لقاء النقابات المهنية ورئيس الحكومة


أكثر من خمسمائة ألف منتسب وثلاثة عشر نقابة مهنية اردنية التقي ممثليهم رئيس الحكومة في مكتبه، بينما كان الأفضل ان يكون اللقاء في بيت النقابيين، فما هي النتيجة سوي اجترار "مسح السبورة" كما يقول مثل التلميذ البليد.

والقصد أن صرح رئيس الحكومة "الأردن يواجه ظروفا غير مسبوقة" وهو ما خرج به النقباء. ما الجديد في ذلك سوى إعادة تعريف الماء بالماء. الحكومة ضعيفة ومتهالكة ولا تتناسب مع "الظروف تلك الظروف ولا غيرها من ظروف”.

عندما يواجه الأردن ظروفا غير مسبوقة يجب ان تكون الحكومة أيضا غير مسبوقة، والا فلترحل على راي المثل المصري " ما يلزمناش" حكومة عرجاء.

فهل هذا ما يبحث عنه منتسبي النقابات المهنية؟ ظروف غير مسبوقة؟

الجواب البسيط هو " لا “، واللقاء من حيث إيجابية الاهتمام بالاجتماع بين الحكومة والنقابات جيد صوريا الا انه فشل فعليا وكان سلبيا في النتائج. ولهذا الفشل أسباب منها، على سبيل الذكر لا الحصر، أولا ما هو دور الحكومة في إيجاد حلا لمعالجة الخلل في "توجيه التعليم " من جهة وإيجاد حلا لمشكلة اساطيل البطالة من جهة اخري.

ابسط مثال علي ذلك على غياب التوجيه والارشاد والتخطيط سواء في وزارة التخطيط او التعليم العالي او العمل سواء من حيث ما هو مطلوب للأردن ولتصدير العمالة والمهنيين وإيجاد فرص العمل لهم داخليا وخارجيا، اذ يبلغ عدد المهندسين (الان) مئة وواحد وأربعين الفا، وعدد دارسي الطب في ست كليات يبلغ عشرة الاف طالب وفي الخارج اثنا عشر الفا، بأجمالي ٣٨ ألف مسجل وألف وثمانمائة خريج سنويا؟

تحدث رئيس الحكومة مجاملا فأشاد بدور النقابات وأكد على تقديم الدعم والمساندة وإقرار التشريعات؟ وهو حديث يصنف بأنه " فض مجالس ومجاملات بروتوكولية".

اذ عن أي دعم يتحدث؟ وكم يبلغ قيمة الدعم ومن اين ستقوم الحكومة بتوفيره؟ وهل يشمل مراكز وفروع النقابات في الضفة الغربية والقدس؟ وما هي نوعية المساندة المقترحة من الحكومة؟

لقد مل اعضاد النقابات المهنية الكلام المعسول والمطلوب ارقام وحقائق وفعل وتنفيذ فوري، لا ابر تخدير ومسكنات ومؤتمرات للصحافة.

ثانيا ما هو راي كل من الحكومة والنقابات في مستقبل القطاعات المهنية؟، راي مجلس النقباء في مسألة الضرائب ورفع أسعار الخبز؟ في استيراد الغاز من إسرائيل؟ في التطبيع الحكومي مع إسرائيل؟ في قناة البحرين؟ في شروط صندوق النقد الدولي؟ في غياب خطط ومشاريع باستثناء خطة " فرض الضرائب وتشليح المواطن؟ في محاولات الحكومة السيطرة على صناديق التقاعد النقابية؟

ثالثا ما هو رأي الحكومة في الوثيقة الاقتصادية حول طرق معالجة الازمة المالية والاقتصادية؟ في تعليمات طرح العطاءات؟ في الحريات العامة وقانون الجرائم الالكترونية؟ في منظومة تشريعات مستقلة؟

رابعا عضوية الشركات الحكومية ومشاركة النقابات المهنية بها؟ مستقبل الضمان الاجتماعي وطرق استثمار أمواله؟ العاصمة الإدارية؟ توزيع أراض الحكومة؟ المشاريع الجديدة سواء الهندسية او الصحية؟

خامسا اهمية الاستفادة من المهنيين وطاقاتهم المعطلة وإيجاد منظومة لحماية مكتسباتهم ومنحهم حق التوقف عن العمل وحق الاضراب مثل الدول الديمقراطية؟، اين خطة الحكومة للخروج من الازمة؟

وهناك سادسا وعاشرا وثلاثين وأكثر من بند لم يتم التطرق إليهم، في لقاء مجاملة رتب واعد له بحنكة ودهاء من رئيس الوزراء لتفريغ اللقاء من محتواه، حيث لم يسعف رئيس مجلس النقابات الوقت لينقل الي رئيس الحكومة ملخص رأي أعضاء النقابات المهنية وهو " الحكومة ضعيفة وفاشلة والنقابيون غير راضون عن أدائها".

اغراء اللقاء مع رئيس الحكومة والتواجد في داره الرئاسة كان هو السائد، والطلب الوحيد كان مزيدا من لقاءات فردية مع كل نقابة؟

إذا كان هذا المطلب صحيحا كما تناولته الصحافة فلماذا رئيسا للنقابات المهنية؟، انها بداية بث فتنة التفرقة وتشتيت الجهد النقابي.
لا بد من لقاءات جماعية مكثفة وتعاون تام مبن على شفافية الوعي بحقيقة المرحلة وما يحاك من مؤامرات داخلية قبل ان تكون خارجية. الوطن بحاجه الي نقابات قوية وحكومات قوية لا تتغول أحدهما على الأخرى.

خمسمائة ألف مهني ونقابي وثلاثة عشر نقابة لديهم القدرة علي صنع المعجزات، على اسقاط الحكومة، على تشكيل رأي عام ضاغط، على تشكيل حكومات غير مسبوقة، على تحقيق إنجازات مهنية ونقابية غير مسبوقة.

أعضاء النقابات المهنية على درجة عالية من الوعي والادراك السياسي والاقتصادي وقادرين على فهم حقيقة أن الأردن يمر بمرحلة غير مسبوقة في تشكيل واختيار الحكومات وفي الترتيب لنجاح بعض الشخصيات في المجالس النقابية و هو ما يطلق عليه ديمقراطية "الفرض الديكتاتوري منزوع الدسم".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات