السنيد يكتب على لسان محطم العدادات: سأرحل


كتب النائب السابق علي السنيد متقصما شخصية محطم العدادات:

سأنحت بيتي في الجبال، واسكن في مغارة، ولن ادفع ايجاراً بعد اليوم، وسأعود عارياً صيفاً كما خلقني الله، وفي الشتاء البس "جاعداً" صوفياً خميلاً، وستختفي من حياتي كل مظاهر الالبسة من القمصان، والبنطلونات الى الاحذية، وسأمشي حافياً ليحرق اقدامي ثرى هذا الوطن كما حرق ارجل اجدادي.

ولن تصلني بعد اليوم فاتورة الكهرباء لأني مجهول مكان الاقامة، ولأنني تضيء ليلي النجوم، ولن اخاف بعدها من قطع الكهرباء اذا تأخرت عن الدفع ، ويسود بيتي الظلام امام المجتمع، والهاتف الخلوي لن يرن في تلك القفار، والشركة اصلاً لن تبث عندي، ولذا لن احمله، ولن اسمع صوتاً قادماً الي من بعيد. وسأنسى مع مرور الزمن شكل الملقي، ولن اعود اتعرف على عمر ملحس، واغادر المدن التي عدرتني وغادرتني.

وسأشرب ماء الوديان "بدون كاسة"، ولذا اسحبوا مواسيركم فلم يعد يهمني، ولا اريد ان ارى "بربيشاً". اما غذائي فسأقصره على "الخبيزة"، واوراق الشجر، وذلك افضل من ان اظل انظر الى الوطن، واكل الهواء. وسأتداوى على "الشيح"، ولن اراجع مستشفى كي ارمى مهملا بوجعي حتى يتلطف الدكتور وينظر بوجهي، وبالنسبة لراتبي التقاعدي، ودعم السلع فأسامح الحكومة به، واتبرع به لاحد الوزراء المساكين ممن يقطنون في دابوق، ولأني اصلا لا استخدم الدنانير الورقية في تلك الفيافي، وانا اركب على البهائم، ومنظري غير محبب في المدن. ولن يصلني كذلك صوت التلفزيون، وستنقطع اخباركم واريح قلبي، ولن اسمع عن الجلسات، ولن ارى رئيساً او وزيراً او عيناً او نائباً، ولن اصوت بعد اليوم واتنازل طوعاً عن حقي الانتخابي الذي لم ارى خيرا منذ ان حصلت عليه، وهناك سأكون بعيداً ، ولن تحضروا بقلبي.

ولن اعود اذكر شكل الوزير ولا بذلته، وسأعيش هائماً الجبال، فلا تصلني القرارات الحكومية، ولن ارى وجه مسؤول، وسأنسى الالقاب، والدوائر، والحكام الاداريين، ولن اجدد ايا من وثائقي الشخصية فهنالك لا يسألني احد عن هويتي. وسأتخلص من مخالفات السير، ولن تداهمني قوات مكافحة الشغب، وسأتظاهر كيف اشاء، واعلن عن مئات المسيرات، والاعتصامات، وسأخطب بنفسي، واحرضني على فعل اي شيء، ولن اتردد في اعلان اضرابي، وسأشكل الاحزاب، وادعوا للاحتجاج، واكسر نماذجكم التي صنعتها بيدي، وامحوكم من الذاكرة الوطنية، واصبح ناطقا اعلاميا باسم حركة "لا"، ولن اصمت فاطلق صوتي، واعلن في الجبال والوديان برنامجي الحزبي، وانصب المحاكمات الشعبية للفاسدين، ولن أخذ موافقة محافظ العاصمة على نشاطاتي السياسية فهو لن يصلني حيث انا، ولن يكلف خاطره بالسؤال عني في تلك القفار، وستنساني الدولة مع مرور الايام، وتسقطني من حساباتها، وبذلك تبتعد المشاكل عن حياتي، ويسود الهدوء بقلبي.

سأرحل قريبا فقد تبدل وجه وطني، ولم يعد يعرفني، وتغيرت الوجوه، وحتى لهجتي صارت غريبة، وكثير من الوجوه "في الدوار الرابع" لا اعرفها ولا تعرفني، ولا تحس بوجعي، فأرجوكم اسمحوا لي بالرحيل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات