأ له في كل ما يخص حياتنا .

كنت رحمك الله جميلاً في كل شيء حَسُنَ خُلقك ومنطقك وما أجمل فيك صبرك على سماع شكوانا كنت تتألم ونحن نصر على سماعك تنصحنا وتوجه مسيرنا ، ولم تتأخر .

فسيرتك يا أبي يعلمها الجميع ، فكنت مثال العون للجميع فأنت مصدر فخرنا وستبقى حيّاً فينا وسنذكر سيرتك العطرة الراسخة في أذهاننا و كل من عرفك فتاريخك حافلٌ سجله التاريخ لنا .

أبي كنت نعم السند وأنا أعلم أن روحك ستكون لي السند والحارس في كل مكان ، أنا أعلم أنك يا أبي لن تفارقني ما حييت ، وأعاهدك أن نكون نحن أبناؤك الأربع معا لنسير على نفس الطريق و سنكون كما ورد على لسان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام , "ولدٌ صالحٌ يدعو له"، رحمك الله يا والدي وسامحني إذا قصّرت أو أخطأت , لن أطلب منك غير ذلك وأنا على يقينٍ أنك قد غفرت وسامحت لأنك يا أبي كنت دائماً حليماً ومسامحاً واسعَ الصدر .

عذراً يا أبي ,,

فأنا لن وارتدي الثوب الأسود كما كنت تريد , فحزني عليك بالقلب ولم يكفيني الدهر كله أحزن , فأنا أعلم أن الله غفورٌ بعباده وكلي يقين برحمته عليك فقد مررتَ بالكثير والله أعلم كم قاسيت وعانيت , فكلماتي كثيرة لكني اعلم بأنك الآن بحاجة للدعاء وأنا اطلب من الله يرحمك و يصبرنا على فراقك وبعدك الذي لن يمر بسهوله .

رحمك الله يا والدي .