تأييد القرار الامريكي بالسر والعلن .. !


لم ولن يتوانى الاردن يوما في الحفاظ على أمن الدول العربية المجاورة له ، وكان ينادي ولا زال بالحفاظ على علاقاته الاخوية ويعززها باستمرار بكل امكاناته المتاحة ، وكان دائما صمام امن وامان لكل الدول المجاورة والحافظ الامين على أمن الدول العربية التي تحده من كافة الجهات والملاذ الامن لأبنائها.

كان الاردن يعترف دائما بقدراته وامكاناته المادية واللوجستية من الناحية القتالية او العسكرية كدولة صغيرة ، مما ارغمه على عدم الاحتكاك بالكيان الصهيوني او استفزازه رغم كفاءة وقدرات القوات المسلحة والاجهزة الامنية بعمومها في كافة المجالات والخبرات القتالية على وجه الخصوص.

لذلك لم يراهن الاردن كدولة تعد الاطول من ناحية حدودية مع العدو الصهيوني من الجهة الغربية ليواجه العدو ويقاتله في هذه الاثناء ، ذلك ليقينه التام بان الامة الاسلامية والعربية بلغت من الوهن والضعف الكثير,,,

ليس من باب الاستهانة او الاستهزاء بنفسه وبالاخوة والاشقاء او الاساءة لهم ، لكن من باب الاعتراف بواقع لا بد من اقراره,,,

رغم ذلك لم يتوانى حكام الدول العربية المجاورة وغيرهم من حكام وزعماء ,,, اولئك الذين قدم لهم الاردن شعب وقيادة ، اقصى امكاناته من خبرات علمية ومهنية من خلال ابناءه على مر التاريخ ، الا ان هناك نكران للجميل ، وسعي حثيث ليكون الاردن جسر للعبور فقط.

مبادرين بطعنه من الخلف ، متأمرين عليه بحقدهم ، ناكرين دوره الذي لعبه ويلعبه دائما رغم قلة امكاناته وقدراته ، متحملا ما لا طاقة له به,,, !!

سعت تلك الزعامات مهرولة بكل فخر ، لتقديم الولاء والطاعة لدول استبدت عليها وعلى شعوبها ، مُظهرة لها عدم الرغبة بالوجود ، والعداء المطلق في العلن ، بحجة انتصار تلك الزعامات لقضاياها الدينية والقومية ,,, لكسب الرأي العام وتعطاف الشعوب والمخفي اعظم !!

وفي السر كان يُحاك التآمر، حيث كان هناك سعي محموم ودؤوب لنيل ثقة تلك الدول " العدوة " وزعمائها ، طمعا في تحقيق منافع شخصية ، كل ذلك على حساب دولها لا بل شعوبها وامتها !!

لقد استطاعت الدول ذات السيادة والهيمنة فرض حالها على الارض واحتلال المنطقة من جديد ، باقل التكاليف ، وباموال ودماء عربية ومسلمة ، وبفوائد مادية ومالية مجزية ، حصلت عليها كـ ثمن وعربون حماية ، لعروش تتهاوى وزعامات تتداعى,,,

نعم انها الزعامات والقيادات الهلامية وبعض الشخصيات التي تدعي الدين والثقافة والفكر ، تلك التي قبلت بالسر والعلن تأييد القرار الامريكي باعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني متناسية دماء الشهداء وحقوق الشعوب !!

وما تباين المواقف وردود الفعل في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة من خلال تلميحات أو تصريحات واضحة وصريحة لبعض الزعماء والقادة وابواقهم من شخصيات مرتزقة ومأجورة ، بعد اعلان القدس عاصمة للصهاينة ، إلا دليل على العمالة والتبعية مع العدو والتآمر على الذات منذ الازل.

ذلك بعكس ما اثبتته غالبية الشعوب واحرار العالم الذين اعلنوا رفضهم للقرار الامريكي وعدم تأييده.

إن ما تلعبه بعض الدول الاسلامية والعربية وقياداتها ، من تطويع قسري لشعوبها بفرض سياسة الامر الواقع ، لإنهاء الصراع أو العداء للعدو الصهيوني وحلفائه وعلى رأسهم امريكا وإيهام الشعوب بالسلام ، وارغامهم على التنازل عن حقوقهم المشروعة التي راح ضحيتها الكثير من الشهداء على مر التاريخ ، وديمومة الصراع الذي نشهده لغاية اللحظة وسيبقى ما دام هناك احتلال للارض العربية.

رغم ذلك وما نشهده من تبعية وتآمر على القضية القومية والمركزية الاولى بالنسبة للمسلمين والمسيحيين ’’’ لن يكون هناك سلام عادل او استسلام ترضى به الشعوب وتقره بمحض ارادتها ، أو أن يكون هناك سلام دائم وشامل كما يأمل الصهاينة والدول التي تدعي رعايتها لِما يسمى بالسلام ,,,

ذلك اثبات على ان القضية عقائدية ودينية وانسانية على حد السواء ، لا احد يمتلك القرار بانهائها او يستطيع فرض قوته لإنهائها مهما بلغ من قوة او نفوذ على الانظمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات