توفيق النمري في ذكرى وفاته


كاتب أغنية وملحن ومطرب وجامع للتراث الأردني أغانيه قصة وبيدر وذكريات ووطن وعشق وزيزفونة وفلكلور جميل وجيش وعز وبنية مزيونة وهو قامة فنية شامخة ورائد من رواد الأغنية الأردنية وهو سنديانة باسقة ولد من رحم التراث الأردني بدوي كان أم ريفي فقد تحدى المستحيل بأصالة وحبه لبلدته الجميلة الحصن وسهول القمح ومنابت الدحنون ورائحة الطيون وكذلك حبه للأردن من شماله لجنوبه عربي الهوى يعتز بعروبتة عاشق لفلسطين للقدس ورام الله والخليل توفيق النمري ابن مدينة الحصن ولد في العام 1918 وتوفي في 23/ 10 / 2011 عن عمر ناهز 93 عاماً واجه الحياة بقسوتها منذ ايامه الأولى وهو صغير حين فقد والده فتكفل به جده رزق الله المناع النمري وقد كان محباً للشعر النبطي وعازف ربابة ماهر ويحفظ العديد من أبيات الشعر وهنا تفتح وعي توفيق النمري على سماع لحن الربابة واليقاعات الشعرية في مضافة جده وورث عنه ذاكرة متقدة وحافظة كانت تسعفه في تذكرة أحداث وقصص وأشعار بتفاصيلها الدقيقة واستحضارها وكان سريع الحفظ يردد الأشعار والأناشيد يغنينها وحبه للموسيقى والتي تعلمها باجتهاد شخصي فكان من أوائل من كتب النوتة الموسيقية في الأردن مروراً باللحن الحجازي والذي أعجب به الملك عبدالله الأول وشارك موسيقاه وأغانية بها المدرسة التي تعلم بها وأخذت موهبته بالظهور وأحبه طلاب المدرسة وشجعه المدرسين وأشتهر في بلدته الحصن خاصة عندما كان يردد أغاني عبد الوهاب وسيد درويش ويسمعون صوته وهو يرتل ويترنم في كنيسة الروم الكاثوليك بصوت شجي خاصة ترانيم الجمعة العظيمة والخميس العظيم والقداديس والتي كانت تقام أيام الأحد والأعياد وقد أصبح يشرف على قيادة خورس الكنيسة وتعلم اللغة اليونانية لغة الصلوات البيزنطية وواجه الفنان توفيق النمري الحياة العملية بما تحمل من صعوبات ومتاعب بعمره المبكر دخل معترك الحياة حين عمل مع الأنجليز في أنشاء طريق طريق حيفا بغداد خلال الحرب العالمية الثانية واستمر بالعمل مدة سبع سنين ووصل ظغلى منصب كبير الكتاب وخلال فترة عمله لم ينقطع عن عن الغناء والموسيقى فرافقه العود وسمع تراث البادية والريف وخاصة تراث أهل الرمثا المتميزوتشرب التراث حين جمعه ودونه وأنطلق إلى أذاعة رام الله بخطى ثابتة ومتينة في العام 1949 حين سمعه مدير الذاعة راجي صهيون والذي طلب منه :تابة أغنية لشهر رمضان والتي انجزها ولحنها بسرعة وغناها عبر أثير الأذاعة وهنا كانت نقطة البداية مع الأذاعة الأردنية والتي كانت موجودة برام الله وعندما قام الملك عبدالله الأول بزيارة رام الله طلب منه راجي صهيون أغنية خاصة لأستقبال جلالة الملك فقدم أغنية أبو طلال تاجك غالي علينا وحققت الأغنية نجاحاً وأعجاب من الملك وأصى بتوفيق خيراً وبعد عقد من الزمن أنتقل إلى أذاعة عمان وقد شهدت الأغنية الأردنية عصرها الذهبي في عهد الراحلين الشهيد وصفي التل وهزاع المجالي حين قام وصفي التل بعملية البحث عن التراث وجمعه وغناءه بعد تغير بعض الكلمات ودخلت الأغنية عصرها الذهبي وتطورت وأزدهرت فكان رحمة وصفي يشجع الشعراء على العطاء من سليمان المشيني ورشيد الكيلاني وحسني فريز وابراهيم مبيضين وكذلك الملحنين أمثال توفيق النمري وجميل العاص وروحي شاهين وأميل حداد ويحضر تسجيلات الأغاني بنفسه فقطعت الأغنية الأردنية شوط كبير بالوصول إلى خارج الأردن والبلاد العربية والعالم حين شوهد أهتمام واضح بالأغنية الأردنية خاصة من أذاعة لندن وصوت العرب وأذاعات المغرب العربي بفضل الرعاية وبفضل أصوات توفيق النمري وعبده موسى وجميل وسلوى وغيرهم حينها صارت . توفيق النمري جمال الصبح في أغانية وزهرة دحنون ربيعية ولد النغم وحصاد الكرم وصوت شجي يقول كثير حلوة كثير عيشتنا مع ضمة ورد من جنينتنا ليهديها لتلك السمراء خفيفة الروح ليتبع محبوبتة ويسكن تلك القرية الوادعة ليرى البنت الريفية وهي تحمل الجرة ويتغزل بها بشوق ألى عيونها الوساع وروموشها الطويلة ويخرج ما بداخلة من حب ويقول لها بكلمات تطلع من القلب ويلي ما أحلاها البنت الريفية ليطير عقلة بحسن تلك الفتاة ليناديها وتنادية وبنظرة يجتمع المحبين في رابط مقدس ليأخذنا ويزور وادي السلط ليشتم تلك الزهور الجميلة التي خرجت من سباتها ويركب تلك السيارة ليلف ويدور يذهب الى العارضة ومن ثم ناعور ومن معان لعمان وعند أم الحيران يطلق الزامور ويرجع ألى حيث القرية والحارة والعقد ليرى طيارة بتحوم فوق سهول القمح التي تتمايل سنابلها تنذر بحصاد وفير ولكن أن جاء نداء الوطن يتطلع ألى غرب النهر ويغنى للنهر الخالد على ضفافك يا أردن وبحماس ووطنية يغنى لمدرعاتنا ويدعو ألى النفير العام يا أبا الخير شد المهرة العافية مثل الطير ناولني البندقية ويصر أن القدس ديرتنا ومنها عشيرتنا لأجلها نحارب لتبقى فلسطين والقدس بالبال.

توفيق النمري كان يكتب الأغنية يلحنها ويغنيها فأعطى العديد من الكلمات والألحان لمطربين ومطربات من مصر ، سوريا ، لبنان وقد لاقت أغاني توفيق النمري أنتشاراً واسعاً ورددها الناس وصارت على كل لسان ولا زالت وهي اعمال خالدة تردد صداها داخل وخارج الوطن . وتوفيق النمري وخلال حياته الفنية نال العديد من التكريمات فقد كان عضواً في جمعية المؤلفين والملحنين العالمية ، وعضو المجمع العربي للموسيقى في بغداد ، وشارك في العديد من المؤتمرات العربية والعالمية وقدم اوراق ساهمت بتعريف العالم بالتراث الأردني وحصل على العديد من الأوسمة والميداليات والشهادات التقديرية منها وسام الكوكب الأردني من الدرجة الثالثة ، وميدالية للتفوق الموسيقي ووسام الحسين للعطاء والتميز من الدرجة الأولى ووسام الأستقلال من الدرجة الثانية ، ونال جوائز الولة التقديرية في حفل الفنون وفي مجال الغناء عام 2007 ودرع البتراء الفضي في عيد ميلاده التسعين وكذلك حاز على شهادة تقديرية من المجمع العربي للموسيقى العربية ودرع مهرجان الرواد العرب ، وشهادة تقدير من مهرجان جرش والغير بالأضافة إلى العديد من الأوسمة وشهادات التقدير وأعطته جمهورية كوريا الشمالية دبلوم . وبعد أيام تمر ذكرى وفاته هل سيتذكره الأعلام المسموع والمرئي وهو الذي أعطى وما بخل وهنا سوف أمر على حياته بكلمات كتبتها لروح توفيق النمري وهو الحصناوي الفلاح الجميل بطلتة الراقي بحبه لوطنه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات