مسلسل لآخر نفس


ارسلت هذه الرسالة منذ بضعة اسابيع الى كاتبة مسلسل الفنانة كارين رزقالله عبر وسيط فني، و لكن لا أعلم إن وصلت رسالتي أم لا. لذلك قررت أن أنشرها و اتركها للفنانة كارين رزقالله و لأسرة مسلسل لآخر نفس كالذكر الطيب و كلمة شكرا صادقة...و مع امنياتنا ايضا أن نرى جزءا ثانيا من هذا العمل الرائع..

نص الرسالة،
بركة السيد المسيح له المجد معك انت و اسرتك...و شفاعة العذراء الطاهرة مريم تحميك...شكرا على مسلسل ﻵخر نفس...شكرا على كل حلقة من هذا العمل الرائع...شكرا لأنك كتبت و اشتركت بعمل رفع من قيمة الانتاج الدرامي في لبنان قرة العين و زاد من شأنها فنيا...فاعتز بلبنان و بكل ربوعه العامرة لأن والدتي لبنانية من قرية عين ابل من الجنوب اللبناني...و قد درست لمدة سنة و نصف في ايام شبابي المبكر دراسات اكليريكية و اكلت من خيراته و تتلمذت على يد اساتذه لبنانيين محترمين من حملت الدكتوراة...و قد عشقته منذ نعومة اضفاري بفنه و روعة انجازاته الثقافية و ذرفت الدمع لأجل مشاكله و جروحه...و فرحت بوحدته و نهضته السياسية من جديد...بل اشعر بحبه يسير بدمائي في شرايين جسدي لأنني اعتبر لبنان بلدي و بغلاوة بلدي الاردن...

اكرر شكري لك على مسلسل ﻵخر نفس و انا على علم بأن جرأتك بمحلها. فقد نطق هذا العمل بكلمة كان يجب ان يسمعها مجتمعنا الشرقي منذ زمن...بأن للعلاقة الناجحة عناصر يجب توفرها بصورة ثابتة، و منها استمرار فوران الحب بدماء الزوجين و ثورة الحنين الى بعض التي تدفعهم للبقاء مع بعض في الزواح...و لكن اذا ابتدأ الروتين و الملل بالتسلسل الى قلب الزوجة او الزوح...فهنا ستبدأ السعادة الزوجية بالتلاشي من حياة الزوجين و سيبحث كل منهما عن السعادة خارج الزواج...لأن الروتين و بطلان الحب هما كارثة محققة لاي علاقة زوجيه...و علاقة من دون الرغبة بغزل الطرف الآخر هي علاقة عقيمة لا تجدي نفعا و ستدفع بكل من الزوجين لبناء علاقة عاطفية مع شركاء جدد...

شعرت مع هازار جدا و أيدتها بكل ما فعلت بالرغم احداث الحلقة الآخيرة...و ربما يكون السبب صرخة في داخلي لكل انثى تكون تعيسة بزواجها بأن الاولاد مهمين جدا...و لكن ان تعيش بعلاقة فاترة ربما يكون حجيم محقق لها...و لأنني اعرف الكثير من العلاقات التي قتلها المجتمع بجملة حرام الانفصال ، و ايضا عن طريق فلسفة الكهنة الذين بدخلون البيوت ظنا منهم ان بين ايديهم الحلول الذهبية و يبدأون بالوعظ بكل تكبر و عنجهية على الزوحين و ناهين الزوجين عن الانفصال ...و هم بالنهاية سيذهبون الى بيوتهم و سيبقا الزوجين بهذه الدوامة المزعجة....على رأي المثل القائل بأن الذي يديه بالنار ليس كالذي يديه بالماء...فلو اجتمع المجتمع و لفيف الكهنة بأكمله لن يخلقوا بقلب انثى رغبة الحب اذا ذهبت من جديد...و كذا ايتها الاخت الفاضلة فلسفة معظم النقاد عن هذا المسلسل من دون ان يشعروا مع هازار...من دون ان يروا ان قلبها نسي تماما حب زوجها ابو اولادها و قد انساق الى رجل اشعل بقلبها الحب و العاطفة من جديد...و صدقيني لا غبار على رغبة هازار بالبحث عن علاقة تسعدها من جديد..أليس انفصالها احسن من التمثيل على زوجها و العيش بعلاقة مفعمة بالمشاكل و الشجار لتهدد سعادة اولادها...؟ هنالك الكثير من الاسألة التي يجب ان تُسْأَلْ حول هازار ففجاة وبخها المجتمع و شقيقاتها و والدتها بدافع ان لها اولاد و لم يتنبه احد الى قلبها الذي اصبح اسير رجل آخر يعاني من نفس الفتور بعلاقته...فكان ما كان بينهم...

العيش مع شريك حياة قد فترة علاقة الحب معه امر لا يقوى عليه كثيرون لأن لكل طاقة تحمله و قد رأيت بأن هازار لم تمتلك مفاتيح التضحية هذه فقد تزوجت في سن مبكرة و قد اعطت الكثير لأسرتها و ربت اولادها لتشعر فجأة بأنها تعاني من فتور لا يجب ان تحاسب عليه اطلاقا...فمن منا يستيقظ من النوم فحأة و يقرر اختيار فلان ليحبه او فلانه ليدخل بعلاقة معها....قد يمتلك الانسان كل شيئ إلا عواطفه و احسيسه فهي تتفاعل مع ميول داخلية اقوى منا و مع قيم الجمال و اتفاق الاطباع مع المجتمع من حولنا و لذلك اشعر بأن هازار بريئة...و حتى و ان اكْتَشَفْتُ شخصيا كرجل في يوم من الايام مثلما اكتشف زوجها بأن زوجتي قد دخلت الى حد معين بعلاقة مع آخر...فتغير مشاعرها تجاهي سيتشفع لها و كنت سأتركها لتعيش بسلام مع الرجل الآخر...أليس هذا احسن من ان اصبح سجان لها اجبرها على العيش معي بحجة ان بيننا اولاد...فكيف لي ان انظر بعينيها في كل يوم و ان على علم بأن آخر يمتلك قلبها...لا اعلم...و لكن هازار قدمت موضوع اعقد مما تتخيلي و يطرح تسأؤلات كثيرة جوهرية كان يجب على المجتمع ان يعي حساسيتها و ان يشاهدها بعمل منذ زمن...

ألف شكر لكي ايتها الزميلة الفاضلة كارين...ألف شكر على شجاعتك و انا اعلم كم يسغرق مجهود كتابة سيناريو المسلسل و التعب الذي قد بذلتيه بهذا العمل...و آمل ان ارى لك المزيد من المسلسلات الناجحة و أتمنى لك امام السيد المسيح له المجد كل لحظة نجاح طيبة...باركك الرب بكل بركة روحية انت و زوجك و اسرتك...




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات