الفساد والصياد


يعد الفساد من أخطر الأمراض فتكا بالاقتصاد الوطني.؛ والأردن واحدة من الدول التي فتك بها هذا المرض وعانت الدولة ومؤسساتها من ذلك كثيرا؛ مما أعاق حركة التنمية والاستثمار وأحدث تشويشا ولغطا في المجتمع؛. إذ توسعت وتفاقمت ظاهرة البطالة والفقر والحرمان نتيجة للفساد؛ وأصبح أكثر من نصف الشعب الأردني عاطلا عن العمل وغير منتج.

ومع تنامي ظاهرة الفساد في العديد من مفاصل الدولة أصبح يشكل قلقا عاما لدى المسؤولين في دوائر الدولة الهامة والوزارات؛ وارتداداتها على الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؛ إضافة إلى آثار الفساد وعواقبه الوخيمة حال استشرى وتفشى على المجتمع مما يشكل صعوبة في إزالة هذا السرطان والتخلص منه.

وقد تحدثت دوائر عديدة لها صلة بمكافحة الفساد واعترفت عدة جهات وسلطات رسمية عن تغول الفساد وضبط وإحالة وتحقيقات في العديد من قضايا الفساد التي يعرفها ويدرك حقيقتها الشارع الأردني؛. وظهرت جرائم فساد عديدة تمثلت في الرشوة، استغلال النفوذ، وإساءة استخدام السلطة، اختلاس وتبديد المال العام، غسل الأموال، التزوير، تزييف العملة، وغير ذلك، وبأشكالها الإدارية والمالية والاقتصادية سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص ومن شخصيات اعتبارية تخلت عن قيمها ومبادئها وقيمها. وانتمائها.

صحيح أن الدولة الأردنية والحكومة أولت مكافحة الفساد أهمية قصوى، وسنت الأنظمة والتشريعات ووقعت الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحمي النزاهة وتكافح الفساد، ألا إن النفوس المريضة والشخوص المتهمة أبت إلا أن تمارس دورها في الفساد والإفساد بطرق عدة غير مبالية بحماية الوطن والحفاظ عليه وكأنه لا يعنيها فمنهم الهارب ومنهم من يحمل جنسيات أخرى ومنهم من هو محمي ومنهم من هو وهمي لا أحد يعرفه أو يدركه وضاعت الأموال المنهوبة والمشاريع الفاشلة وهرب الاستثمار والعديد من المستثمرين وما زالت الحكومات المتتابعة تحاول وتجاهد من أجل تعديل اتجاهات البوصلة رغم تجاوز البعض بعض القضايا أما بإهمالها أو التغطية عليها.

فلعل وعسى يأتي المنقذ ويتحرك من هم قادرين على قلب الطاولة فوق رؤوس كل فاسد وتاجر بالوطن ومقدراته.. والاردنيين ينتظرون ساعة الصفر.. قبل أن تجهز حقائب أمتعتهم وأموالهم..أم نحن بحاجة صياد ليقتص من رؤوس الفساد ويريح منهم البلاد والعباد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات