الصحة النفسية


 خلال مسيرتي العلمية الأكاديمية والإدارية والاستشارات والعمل في أكثر من موقع في الأردن والوطن العربي تلمست خلالها الكثير من الوقائع وتعاملت معها ومع كافة شرائح المجتمع وفئاته.. الأغنياء منهم والفقراء المتعلمين والمثقفين وإلاميين.. طلاب وموظفين في المدارس والجامعات والمؤسسات الخدمية.. وجدت لزاما على نفسي أن ثمة مشكلة يواجهها الإنسان العصري فيما يتعلق بصحته النفسية.. فكيف لا والصحة النفسية تعادل الصحة الجسمية من حيث الخطورة والأهمية والاهتمام.. سواء على مستوى الأفراد والمجتمع.. إذ أن الأمر يعد ذو أهمية عالية يجب أن توخذ كل جوانبه بالعناية والاهتمام في الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع.. إذ أرى بأن الاهتمام بهذا الجانب مهم جدا وضروري فتدهور الصحة النفسية سبب العلل الجسدية التي تصيب الإنسان من ضغط وسكري وتصلب الشرايين وسرطان وأمراض بالنيهفسية وحسية وعقلية وبالتالي على الجميع الاهتمام بالصحة النفسية خاصة وأن اليوم هو اليوم العالمي للأمم للصحة النفسية..فالبرامج النفسية والأسرية والإرشادية والعلاجية أن وجدت فهي ضعيفة والتثقيف والتوعية ضعيفان والإخصائيين المتدربون العارفون في الاردن قليلون .. مما يعيدنا إلى المربع الأول.. في ضرورة وجود استراتيجية شاملة تقوم عليها مؤسسات الصحة والأسرة والتعليم وغيرها للنهوض في هذا الجانب المهم.. ففي الدول المتقدمة يخضع الموظف والمعلم ورجل الأمن والعامل إلى الفحوص النفسية قبل التعيين والتقييم أثناء العمل لأنهم يتعاملون مع طلبة ومواطنين.. لوقايتهم من العيوب السلوكية – النفسية في مراحل نموهم المختلفة، لهذا يتحتم علينا، أن ندرس الفرد داخل أسرته، و أثناء تعليمه بالمدرسة ، وأثناء قيامه بعمله ما في الحياة، وكذلك من حيث علاقاته بالمجتمع في شموليته..فكثير بيننا لديهم عيوب نفسية وسلوكية وانفعالية لا أريد الخوض فيها فموقع المستشار الإلكتروني الذي اعمل فيه على الشبكة العنكبوتية خير دليل على العيوب و المشاكل والاضطرابات والحلول موجوده وتصل احيانا إلى 90 بالمئة حلا نهائيا مما يؤكد قيمة البرامج الإرشادية والعلاجية للصحة النفسية.. ان الصحة النفسية مهمة جدا للفرد ليتوافق مع ذاته ويرضى عن نفسه ومع الآخرين في مدرسته وعمله ويحدد حاجاته وامكاناته بصوره لائقة وبالتالي قادرا على التحكم بعواطفه وانفعالاته ويملك سلوكا إيجابيا مع نفسه ومع من حوله.
وكذلك تكمن أهمية الصحة النفسية بالنسبة للمجتمع بمختلف مؤسساته في دراسة وعلاج المشكلات الاجتماعية والتربوية و المهنية التي تؤثر على نمو شخصية الفرد الذي يعيش فيه.. ان أن تماسك الأسرة وقوة تهذيب المؤسسة التعليمية لطلابها وكوادرها في المدرسة والجامعة ومؤسسات العمل العام والخاص لن تنهض الا بقاعدة متينة للصحة النفسية وصولا الى التنمية الصحيحة والشمولية للإنسان ونمو الفرد نموا سليما خاليا من العيوب ولو بالحد الأدنى.
واخيرا أن أهمية الصحة النفسية للفرد والمجتمع تكمن في قدرتها على تحقيق التكامل والتوافق والسعادة.. فما يظهر في المجتمع وأفراده من تمزق نفسي واضطرابات نفسية وانفعالية وإدمان نفسي للوحدة والعزلة وما يحصل من مشاكل وانتشار للاكتئاب وضغوط الحياة ونكدها وعنف و اضطرابات واختلالات عائلية واسرية الا ناقوس خطر يطرق مسامع الجميع دون أن يحرك ساكنا.. فهذه دعوة للجميع بتحمل المسؤولية الإنسانية والمجتمعية قبل تغول الغول النفسي والانفعالي على المجتمع وأفراده ومؤسساته حينها نكون كالزرافة تدها رأسها في الرمال ويخرج بقية جسدها عرضة للهلاك.. كم منكم يعرف بهذا اليوم العالمي للصحة النفسية.. عيد مبارك بيوم مبارك..ومزيد من التمتع بصحة نفسية وجسمية هنية ونقية




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات