"نقل السفارة" ينسف "عملية السلام" .. و"شلة اوسلو" في مأزق تاريخي


جراسا -

ايهاب سلامة - بات في حكم المؤكد قيام الولايات المتحدة الامريكية باعلان نقل سفارتها في كيان الاحتلال من "تل ابيب" الى مدينة القدس المحتلة، ضاربة عرض الحائط بكل الدول العربية والاسلامية، الصديقة والحليفة، قبل خصومها ان كان لها خصوما، الامر الذي يسقط حكماً دورها كراع ٍ لـ"عملية سلام" اطلقت قبل ربع قرن من الزمان، لم تؤت ثمارها حتى اللحظة الا لـ "الاسرائيليين" وحدهم ..

اعلان البيت الابيض الثلاثاء، في خبر عاجل بثته وكالات الانباء، ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيعلن قراره بشأن نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة الأربعاء، تزامنا مع سلسلة اتصالات هاتفية اجراها مع رؤساء دول عربية، تؤشر كل الدلائل انه قام بابلاغهم خلالها عن قراره بنقل سفارة بلاده الى المدينة المقدسة المحتلة، تزامنا كذلك مع  تحذير واشنطن مساء الثلاثاء، لموظفيها الرسميين، بتجنب زيارة مدينة القدس والضفة الغربية، ما يحسم التردد ان القرار الامريكي قد اتخذ، وان ساعات فقط تفصل عن اعلانه رسمياً ..

القرار الوشيك المرتقب، يؤكد ان التبعية العربية للولايات المتحدة الامريكية، لم تكن تساوي شروى نقير، وتحسم التاكيد ايضاً بان واشنطن، لم تكن طرفاً محايداً في ما سمي بـ"عملية السلام"، بل كانت تجيّّر التبعية العربية لصالح الكيان الصهيوني رغماً عن العروبة وتبعيتها الضعيفة الخانعة ..

والسؤال الذي يجب طرحه الان والاجابة عليه : هل بقي هناك اي مبرر لاستمرار مهزلة "عملية السلام" ، مع التعنت "الاسرائيلي" طيلة ردح من الزمان، واستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وثبوت عدم جدوى التفاوض على ملفي اللاجئين والقدس، والاعلان الامريكي المرتقب بنقل السفارة ؟

هل يظل من وجه للسلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس النظر الى شعبه وبقية الشعوب العربية المعنية بالقضية الفلسطينية كالفلسطينيين انفسهم، اذا ما كشفت الولايات المتحدة عن وجهها القبيح علانية، واعلنت انحيازها المطلق للكيان المحتل الغاصب ؟

القرار الامريكي المرتقب، يسقط علانية، ورقة قبح السياسة الامريكية، وصلفها، ويبرهن ان حكاية الشرعية والمواثيق والقوانين والقرارات الدولية، لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وتجزم ان الضعيف تملى عليه القرارات املاء، وانه ما كان يتوجب على قطيع الحملان انتظار "العدالة" من بين انياب الذئب المتربص دمها ..

ومع سقوط الطرف الامريكي كراع ٍ لعملية السلام المفترضة، بانحيازها العلني لدولة الاحتلال، سيجد "رفاق اوسلو" انفسهم عراة في ميادين الفضيحة وحدهم، ومطالبون ايضاً بالتبرير لشعوبهم كيف اسقطوا خيار البندقية دون رجعة مع عدو  أمتهم، فخسروا الحرب والسلام في آن معاً..

القرار الامريكي ان اعلن غداً، يضع الانظمة العربية ايضاً في مأزق مع شعوبها، الامر الذي يبدو ان واشنطن لا تكترث له كثيراً، بقدر ما يهمها كيان الاحتلال الصهيوني وزبانيته، مثلما يفتح الباب لكل التوقعات المحتملة، ويعيد "شلة الرفاق" الذين مضوا لمشوار اوسلو الى مربعهم الاول، قبل ربع قرن عبثي من الزمان، إنما .. دون "خفي حنين" حتى !



تعليقات القراء

تبا لكم
تكلمت ما يجول بخاطرى ايها المجرر شكرا لك
06-12-2017 04:32 AM
على هامان يا فرعون
يا رجل ليش هو كان في سلام بالاصل
06-12-2017 04:35 AM
المختار ابو الحصين
تحليل منطقي ويعري القيادات التي راهنت على تبعيتها
06-12-2017 08:11 AM
ابو المفهومية
اليهود باختصار ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.

اتفاقيه السلام كانت من اجل هذه اللحظه. لافي سلام ولا حقوق. لكن مين يقنع شلة اوسلو انهم بيضيعوا الوقت وبيضيعوا الحقوق في السعي وراء وهم السلام المزعوم؟؟
06-12-2017 04:38 PM
السوسنة السوداء
بصراحة انا ضد ترامب بس لازم ينعمل شي ليوقف هالجمود
تاجيل تاجيل واليهود متمتعين بفلسطين
بنضحك على حالنا اي سلام ونص الفلسطينين مشتتين بالارض

خليه ينقل السفارة بلكي كانت نهاية اليهود
06-12-2017 04:51 PM
عليان
اي عملية سلام ... احادية الجانب للاسف ... هاي مو عملية سلام ..... شو صار بعاصمة عمان الجديدة ؟؟؟
06-12-2017 06:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات