نبينا نبي الرحمة


الرحمة من أهم مقومات بنا المجتمع الصالح ، القائم على أسس قوية ، و متينة ، و صحيحة ، فالرحمة عاطفة نبيلة ، و خلق شريف ، و من خصال السماء التي انفردت بها على سائر مخلوقاتها ، و نظراً لما لها من أثر إيجابي يفوق كل التصورات ، و كذلك لما تحمله من تجاذبات إيجابية تحصل بين الخلائق جميعاً لذلك فهي من الغرائز القوية ، و الأواصر الضرورية ، و الرباط المتين بين أبناء المجتمع الواحد لذلك كانت و ما تزال من المقومات الواجبة الوجود ، و من الركائز المهمة في بناء المجتمع الإنساني الناضج ، وهي تعني في عرف أهل الاختصاص ما معناه الرأفة ، و الرفق ، و اللين في لغة التخاطب ، و الحوار العقلائي و التعامل مع الكائنات الأخرى سواء أكانت بشراً أم حيواناً ، ومن تلك المقدمات المهمة يتبين لنا الأسباب التي تكمن وراء اختيار السماء لتلك العاطفة النبيلة ، و حثها المستمر على ضرورة نشر أبجديات الرحمة في المجتمع البشري ، و التمسك بها عن طريق رسالات الرسل ، و الأنبياء حتى وصفت خاتم أنبيائها بالرحمة قائلة بحقه ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، فكان نبينا ( صلى الله عليه و آله و سلم ) القدوة الحسنة قولاً ، و فعلاً في التطبيق الفعلي لمعاني الرحمة سواء مع المسلمين ، و مع غير المسلمين ، فشهد بذلك الفضل المحمدي الكبير القاصي ، و الداني ، فنبينا هو نبي الرحمة الإلهية الواسعة التي تجلت بها كل مفاهيم الإنسانية النبيلة ، فلذلك يبقى رسولنا الكريم (صلى الله عليه و آله و سلم ) المُعلم الكبير ، والمُربي الفاضل ، وله الفضل بعد الله تعالى في خلاص الإنسان بمختلف توجهاته العقدية والقومية ، من متاهات الخداع الجاهلي ، وشعارات النفاق الوثني ، بطرحه أفكارًا رسالية سماوية تدعوا للفكر التنويري المعتدل ، والقيم المثالية الواقعية ، والمفاهيم العقلائية الصحيحة ، والرحمة الإلهية التي تمثلت بالرسول محمد بن عبد الله ، لتكون هبة الخالق الرحمن الرحيم لعباده (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ، فكانت خُلقه الرفيعة مصداقًا حقيقيًا لسعة حكمة الخالق ورحمته الواسعة ، التي شملت الناس جميعًا بمختلف عروقهم وأجناسهم وألوانهم ، وهذا ما كرههُ فيه بنو أمية بنهجهم الظلامي الذي تجاوز على الذات الإلهية المقدسة والمعادي لآل بيته الأطهار وصحبه الأخيار، الذي تمثل بفكر أئمة الدواعش التيمية وأئمة الخوارج المارقة و مدعي المهدوية المدعو اسماعيل بن كاطع بمجمل خزعبلاتهم وأساطيرهم الوثنية التي تصدى لإبادتها ونسفها جملةً و تفصيلاً المحقق الصرخي بنتاجه الفكري العقائدي الثر وبحوثه الموسومة ( الدولة المارقة ...في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم" ) و( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) فالرحمة من متطلبات الحياة الضرورية التي إذا انعدم وجودها كانت الحياة كالزاد بلا ملح ، فما أجمل أن يرأف الإنسان بأخيه الإنسان ، وما أروع أن يتلطف المسلم بأخيه المسلم ، فلا حياة بدون رحمة ، و عطف ، و لين ، و رفق .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات