ردا على مقال : استشاري نفسي لـ"بلدنا اليوم" الهام شاهين تعاني من قلة الثقة


ردا على مقال : استشاري نفسي ل"بلدنا اليوم" الهام شاهين تعاني من قلة الثقة و الذي نشر بتاريخ 1 اكتوبر 2017، الى هذا الحد و يكفي استهزاء بعواطف و أحاسيس البشر، و يكفي استهزاء بكرامة البشر، هذا تشويه لسمعة الفنانة الهام شاهين، لا أعرفها على مستوى شخصي و ليس هنالك اية معرفة بيني و بينها إطلاقا و لكن الذي يحصل غير مقبول إطلاقا و مهنيا أشبه بالكارثة الثقافية و الطبية و السكوت عنه جريمة كبيرة عواقبها ستكون كارثية على مجتمعنا العربي...فأزعجني و ألمني حينما طالعت المقال التي أشرت اليها في عنوان هذا الرد و وجدت ضميري ينتفض من الألم على ما جاء فيها...و ما شعرت إلا و قلمي يتحرك و يكتب هذا الرد الذي أتمنى ان يوقظ الضمير...

فَمِنْ مسؤليات طب النفس دائما البحث عن السبب لمرض نفسي ما أو اضطراب عصبي أو مرض عقلي ما او بمصطلحلات أدق للمشاكل النفسية التي تصيب الإنسان؟ فالدماغ البشري يعتمد في عمله على صحة انسجته و الجهاز العصبي ثم على تفكير يخلو قدر المستطاع من الأمراض النفسية او العصابات النفسية و الإضطرابات العصبية...و هذا متطلب مثالي غير موجود على وجه الكرة الارضية بأي كائن بشري إذ يقول طب النفس بأنه ليس هنالك إنسان خالي من المشاكل النفسية...المرض العقلي أو الإضطراب العقلي أو الذهان يدفع أي إنسان للتصرف بطريقة غير طبيعية و يبقي صاحبه عاجز عن التصرف مع المجتمع بصورة طبيعية مثل سائر البشر...و العصاب يعود لدرجة شديدة من الخوف و الذي يؤدي الى اضطراب في التصرف و هو غير مصحوب بأي تغيرات في بنوية الجهاز العصبي و غالبا ما يدفع صاحبه لتصرفات هيستريا ايضا ...و المشاكل العصبية مثل احتلال مستويات السيراتونين في الأعصاب قد تؤدي الى بعض التصرفات الغير موزونة و علاجها ممكن جدا عن الطبيب النفسي المعالج مثل حالات الوسواس القهري على سبيل المثال لا الحصر ...

تشرح الطبيبة المشار اليها بالمقال في صحيفة بلدنا اليوم بأن الفنانة الهام شاهين تعاني من قلة الثقة بالناس و كما ورد بالمقال مع الأسف انطلاقا من أدلة سطحية و غير وافية كاللباس الذي ارتدته بمهرجان الجونة مؤخرا، و تكمل بكل أسلوب مريب و غير مهني بأن التجارب التي مرت بها الفنانة خلال حياتها قد شكلت في داخلها ضغوطات مُعَيًنَة أدت الى هذا الأمر، صحيح بأنه ليس من إنسان منزه عن ضغوطات في المجتمع و لكن لم ارى بكلامها اشارة عميقة الى نوعية هذه التجارب إطلاقا مما يدل بانها لم تتكلم معها شخصيا، و هذا التشخيص أراه يشير الى حيثيات سطحية جدا لا مبرر اساسا لها و هي غير مفهومة إطلاقا، و لا ارى ايضا سببا للتشهير بسعادة الفنانة الهام بأنها ارتدت الفستان في مهرجان الجونة و الذي عليه رسمات الكلب بسبب محاولتها الشعور بالأمان بسبب قلة ثقتها بالناس، و الإشارة بأنها تعاني مهنيا من قلة الأعمال الفنية كما ورد بالمقال و التقدم في السن شيئ قد يصادفه اي فنان بحياته المهنية و هذا طبيعة بشرية ليس اي إنسان منزه عنها...و لكنه مع الفستات عبارة عن تكهنات و نظريات مبنية على اساست ضعيفة جدا تقترن بظاهرٍ و افتراضات ساذجة و طبيا لا تستوفي شروط التشخيص الطبي إطلاقا،

التشخيص الوافي و المحترف يقضي بأن يجلس الطبيب النفسي مع المريض و أن يحادثه لبعض الوقت حيث سيتيح للدكتور الإستفسار من المريض مباشرة بصورة وافية عن التفاصيل الذي يشعر بأنها ستفيده بدراسة الحالة لتحديد إن وجد مشاكل معها، فالتفاصيل تكون على سبيل المثال لا الحصر عن الأسرة و التنشئة و أسألة شخصية عن طبيعة البيئة التي تربى فيها و علاقات الشخص بأبويه و أسرته و عن حياته الجنسية ألخ...و من ثم من أخلاقيات مهنة طب النفس أطلاق تشخيص شامل عن الشخص و الذي يتضمن الأمور الإيجابية مع السلبية و ليس السلبية بمفردها؟؟؟ فهنالك فرق بين التشخيص الكامل للحالة النفسية و التشخيص الناقص و الذي فعلته الطبيبة النفسية هو اطلاق تشخيص ناقص إستنادا الى امور سطحية جدا جدا من دون التكلم مباسرة مع الفنانة الهام ...فغير مقبول أن تنشر الصحيفة الذي ورد فيها المقالة تصريحات تجتزء به تحليل نفسي عن الفنانة الهام شاهين لتظهرها بهذه الصورة المرضية و الضعيفة...لمجرد أنها ارتدت فستان يمتاز بِصُوَرٍ ما؟؟؟!!! فحينما نحول مهنة طبٍ إنسانية عريقة و محترمة مثل طب النفس الى سلاح فتاك نجرح به الأشخاص من حولنا و نحاول هدمهم بواسطتها سيقف المجتمع بأستغراب كلي و يسأل أسألة كثيرة عن ماذا يحدث و كيف يتم تَـغْـيِـبْ الضمائر الطبية بكل سهولة لتقبل على أنسفها أن تكون أدوات هدم بدل أن تكون عناصر بالمجتمع تبني و تشفي...مع كل أسف،

الدماغ هو عضو مثله مثل القلب و الكِلْيَة و الأعصاب و الحهاز الهضمي يمكن أن يمرض و يتعرض للتعب و الإرهاق، لذلك لا ضرر ان توجه المرء للدكتور النفسي في حال أحس بالتعب...و لكن لا ارى الفنانة الهام شاهين بهذه الصورة التي وصفتها الدكتور بالمقال بل هي فنانة ناجحة جدا و هي مازالت تحتفظ بقدر عالي من الجمال و الجاذبية كإمرأة و هي صاحبة ارشيف فني مميز و لامع و مازال يُعْرَضْ عليها أعمال كثيرة بسبب موهبتها بالتمثيل المميزة و ما تقدمه بكل رمضان خير برهان على ذلك...و قد شاهدت لها العديد من اللقاءات على الفضائيات و مع شخصيات إعلامية ناجحة جدا فهي كإمرأة تتمع بفكر جميل جدا و شخصية قوية كسيدة مجتمع...ارى فيها إنسانة مميزة جدا و أتمنى لها دوام النجاح و التوفيق...و أُحَذِرْ بأن لهجتي كأديب و كاتب و روائي و إنسان مثقف لي شأني و باعي الطويل بمهنة الكتابة ستكون شديدة مع اية جهة إعلامية أو اي برنامج فضائي يحاول استخدام مهنة شريفة و محترمة كمهنة طب النفس بأذية هذه الإنسانية الناجحة بعملها فلا اراها تؤذي أحدا بطبيعة العمل الذي تمارسه و لا تحتاج الإذن من أحد لتستمر بعملها فأظن أن ذنبها الوحيد هو أنها ناجحة بعملها كفنانة. و سيكون من دواعي سروري تحمل المسؤلية المهنية بالكامل امام الله و المجتمع لكل ما ورد بهذا الرد الذي أرجو ان تأخذه الصحيفة بصدر رحب و أن تتقبله بكل مهنية و روح عالية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات