وتحدث الفضيحة الدرامية في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ39 الحالية


أشعر بأنني في كابوس مرير سَعَيْتُ كثيرا لكي امنعه من خلال كتاباتي و مقالاتي في المواقع الإلكترونية، بل شعرت و انا أستمع لتصريحات الفنان حسين فهمي عن أسباب غياب الفلم المصري عن المهرجان في دورته الـ39 بأنني قد تلقيت صفعة قوية لم أكن مهيئ لها...مصر أكبر معقل للفنون الدرامية في الشرق الأوسط و صاحبت التاريخ العريق بهذا المجال تقيم مهرجان يُعَدْ الأرقى في العالم العربي من دون مشاركة مصرية...حادثة حبلى بفضيحة كبرى ستنطوي حيثياتها مع تقدم ايام المهرجان خصوصا بعد تصريحات ادارة المهرجان بأنها لم تجد مادة ذات جودة عالية لعرضها بين الافلام الأجنبية التي ستنافس و تعرض في المهرجان؟؟؟ صدقا لا أعلم و لكن أشعر بأن الدمع سيسيل من عيناي و أنا أكتب هذه الكلمات، أشعر و كأن هنالك بركان من القهر يغلي في دمائي على حرفة توقفت فجأة في بلد ولدت به منذ بداية ايام القرن الماضي...و شهدت أولى خطواتها في أحضانه...و نشأت به و التجارب بعد في الغرب في أولها فكانت توأم الغرب في هذا الفن الدرامي الراقي...فولدت الدراما في مصر حيث وجدت الرعاية الكاملة لها...و نضجت عبر العقود المتعاقبة و العالم العربي في غياهب الجاهلية بعد في ربوع القاهرة التي كانت كمدينة في نضوج ثقافي استوعبها و استطاع تقديم ما يلزم لإنطلاقتها...بل اصبحت بسرعة البرق فن له اساس اكاديمي يدرس بالجامعات و في رصيده تجارب دسمة تتعلم منها باقي الدول العربية...بل تغلغلت الدراما و السينما في داخل المجتمع المصري لتصبح ركن من اركان الثقافة المصرية و من أقوى ما تصدر جمهورية مصر العربية من مواد الى العالم العربي و الى العالم أجمع...

السينما المصرية ليست كلمة عابرة تقال في اي مهرجان...بل عمر هذه الكلمة مائة و سبعة اعوام...دهر بأكمله فعجلة الإنتاج لم تتوقف إطلاقا منذ نشأتها حيث لطالما كانت تجارة مربحة و مسيرة ثقافية اعتز بها اهل مصر و العرب على حد سواء...فخر لكل العرب بأن بين بلداننا مصر أبدعت بما قدمت من تمثيليات و مسرح و سينما و مسلسلات و ثقافة درامية...و لكن مع كل أسف ليأتي يوم علينا يصفعنا به الزمن باخبار لم تكن بالحسبان إطلاقا...بأن الإنتاج لا يرتقي للذائقة العالمية و بأن المنتيجين يجرون وراء القرش و المال و يلهثون وراء مهرجانات تدفع لهم جوائز قيمتها أكثر من ما تقدم المهرجانات في مصر...عفوا ايها المنتيجون...عفوا ايها الفنانون...عفوا ايها الفنيون العاملون بهذا المجال...قد خرجت بلادكم من تجربة مريرة مع حرب كادت ان تمزقها مؤخرا...و هذا سبب قوي ليقهر عملية الإنتاج في مصر الى حين...و لكن هذه مصر و هذا فن مصري يجب أن يفتدى بالغالي و النفيس حفاظا على ماء الوجه...ألم يكن بإستطاعت عدد من الفنانين التنازل عن اجورهم لفلم واحد عالي الجودة دعما لميزانيته ليساهموا بإنتاجه؟؟؟ ألم ينوجد مخرج واحد يتنازل لصالح المنتج عن أجره لينتج فلم راقي الرسالة ليشارك بهذا المهرجان إكراما لمصر ام الدنيا و أم الفنون؟؟؟ إليس هنالك من يؤمن بأن الفن المصري أهم من المال و تمثيل مصر في بلدها بمهرجان وطني كبير مثل القاهرة السينمائي أهم من المال و حفاظا على ماء الوجه؟؟؟ منتيجين يذهبون الى مهراجانات بالخارج سعيا وراء الربح و تعويض فلوسهم...و من سيعوض مصر عن كرامتها التي غُرِزَ بها خنجر عدم وجود فلم مصري في مهرجانها؟؟؟ أليس هنالك من يحب مصر أكثر من المال؟؟؟

سامحوني على صراحاتي و لكنني لا أستطيع بلع هذه الحقيقة المُرًة...بأن مصر ليس فيها فلم واحد يرتقي لينافس الافلام الغربية و مصر هي من علمتنا الإنتاج و أصوله و حيثياته في اقليمنا الشرقي...مصر أنارت بصيرتنا عن الدراما و ما هي مداركها و مبادئها...و لتصبح أخيرا مع الأسف تتعطش لفيلم واحد يعرض في أكبر مهرجان فيها...هذه صفعة ألمتني ككاتب و ناقد فني كثيرا كثيرا...و لكن بسيطة فربما ضارة نافعة...فقد تكون تجربة لنتعلم قيمة الفن المصري و لنحافظ عليه بالمستقبل...و قبل أن أختم كلمتي كان عشمي بإدراة مهرجان القاهرة السينمائي لو عرضت بدل هذا الفراغ المقلق ريبوراتاج عن بعض الافلام التي تم تكريمها اثناء دوراتها السالفة...او ربما اختارت مسير حياة أحد اساطير الفن المصري و قدمتها مع بعض من افلامه...فمصر فيها ارشيف درامي "يغطي عين الشمس" كما يقولوت في مصر...

مع محبتي و ولائي للفن المصري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات