نيوزويك: كيف سترد إيران إذا ألغى ترمب الاتفاق النووي؟


جراسا -

أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى التوتر المتزايد بين إيران والولايات المتحدة في ظل اقتراب موعد مصادقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على امتثال طهران لاتفاق النووي، وتساءلت عن طبيعة رد الفعل الإيراني إذا رفض ترمب المصادقة.

فقد نشرت المجلة مقالا للباحث في مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة فرهاد رضوي أشار فيه إلى اقتراب إعلان ترمب عن موقفه من اتفاق النووي مع طهران قبيل الموعد النهائي المحدد يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث يُلزم القانون الرئيس الأميركي بإبلاغ الكونغرس كل تسعين يوما بمدى التزام إيران بما جاء في الاتفاق.

وأشار الكاتب إلى أن الرئيس ترمب سبق أن وصف اتفاق النووي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة.

وأضاف أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي أعربت من جانبها عن أن ترمب قد لا يرى في الاتفاق مصلحة للأمن القومي الأميركي، وذلك في ظل القيود المفروضة على عمليات التفتيش وانتهاء بعض القيود المفروضة على النشاطات النووية.


طهران أجرت تجربة على إطلاق صاروخ بالستي يوم 9 مارس/آذار 2016 (رويترز)
قيود
واستدرك الكاتب بأن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أدلى بشهادته أمام الكونغرس في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأنه لم يتفق مع ما قالته هالي، لكن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون وصف الاتفاق مؤخرا بأنه مهلهل، مضيفا أن الرئيس ترمب هو من يقرر المصادقة.

وقال الكاتب إن الإيرانيين يعتقدون أن ترمب يميل نحو خيار عدم المصادقة وإلى إعادة التفاوض، الأمر الذي يتيح له خيارا يتمثل في حصوله على إستراتيجية للضغط على طهران لإعادتها إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف أن المحلل الكبير في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية راي تاكيه هو أول من اقترح هذه الفكرة.

ونسب إلى مراقبين آخرين القول إن الولايات المتحدة لا يمكنها التأكيد على التزام إيران بكل ما جاء بالاتفاق، وذلك لأن المواقع العسكرية الإيرانية تعتبر خارج متناول عمليات التفتيش الروتينية التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال الكاتب إن الجدل بهذا الشأن أثار اهتمام وسائل الإعلام الإيرانية أيضا، وأن بعضها يقدم تحليلات لردود الفعل الإيرانية المحتملة في حال عدم تصديق الرئيس ترمب على الاتفاق.

 


دونالد ترمب وصف اتفاق النووي مع إيران بالمخزي بالنسبة لبلاده (رويترز)


تكلفة عالية
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني سبق أن حذر الولايات المتحدة من أن طهران لن تبقى صامتة إذا ما فرضت واشنطن المزيد من الضغوط عليها، ونسب إلى روحاني القول في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" يوم 19 سبتمبر/أيلول الماضي إن واشنطن ستدفع "تكلفة عالية" إذا ما مضى ترمب في تنفيذ تهديداته.

وقال الكاتب إن روحاني صرح بأن بلاده لن تدخل في مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في هذا السياق، وأما وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف فحذر من أن واشنطن ستفقد مصداقيتها إذا ما نقضت الاتفاق، وأنه حث الدول الأوروبية على الاستمرار بتأييد الاتفاق حتى إذا قامت الولايات المتحدة بنقضه وإلغائه.

وأضاف رضوي أن بعض المراقبين الإيرانيين يرون أنه لا ينبغي لطهران أن تمنح ترمب ذريعة لتحقيق أهدافه، وأنه ينبغي لها أن لا تهدد بإلغاء الاتفاق لأن هذا هو ما يريده الرئيس الأميركي.

واستدرك بأن البعض الآخر يدعو الحكومة الإيرانية إلى الانسحاب من الصفقة برمتها وإلى إعادة تشغيل البرنامج النووي الإيراني بقوة ردا على الضغوط الأميركية، وأضاف أن آخرين يدعون إلى إلغاء الاتفاق والانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وأشار إلى أن كوريا الشمالية سبق أن انسحبت من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في 2003، وذلك عندما أوقفت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش إرسال زيت الوقود المطلوب بموجب الإطار المتفق عليه في 1994.

وأوضح أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون رد على تهديدات ترمب -المتمثلة بتدمير كوريا الشمالية بالكامل- بأنه سيجعل ترمب يدفع ثمنا غاليا.

وقال إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي سيأخذ في الاعتبار رد فعل القوى الكبرى والموقعين الآخرين على الاتفاق إذا رفض ترمب المصادقة عليه بعد أيام.
المصدر : الجزيرة,نيوزويك



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات