السُّلَّمُ وَالأَمْنُ الإِجْتِمَاعِيُّ


الأَمْنُ هُوَ أَوْلَى حُقُوقَ الإِنْسَانِ وهو أعظم نعمة بعد الإيمان بالهأ الَّذِي مَتَى اِنْعَدَمَ، فسدت الحياة، وشقي الناس ،وساءت الأحوال.

في رحاب السلم الاجتماعي يمكن تحقيق التنمية والتقدم حيث يتجه الناس صوب البناء والإنتاج، وتتركز الاهتمامات نحو المصالح المشتركة، وتتعاضد الجهود والقدرات في خدمة المجتمع والوطن.

إن السلم الأهلي والأمن الاجتماعي ذا دلالة واحدة تعني : الرفض التام لكل أشكال التقاتل، أو مجرد الدعوة إليه أو التحريض عليه، أو تبرير.

وإذا كان الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي يعنيان رفض كل أشكال التقاتل أو حتى التعبير عنها، فإن مفهوم الانفلات الأمني يُقصَد به : "مجموع أعمال العنف التي تقع داخل المجتمع، ويلحق الضرر بحقوق المواطنين، وعلى وجه الخصوص حقهم في الحياة والسلامة الجسدية وحماية ممتلكاتهم، والتي يرتكبها أشخاص ينتمون إلى الأجهزة المكلفة بإنفاذ القانون، أو يحسبون عليها" .

إن تحقق السلم الاجتماعي عامل أساس لتوفير الأمن والاستقرار في المجتمع، وإذا ما فقدت حالة السلم والوئام الداخلي أو ضعفت، فإن النتيجة الطبيعية لذلك هو تدهور الأمن وزعزعة الاستقرار، حيث تسود حالة الخصام والاحتراب، فيسعى كل طرف لإيقاع أكبر قدر من الأذى والضرر بالطرف الآخر، وتضيع الحدود، وتنتهك الحرمات، وتدمّر المصالح العامة، حين تشعر كل جهة أنها مهددة في وجودها ومصالحها، فتندفع باتجاه البطش والانتقام وإحراز أكبر مساحة من السيطرة والغلبة.

وفي مثل هذا الوضع ليس فقط تستحيل التنمية والتقدم، بل ويصعب الحفاظ على القدر الموجود والقائم، فيتداعى بناء المجتمع، وينهار كيان الوطن، وتضيع مصالح الدين والأمة.

وأمامنا بعض الأمثلة القريبة المعاصرة ،لبنان الجزائر الصومال والعراق واليمن وليبيا وسوريا .

لقد تحولت هذه الدول إلى محرقة للبشر، وجرى تدمير المدن ومظاهر الحياة المدنية بصورة ممنهجة.

جاء الإسلام دعوة للسلم والسلام ،لقد تناولت العديد من آيات القرآن الكريم وتشريعات الإسلام قضية الوحدة والوئام والسلم ضمن الكيان الإسلامي.

يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾

ويقول تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾

وفي إشارة واضحة إلى الآثار التدميرية للنزاع الداخلي الذي أشرنا إليها آنفا يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ فنتيجة النزاع الفشل وانهيار القوة.

البيان الإلهي الوارد بسورة البقرة رقم 208 يوضح الدعوة الصريحة للالتزام بالسلم الاجتماعي، ويجعلها شعارا للمجتمع، ويحذر من الانزلاق عن مساره.

يقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين) أي في الصلح والمسالمة وترك النزاع والاحتراب داخل المجتمع.

فصفاء أجواء المجتمع من العداوات والصراعات، يجعله مهيئاً للتعاون والانطلاق، ويحفظ قوته من الهدر والضياع، لذلك كان من الطبيعي أن تسعى القوى المناوئة لأي مجتمع لتمزيق وحدته وإثارة العداوات بين فئاته، يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾[19] .المائدة

وأختم بأهم مقومات السلم الاجتماعي وهي : العدل والمساواة ،فالمجتمع الذي يتساوى فيه الناس أمام القانون، وينال كل ذي حق حقه، ولا تمييز فيه لفئة على أخرى، بعني :"مش ناس عز وناس معزى "هذا المجتمع تقل فيه دوافع العدوان، وأسباب الخصومة والنزاع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات