بيع الجبل يا علي


حالة غير مسبوقة من الاضطراب واليأس تواجه الشعب الاردني بعد ان تكالبت عليه القوى الخارجية والداخلية من محاولات تهميش الدور الاقليمي والوظيفي للمملكة واحتمالات حل القضية الفلسطينية دون مراعاة لمصالح الاردن في هذا الحل الى محاولات الخنق الاقتصادي من زيادة في الدين العام للملكة والتهديد بوقف المساعدات الخارجية (ان صح هذا الادعاء) الى جنون الحكومة في رفع الاسعار في كافة الاتجاهات في الوقود والكهرباء ورغيف الخبز والغذاء.

في ظل كل ما سبق نجد الحكومة صامته حيال الكثير من تلك الملفات الصعبة والخطيرة وتترك الشائعات تنتشر مثل النار في الهشيم, واصبح جل اهتمامها الترويج والتطبيل لصحة مسارها في رفع الدعم عن رغيف الخبز وزيادة الاسعار بشكل عام وكأن هذا هو الحل السحري لما يواجه البلاد من اخطار.

وتحاول تلك الحكومة (التي استنفذت رصيدها من الشعبية) في تحويل فكر الشعب عن كل ما يحدث الى التركيز على طريقة تقديم الدعم ومن يستحق الدعم؟ بإسلوب سمج ممل متكرر لا يراعي كرامة وفكر وثقافة الشعب الاردني وما طريقة "دعمك الالكترونية" الا اكبر شاهد على ذلك.

وعوضا عن مناقشة البدائل الممكنة لرفع الدعم عن قوت الشعب مع مجلس النواب والفعاليات والهيئات والرأي العام حولت الحكومة التفكير لاتجاه اخر هو من يستحق الدعم؟ ما لفت انتباهي مثل الكثير من المواطنين احد الفئات التي لا تستحق الدعم هي من يملك ارض تزيد عن قيمة معينة وكأنها دعوة مبطنه مقصودة لبيع الارض التي ترمز للوطن وكأن المطلوب هو الاجهاز على ما تبقى من ملكيات واراضي انتقلت الينا من عشرات الاجداد مقابل العيش لفترة محدودة من ريع البيع واضاعة حقوق الاجيال القادمة فيما يعني الرمز: الارض هي الوطن.

هذا ما تريده الحكومة هو اكمال حلقة البيع في كل شيء فقد باعت كل ما تملك وجاء الدور لتجبر المواطن على بيع كل ما يملك على انغام اغنية سميرة توفيق ....بيع ...بيع ... بيع الجمل يا علي, واشتري خبزا الي, مع استبدال كلمة الجمل بالجبل. لك الله ومن ثم رجالك المخلصين يا وطني. والله من وراء القصد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات