وتسطع شمس عزك يا ولدي


وأنا ألملم أوراقي المتناثرة هنا وهناك لأفرغ عليها ثورة فرح اعتصرتني ..ومحبة فؤاد دفينة أختلجت أضلعي أتناول قلمي الذي هو نبض قلبي الصادق وقناة مشاعري الجياشة أقول..

...ها هم أهالي فرسان المستقبل من نشامى الكلية العسكرية الملكية والفرحة تمشق محياهم والبسمة مرسومة على شفاههم تتدفق مشاعري التي لا أستطيع ضبطها فتتفلت مني دمعات تنساب على وجنتي فرحا ...وأنا أرى هامات هذه الوجوه التي لفتحتها شمس الزرقاء التي أضفت عليهم رجولة ..هذه الهامات العالية التي اصطفت بمنظر بديع يحيي في النفس عزة وفخارا وهم يمرون و يرددون القسم الذي يخر معناه في الشرايين ويكاد شعر الرأس أن يقف مرددين قسم الوطن الغالي ( اقسم بالله العظيم أن أحافظ على هذا العلم مرفوعا عاليا ) ...كيف لك أن تحبس دموعك في هذه اللحظات وهذا القسم يخر في الجوارح والضلوع ولا يحمل امانته إلا الرجال الرجال من نشامى هذا الوطن وتمر قافلة الخريجين وموسيقات الجيش تصدح بالأهازيج الوطنية التي تنشل القلوب إلى عليائها وتبث في العروق حمية قل نظيرها.

ولدي زياد ..أهديك ما تبقى من عمري لتنعم به بحب وطنك –فقد غمستك بسيل الولاء والانتماء وأنت في بواكير عمرك لتكون اليوم من مخلصي الوطن وتتعلم منهم أبجديات محبة الأوطان.

ولدي زياد – وأنت بانتظار لمسات قائد الوطن الأبوية.. ليغرس على كتفيك رتبة ملازم|2 ..إرادة ملكية سامية أقول من أكثر منكم اليوم فرحا وسعادة وفخرا ..تحملك الفرحة في فضاءات الوطن الرحب تضفي عليك عبيرا ووردا وعطرا يمتزج بطيون عجلون وقيصوم شيحان .

ولدي زياد ..وأنا انظر إليك الآن تمر أمام مخيلتي ذكريات طفولتك ...

كم كانت فرحة العائلة بولادتك بعد عملية قيصرية وبعد تسلسل أربعة بنات ..وكم كانت فرحة جدتك بك وقتها كبيرة والتي أبت إلا أن تسميك زياد .

واليوم ....تطل علينا صباحات الوطن الجميلة في ميادين العز والفخار والتي امتزجت بحبات عرق انسابت عن جباهكم السمر لتروي ذرات تراب الأرض التي لفحتها شمس عروبتكم الطاهرة .

وانأ المحك يا ولدي وأنت تسير في قوافل الخريجين - ترتدي لباس العز والمجد ...وأمك تزغرد لك زغاريد فرح لم أسمع احلي منها في حياتي وتغلبني دمعة سالت مسرعة لم استطع وقفها أو إخفائها وشفتاي تترنح شوقا لطبع قبلة فؤادي على سمار وجهك اللامع التي لفتحه أشعة شمس الزرقاء وأضمك إلى صدري استدفي بطيف جسمك الوهاج وأطفأ نار شوقي الذي هفا إلى ضمك وتقبيلك.

كم كانت فرحتنا كبيرة لولادتك وفرحتنا اكبر لنجاحك بالثانوية العامة وتخرجك من الجامعة ...لكن فرحة اليوم لا يعدلها فرحة تجعلني ازداد بك فخرا ومحبة 000 فقد اشتد زندك وعلا فكرك وتربع حب الوطن في قلبك .

لي الشرف أن أراك وقد أسرجت الخيل لتعتلي صهوتها و تشد عنانها في ربوع وطنك الغالي .

فجر مبارك جميل غزا القلب طيفه اليوم لنجلس سويا في حضرة عميد آل هاشم ملكيها وسليل دوحتها وإمام نضالها المليك المفدى تنجلي عيوننا ونحن نراه يقلدكم وسام البطولة والرجولة الذي تستحقونه وليضع مولاي المعظم على أكتافكم نياشين العز والرجولة والفخار.

هاماتكم عالية وجباهكم سمر هبت نسائمها فتلمع مع إشعاعات شمس تشرين تبتسم حبا للوطن الأغلى والأعز وانتم ترتدون الرتبة التي تستحقونها.

أيها التراب الغالي الطهور... يرقى فوقك ليوث حملوا رماحهم حماة معاهدين الله والوطن والملك – أن تبقى رايتك مرفوعة عالية .

دمت بخير يا ولدي ودام الأردن في عليائه... ودام مجدكم وعزكم

أبارك لك ولرفاقك النشامى هذا التخرج .. ولتكن يا وطني أهزوجة مجد يرددها الإبطال في صباحاتهم الجميلة الممزوجة بنسائم العز والفخار – في ميادين الشرف والبطولة والرجولة

والدك الذي احبك وأحب الوطن والملك



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات