مزالق الحكام و العلماء


كل من آثر الدنيا على الآخره من الحكام و العلماء و استحبها فلا بد ان يقول على الله غير الحق في حكمه او فتواه ، لان احكام الرب سبحانه و تعالي كثيرا ما تأتي على خلاف هوى النفوس و اغراض الناس ولا سيما اهل الرئاسة.

والذين يتبعون الشهوات من الحكام و العلماء لا تتم لهم اغراضهم الا بمخالفة الحق واذا كان العالم و الحاكم محبين للرئاسة متبعين للشهوات دخلوا في الباطل المضاد للحق ولا سيما اذا قامت له شبهه فتركب الشهوه خيل الشبهه ويثور الهوى فيخفى الصواب وينطمس وجه الحق.

واذا كان الحق ظاهرا لا خفاء ولا شبهه فيه اقدموا على مخالفتيه وقالوا لنا مخرج بالتوبة وفيهم قال تعالى " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى و يقولون سيغفر لنا " وقال تعالى" فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات ".

اخبر سبحانه و تعالى انهم اخذوا العرض الادنى مع علمهم يتحريمه عليهم و قالوا سيغفر لنا فحملهم ذلك على ان يقولوا على الله غير الحق فتارة يقولون على الله ما لا يعلمون و تارة يقولون عليه ما يعلمون بطلانه.

اما الذين يتقون الله من العلماء و الحكام فيعلمون ان الدار الاخره خير من الدنيا فلا تحملهم الرئاسة و الشهوه على ان يؤثروا الدنيا على الاخره و تجدهم يتمسكون بالكتاب و السنة حكما و عبادة و يستعينوا بالصبر و الصلاة.

عن كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية بتصرف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات