استعمار العقول


يعتقد البعض بأن زمن الاستعمار قد مضى بلا عودة وان الشكل الوحيد للاستعمار هو سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة من اجل استغلال خيراتها متناسين ان استعمار العقول اشد خطورة من الاستعمار العسكري والذي يعمل على مسح المبادئ والاعراف امتنا العربية واستبدالها بمبادئ اخرى تتناف مع مبادئنا، ومع التقدم العلمي والتكنولوجي وانتشار الستالايت ومواقع التواصل الاجتماعي ، اصبح العالم قرية صغيرة من السهل الوصول لعقول الناس ومخاطبتهم واقناعهم بشكل مباشر.

اليوم تشهد المجتمعات العربية إقبالاً كبيراً على المسلسلات التركية والغربية، مما أصبح يشكل منحنى خطر على مستقبل الثقافة والرواسخ العربية التي توارثنها عبر الأجيال ، والمثير للاهتمام أنك تجد الآباء والأمهات هم أول المهتمين والمتابعين لمثل هذه المسلسلات دون إدراك الآثار السلبية التي ستنعكس بالمستقبل القريب على أفراد العائلة ، أصبحنا نرى اليوم الكثير من الناس يعيشون في عالم الخيال الموجود في هذه المسلسلات من علاقات غرامية غير شرعية وهوس تقليد المشاهير و جنون الموضة والكثير من الأمور التي لا تمس لواقعنا بصلة، وبناءاً على إحصائية صحيفة إيلاف الإلكترونية فإن السبب الرئيسي لارتفاع نسبة الطلاق اليوم يعود سوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وادمان المسلسلات المدبلجة بحيث وصلت نسبة الطلاق إلى 70 بالمائة ، تبعاً لذلك نشهد اليوم ارتفاع بمعدل القتل والسرقة والانتحار والعلاقات الغير شرعية ،ان بث مثل تلك الأفكار المسمومة بنكهة اللهجة العربية جعلها تمتلك قوة جذب واستعمار للعقول .

الكثير من العائلات اليوم تعيش حالة من التفكك الاسري وبدرجات متفاوتا لسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، ولعدم وجود رقابة على المواد الاعلامية المقدمة ، لماذا لا نتساءل هل يوجد عائلة اليوم قادرة على خلق وقت مستقطع خالي من تطفل وسائل التكنولوجيا باي شكل من الاشكال ؟؟؟ إذا كانت المجتمعات العربية اليوم تفضل متابعة المسلسلات المترجمة لماذا لا يتم انتقاء الهادفة منها ؟؟؟ اصبحنا مستعمرين بعد ان كانت حضارة المسلمين الاولى في البناء.

حـــمــاك الــــلــه يــــــا وطـــنـــــــــــــي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات