الكرك مابين حصاد الموت وطاعون المسؤولين


حينما نتحدث عن الكرك لابد أن نستذكر هزاع المجالي والباشا إبرهيم الضمور وزوجته علياء البطولة , لابد أن نتحدث عن مشخص وبندر المجالي , ولابد أن نقف وقفة إجلال أمام شموخ قلعتها ونعرج لذكرى سائد المعايطة شهيد القلعة , ففي الكرك كل شيء يتحدث حتى الشيح والزعتر والزيزفون , تلك التي ماهانت يوماً ولن تهون , أرض الكرم والرجولة والهية , لله درك ياكرك ففيك رائحة البطولة المجبولة بدماء الشهداء... أكتب اليوم وقلمي ينزف ألماً حينما أتحدث عن رجالات الكرك الذين سطروا تاريخاً عريقاً فأين الكرك , أين أبناؤها أين مسؤولوها ونوابها ؟ فالكرك باتت تبكي بصمت , فقد ودعت بالأمس زهرة من زهورها طبيبة بعمر الياسمين , روان الطراونة التي سارت نحو الموت ليقطف القدر زهرتها قبل أن تثمر , بالأمس بكت الكرك وماعهدنا الكرك تبكي , وماعهدناها تعاتب القدر , لكن بكاءها كان حسرة لما آلت إليه من واقع أليم , حينما شاهدت دماء الدكتورة روان تسيل عبر تشققات طرقها التي لم ترحمها , بكت وهى تستنجد بأبنائها ومسؤوليها , فأين هم ؟ لعل صوتك ياكرك لم يصلهم ففي بيوتهم الشاهقة في عبدون و الصويفية كان النداء ضعيف , ولعل كراسيهم الخشبية قد أغلقت كل حواسهم حتى أصبحوا صمٌ بكمٌ عميٌ لايسمعون , ولم يعد تربطهم فيك سوى موعد الإنتخابات وجدرانك التي تحمل حملاتهم الإنتخابية , الكرك مازالت تنجب نواب ووزراء وتحمل على عاتقها تربيتهم وإخراجهم إلى المجتمع ليصبح ولاؤهم لعمان وضواحيها , فمياه الكرك غير صالحة لشربهم , وشوارعها تعاني من التشققات فحافلاتهم الفارهة لم تعتاد المسير في تلك الشوارع ...سكانها وقتهم ينتهي مع ظهور نتائج الإنتخابات حتى تبدأ رحلتهم الجديدة في البحث عن مكان يليق بهم وبوضعهم الجديد ... أين مسؤولو الكرك ؟ ألم يسمعوا بتلك الحوادث التي تتكرر كل يوم ويذهب ضحيتها شباب في عمر الورود , شوارع لاتصلح للماشية فكيف تصلح لبني البشر .... كل ذنبنا بأن أصواتنا مازالت تعاني الرجعية في الإختيار ومازال اسم العشيرة يعلو حتى كاد يقصم ظهورنا , يكفيكم صمت ولعب دور المتفرج في تلك المسرحية الساخرة , يكفي خنوع فقد تعبنا وطاعونكم بات يشكل خطراً ،لابد من إيجاد العلاج المناسب له وإلا أصبحنا كلنا روان الطراونة.......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات