لوموند: شروط الحرب الأهلية مجتمعة بكردستان العراق


جراسا -

قال عالم الاجتماع الفرنسي من أصل عراقي عادل بكوان إن شروط الحرب الأهلية مجتمعة في كردستان العراق، وإن أي حدث عادي كاغتيال شخص أو سقوط قذيفة أو تفجير يمكن أن يشعل حربا بين البشمركة (القوات الكردية) والجيش العراقي.

وقال بكوان -في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية- إن حكومة الإقليم في مأزق شديد الآن لأنها تعيش أزمة اقتصادية قاتلة وأزمة سياسية كبيرة بعد تمديدها لمأمورية الرئيس وسط رفض شعبي، كما أنها تعيش أزمة عسكرية.

وأوضح الباحث (المولود في كردستان) أن الحكومة لا تجد مخرجا من المأزق الحالي إلا بأحد حلين إما بالعودة إلى حضن بغداد والبقاء جزءا من العراق مما يعني نهاية استقلاليتها ورفض الشعب الكردي لها بصورة حاسمة، وإما بإقامة الدولة الكردية التي ستتحول إلى شيء آخر.

وأشار الباحث في المدرسة الاجتماعية للدراسات العليا بالعلوم الاجتماعية في باريس إلى تعليق الرحلات باعتباره بداية فعلية لعقوبات بدأت بغداد بفرضها بعد التصويت المكثف بنعم على انفصال الإقليم، مؤكدا أن وجهة النظر الوطنية والإقليمية والدولية لا ترى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مهيأة لمثل هذا الاستقلال حتى قبل إجراء الاستفتاء.

وقال بكوان إن الأكراد رغم كل المشاكل التي تحيط بهم يريدون الاستقلال بأي ثمن، خاصة أن ما سماه العراق الشيعي يصبح التعامل معه أصعب يوما بعد يوم، خاصة أن المجتمع العراقي صار معسكرا -وفق رأيه- وخصوصا بعد نجاحات الجيش الأخيرة المدعومة أميركيا وإيرانيا.

ورأى أن السياسيين العراقيين العرب أصبحوا يشيطنون الأكراد لغايات انتخابية جاعلين منهم خونة موالين للعدو الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الأكراد خائفون من هذه النظرة التي تمس صورتهم.

واستنتج الكاتب أن كل شيء يسير في طريق الحرب الأهلية، وما يخيف هو أن هذه الحرب ستكون بين شعبين لا بين حكومتين، مؤكدا أن الحرب بين الشعوب أخطر بكثير من الحرب بين الحكومات لأن الحلول عندها ستكون صعبة للغاية.

وهنالك أيضا خطر قيام حرب بين شمال كردستان العراق وجنوبها -وفق ما يقول الكاتب- حيث يسيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني على الشمال وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني على الجنوب.

وأضاف بكوان أن إيران يمكن أن تدخل من هذا الباب وتمارس ضغطا هائلا على جنوب الإقليم، بل إنها قد تفسد نهائيا وحدة الإقليم ببث الخلاف والصراع بين الحزبين في شمال كردستان العراق وجنوبها.

وأوضح أن الخيار الأكثر تفاؤلا هو التهدئة أسبوعا أو أسبوعين حتى يتنفس الناس الصعداء وتعيد الأطراف النظر في المواقف التي اتخذت في لحظة تشنج، حتى يعود منطق الحوار السياسي وتبدأ مفاوضات على مشروع مشترك.
المصدر : لوموند



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات