لماذا أوقف صبيح المصري .. وما علاقة "الحريري" وصفقة البنك العربي ؟


جراسا -

المحرر السياسي - ضجت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم السبت، بنبأ اعتقال رجل الاعمال ورئيس مجلس ادارة البنك العربي صبيح المصري، بعد ورود أنباء تفيد باعتقاله لحظة وصوله أراضي المملكة العربية السعودية قبل يومين، وسط حالة من الغضب الشعبي على القرار الذي اعتبره السواد الاعظم من مغردي مواقع التواصل، رسالة ضغط على الاردن، في وقت تسير فيه العلاقات الاردنية السعودية نحو منطقة غير مريحة ابداً.

يعد رجل الاعمال والمستثمر صبيح طاهر المصري المولود في مدينة نابلس في العام 1937، من أعمدة الاقتصاد المحلي والدولي، وأسس مجموعات وشركات اقتصادية واستثمارية عديدة ، كما لعب دوراً كبيراً في اعادة أردنة مؤسسة مصرفية هي الاعرق ( البنك العربي)، بعد ان استحوذ ومستثمرين اردنيين على أسهم شركة "اوجيه ميديل ايست هولدينغ" من عائلة الحريري اللبنانية، موقفاً بذلك نقل ادارة المؤسسة المالية الضخمة الى بيروت أو الرياض، والذي فيما لو تم، كان من شأنه ترك تداعيات سلبية على الاقتصاد الاردني.

لا يمكن بحال من الاحوال، تجاهل ربط صفقة بيع اسهم الحريري في البنك العربي والتي بلغت 127,096,290 سهما، وشكلت 20 بالمئة من أسهم البنك، بقيمة 1.12 مليار دولار ،عن اسباب احتجاز المصري، التي سعت وفشلت مجموعة فواز الحكير السعودية من الاستحواذ عليها من الحريري الذي كان يرزح حينها تحت ضغط افلاس شركته في السعودية (سعودي اوجيه)، ليتمم الحريري الذي سبق وان احتجز هو الاخر في السعودية، صفقة البيع مع المصري - المحتجز الان - ومستثمرين اردنيين.

اللافت، أن توقيف المصري الذي يحمل رمزية وطنية فلسطينية، مثلما يحمل رمزية اقتصادية وطنية اردنية، جاء في توقيت تقبع فيه العلاقات الاردنية السعودية داخل ثلاجة ، مثلما تزامن مع قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان "اسرائيل"، وموقف الاردن الشرس الرافض لها، الامر الذي يسهّل وضع تفسير حادثة الاعتقال، داخل سلة الضغط الذي يمارس على المملكة.

ورغم انه لغاية اللحظة لم يصدر بيان سعودي يبين اسباب توقيف المصري، الا ان استقراء اسباب وتبعات الحادثة، ربما لا يحمل سوى تأويلين اثنين فقط :

الاول : اذا لم يخل سبيل المصري خلال الساعات والايام القادمة، يكون السيناريو الاقرب لاحقاً ربطه بقضايا فساد مزعومة، واحتجازه على غرار من جرى توقيفهم من الامراء والمسؤولين السعوديين في فندق ريتز، الامر الذي لن يقنع احداً بطبيعة الحال، خاصة وان استثمارات المصري في السعودية مقامة منذ عشرات السنين، وتحت الشمس، ولم تشوبها شائبة، ومشهود لها وله سعودياً تاريخياً، والاستفاقة بعد عقود على رواية قد يتم حبكها لاحقاً، مدعاة تشكيك ورفض فوري.

الثاني : يفسر على انه رسالة ضغط على الاردن .. للتخفيف من حدة الموقف الرسمي والشعبي المناهض لقرار ترامب، والقبول بالامر الواقع، قاربتها سابقاً العديد من التسريبات الاعلامية، ربطت فيها دول عربية بالقرار المشؤوم، ورضاها عنه، بل اسهامها وترويجها له، توطئة لاتمام ما سمي بـ"صفقة القرن"، التي يعبّد طريقها في المنطقة، صهر ترامب ومستشاره، الملياردير اليهودي جاريد كوشنر.

وفي الوقت الذي كان يتوجب فيه على المملكة السعودية التي تواجه تحديات كبيرة على حدودها الشرقية، استقطاب الشعوب العربية والاسلامية، ولملمة ما يمكن من النظام العربي المفتت الذي يواجه مرحلة مفصلية غير مسبوقة، مثلما يلاقي استقطابات محورية غير مسبوقة ايضاً، بعد أن سدت افقاً عربية بوجهه .. يحمل قرار توقيف رمز وطني فلسطيني بارز، تزامناً مع ضغط كوني على الفلسطينيين وقضيتهم، دلالات من شأنها خلق نفور شعبي عارم، خاصة مع حالة التعاطف العربي والاسلامي الكبيرة الراهنة، مع الفلسطينيين ومدينة القدس المحتلة، ومن المؤكد ان توقيف رجل برمزية صبيح المصري الفلسطينية تحديداً، يزيد من هوة تقتضي الحكمة ردمها بدلاً من توسيعها ..



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات