اين الاردن من صفقة القرن


وفقا للتسريبات الاعلامية التي تناقلتها وسائل إعلام أميركية وخليجية وعالمية فإن الملامح الرئيسية لما يعرف بصفقة القرن تتضمن قيام كيان فلسطيني منزوع السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة وستكون منطقة الاغوار منطقة معزولة وتخضع للسيطرة الاسرائيلية.ويتضمن المخطط كذلك تدويل القدس مع التنازل عن حق العودة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون بها بشكل نهائي.
كما تتضمن الصفقة إقامة إتحاد كونفدرالي بين الضفة الغربية والاردن وبين قطاع غزة ومصر.
ومن الواضح ان القادة الإسرائيليون هم الذين صاغوا الصفقة بدعم مباشر من الإدارة الاميريكية التي أملتها بدورها على الدول الخليجية وقبلتها بدون تردد او نقاش.
والكل يدرك ان جميع أركان الادارة الاميركية ، ابتداء من دونالد ترامب إلى صهره جارد كوشنر إلى سفيرها في اسرائيل دافيد فريدمان، إلى مندوبتها في الأمم المتحدة نيكي هيلي مغالون في دعمهم لاسرائيل.
وبناء على هذا الواقع فمن الصعب التصور أن أميركا التي أغلقت مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن جادة في التوصل الى حل منصف ومنطقي لأزمة الشرق الاوسط يحقق الحد الأدنى من الطموح الفلسطيني.
ولا أدري ما هي علاقة الدول الخليجية بالقضية الفلسطينية.. ولماذا تنبهوا لها الأن
وماذا عن دور الاردن صاحبة أطول حدود جغرافية مع الاراضي المحتلة كما أن أكثر من نصف سكانها من اللاجئين الفلسطينين إضافة الى أنها صاحبة الولاية الشرعية على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية باعتراف دولي واقرار اسرائيلي وموافقة السلطة الفلسطينية ثم أين دور هذه السلطة وما هو موقفها وهل من الممكن ان يتم تمرير مثل هذه الصفقة عليها بالقوة.

والكل يدرك إن الملك عبدالله الثاني هو الزعيم العربي الوحيد الذي يحمل الهم الفلسطيني في عواصم صنع القرار العالمية وهو الذي يؤكد في المحافل الدولية على الدوام ان المنطقة لن تنعم بالامن والاستقرار مالم يتم التوصل للحل العادل للقضية الفلسطينية..فهل يعقل ان يتم تغييب الاردن عن اية تسوية للقضية الفلسطينية.وهنا لا بد من الاشارة الى انه وبالرغم من مصداقية تلك التسريبات وبالرغم من "هرولة" بعض الدول العربية الخليجية للتطبيع مع اسرائيل في السر والعلن ، إلا أننا نرى كبار المسؤولين فيها ينفون وجود أية علاقة مع اسرائيل وان دولهم ملتزمة بمبادرة السلام العربية كصيغة رسمية لأي تطبيع!!!.
هذه هي اسرائيل وهذا هو ديدن قادتها وقابليتهم لنقض العهود والمواثيق والتنكر لها.. اذ كيف يطالبون بتدويل القدس وهم أنفسهم أقروا بالوصاية الهاشمية عليها وعلى مقدساتها الاسلامية والمسيحية. وهل ستكون مثل هكذا صفقة قابلة للتطبيق في ظل عدم وجود أي دور أردني ولا سيما ان الاردن أكبر دولة عربية مضيفة للاجئين الفلسطينيين ثم ما هو موقف هؤلاء اللاجئين وما هي ردات فعلهم على مثل هكذا صفقة وهل هم قطعان أغنام يتم اقتيادهم الى المسلخ دون إرادتهم او الأخذ برأيهم..
أعتقد ان هذه الصفقة ستكون محتومة بالفشل وانها ستؤدي في النهاية الى المزيد من الاحباط والمزيد من ردات الفعل العنيفة والمتشنجة وكذلك المزيد من الاحتقان والتوتر,
أعتقد ان صمت صانع القرار الاردني يجب ان لا يطول وعليه أن يتحرك عربيا واقليميا وعالميا لاثبات حقوق مواطنيه في فلسطين وولايته المشروعة على القدس الشريف وبالتالي فهو يجب أن يتصدر أية تسوية أو حل نهائي للقضية الفلسطينية.



تعليقات القراء

عبجالله رضوان
كلام في الصميم
23-11-2017 10:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات