التسول ثم ماذا بعد!؟


بقلم عبد النعيم العفيشات - التسول تلك الظاهرة القديمة الجديدة التي ترفض فراقنا، أصبحت منتشرة في مجتمعنا وأحيائنا بشكل لافت ومزعج للجميع.

لم يعد بإستطاعتنا الخروج لأي مكان دون أن يقيدنا أحدهم بإدخال رأسه من نافذة السيارة او بالوقوف أمام طريق السيارة، لم يعد بإستطاعتنا التنزه دون أن يمر عليك أكثر من خمسة أفراد طالبين للنقود، أو أن تخرج من المطعم وأحدهم ملتصق بك وكأنه يقول اعطني ضريبة ذلك الطعام، المشكلة لا تكمن بطلبهم وبإلحاحهم ولا بإزعاجهم ولكن جميعنا نعلم بأنه الأغلب امتهن التسول ، فأصبحت وظيفته بالحياة سؤال الناس والسعي وراء جيوبهم، وجميعنا نعلم بأن بعضهم يكتنز من المال ما يفوق مايملك ذاك المتبرع الذي لا يعلم كيف يجعل من راتبه كافياً لشهر كامل ورغم ذلك بنيته الطيبة يتبرع ببعض مالديه لعل الله يبارك له بما يملك.

بالإضافة لحال السيدات الذي أصبح مزعج بشكل لا يطاق، تجدهن بأجمل الملابس وأكثرها أناقة ويتسولن، يدخلن إلى البيوت وساحتها فجأة بطريقة مرعبة لسيدات المنازل، وإلى مصلى الرجال في المساجد قبل الصلاة وبعدها ، وفي الشوارع لدرجة تعيق حركة مركباتنا وحركة السير، من المفترض ان السيدة تكن أكثر حشمة واستحياء، لا ان تلتصق بك رافضة الإبتعاد إلا ان اعطيتها مالاً، ومن المفترض أيضاً ان يظهر حالهم عليهم ، أم ان عام ٢٠١٧ واكب فيه المتسولين الاحداث بأناقة كاملة!!!!

استوقفني أمر حدث مع أحدهم حين أتاه طفل صغير يطلب المال بالليل وبأجواء سادتها البرودة، حين سأل الطفل عن والديه قال بانه سوري وأن والده مات على الحدود برصاص وأنه يريد المال لمساعدة والدته واخوانه، وبعد أن تبع ذلك الطفل وجد والدته مفترشة الأرض أمام نار أشعلتها، وبعد السؤال ومحاولة معرفة الحقيقة اعترفت الأم بأنها أردنية وأن زوجها على قيد الحياة ومتواجد بالمنزل، وأنها من علمت طفلها بأن يقول أنه سوري لمساعدة عائلتها خصوصا وأن زوجها مقعد ولا يعمل، وبعد مدة عثر ذلك الشخص على تلك السيدة بان احضرت أبنائها جميعهم الصغار بالإضافة لأختها التي رافقتها مع اولادها حيث انهن قمن بتوزيع الأطفال على مختلف المنطقة للتسول وجلسن تحت شجرة...!!

ما الذي أوصلنا لهذه الدرجة وأين رقابة المسؤولين!؟

ومن المفترض تشديد الرقابة وتكثيفها بعد حادثة الطفل الذي وجد مقتولاً في بركة بأحد المحاجر في سحاب ليتبين فيما بعد بأن الطفل أجبره والده على التسول وأن احد العمال الوافدين اعتدى عليه ثم قتله، وغيرها الكثير من الأحداث المؤسفة التي نعيشها يومياً.

لذلك نطالب أصحاب الأمر بمتابعة الأحداث وإعطاء كل ذي حق حقه، وملاحقة من يختلسون جيوب المواطنين بطريقة غير مشروعة مستغلين عواطفهم، فلا يشعر بالناس إلا من مثلهم، ولا يستشعر بالفقر إلا من عاش بالحاجة يوماً..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات