الاردن يقود معركة القدس وعلى المسلمين حمايته


لا شك ان الموقف الاردني المتقدم بشأن القدس يعد حجر الزاوية في الموقف العربي والاسلامي والدولي الرافض لقرار الرئيس الامريكي ترامب ، وعلى صلابته ينبي الموقف العالمي الذي يزعج الرئيس الامريكي الذي بدأ يفقد توازنه، واخذ يهدد الدول الرافضة لقراره الارعن بقطع المساعدات الامريكية عنها، وقد تعامل الاردنيون معه على مستوى الندية، وكدولة ذات سيادة، وقرار وطني، وكان الملك عبدالله والرئيس التركي اردوغان اضافة للرئيس محمود عباس الاكثر تحررا على مستوى العالم الاسلامي في الاعلان صراحة عن رفض القرار الامريكي والتحرك ضده، واعتباره باطلا قانونيا.

ولا يخفى ان الاردن يقود معركة مواجهة القرار الامريكي الظالم في الاطار العربي في ظل تردي وانهيار منظومة العمل العربي المشترك، وظهور نوع من القيادات العربية الانتهازية التي باتت تنسلخ رويدا رويدا من التزاماتها القومية بلا ادنى اعتبار للرأي العام العربي، وبالقفز عن ثوابت واولويات الامة العربية والاسلامية. وهذا الواقع المرير يزيد الاعباء على الاردن الذي ينوء بقسوة احواله المعيشية، وباحتمالية مواجهته محاولات تأزيم اوضاعه الداخلية من خلال قطع المساعدات عنه لدفعه نحو التراجع والاستسلام للرغبة الامريكية. وهذا يقتضي من الدول الاقليمية الممانعة والرافضة للسياسة الامريكية الخرقاء، والدول على اتساع العالم الحر دعم الاردن بلا حدود، ومساعدته على اجتياز هذه المحنة حتى يستعيد قدرته على الاعتماد على الذات.

ولا شك ان المعارضة الاردنية عليها اليوم ان تتفهم الظروف التي تمر بها بلادها ، وخاصة في المجال الاقتصادي، واحتمالية تعرض الاردن الى محاولات للاختراق بهدف اضعافه ، وثنيه عن مواصلة المعركة التي يقودها بجسارة وعلى ذات الندية مع الرئيس الامريكي المنفلت من عقاله، والذي يلقى فيما يبدو الدعم والتأييد المبطن من بعض العواصم العربية المتواطئة، وما تتطلبه المصلحة الوطنية العليا هو دعم الموقف الوطني الاردني، واظهار اعلى درجات المسؤولية الوطنية، والتلاحم الوطني، ومواصلة حالة الاجماع الوطني حتى ينجح هذا التحرك الاردني المدعوم من كافة احرار العالم، واتاحة المجال للدولة الاردنية كي تتخذ القرارات المناسبة والضرورية ، والمتمثلة بقطع العلاقات مع الصهاينة، ووقف حالة الهرولة نحو الاندماج الاقتصادي وخاصة في مجال الغاز، ووقف التنسيق الامني، وكذلك اعادة النظر بالتحالفات التي درجت عليها المملكة وظهرت حقيقة خطورتها على الامن الوطني الاردني.

وهي والله فرصة سانحة لدول الثقل الاقليمي بانتشال الاردن من البوتقة الامريكية، وتأمين خروج آمن له من اطار التحالف الامريكي الغادر، وتمكينه من الصمود في معركة القدس والتأسيس لشراكة بعيدة المدى تتفهم ظروف الاردن، وتعمل على تقويته، وهو ما يقتضي دعمه في متطلبات تمكين موازنته المثقلة بالعجز ، والعمل على تأمين احتياجاته في مجال النفط والغاز بأسعار تفضيلية على غرار ما كان يحصل عليه ابان حكم الرئيس العراقي الشهيد بأذن الله صدام حسين ، وبذلك تتكون معادلة اقليمية جديدة قوامها الموقف الاردني الذي سيعيد خلط الاوراق في كل المحيط الاقليمي، وستدرك الدول التي سعت لتحييد الاردن وهو رئيس القمة العربية، ووضعه على الرف في اهم شؤونه واولوياته الوطنية والقومية بانها ارتكبت غلطة عمرها ، وسيعلم الامريكان ان الاردن هو حجر الزاوية في الوضع العربي والاقليمي، ولا يستطيع احد ان يتجاوزه مهما كانت الظروف الا اذا كان يجهل توازنات الاقليم الحقيقية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات