دعوة لمنع إيران من تعزيز اقتصادها ونفوذها


جراسا -

قال خبير أميركي إن إيران لا تزال مصرة على أن تصبح دولة نووية وإن الاتفاق النووي معها لا يمنعها من ذلك، داعيا واشنطن لمنعها من تعزيز نفسها اقتصاديا وإقليميا وفي مجال الصناعة النووية.

وأوضح كبير الباحثين بمعهد دراسات الأمن القومي الأميركي ورئيس برنامجه لمراقبة الأسلحة والأمن الإقليمي إيميلي لانداو في مقال له بمجلة ذا ناشيونال إنترست الأميركية أن مؤيدي الاتفاق النووي يزعمون أن ذلك الاتفاق ناجح للغاية ويمنع إيران من أن تصبح دولة نووية بناء على الشهادات الدورية التي تصدرها الجهات المعنية بمراقبة تطبيق الاتفاق، لكنهم يتجاهلون كل سلبيات الاتفاق وسلوك إيران في المنطقة.

ويقول الكاتب إن من الأمور المثيرة للدهشة أن مؤيدي الاتفاق النووي لم يظهروا أي انزعاج من حقيقة أن إيران خدعت المجتمع الدولي بشأن التزامها بمعاهدة منع الانتشار النووي حيث أنكرت أن لديها برنامجا عسكريا ضمن أنشطتها النووية.

الاختزال للشهادات
وأشار إلى أن مؤيدي الاتفاق بتجاهلهم السياق الكامل لتقييم سلوك إيران بشأن الاتفاق النووي، فإنهم بذلك يختزلون كل شيء إلى قضية الشهادات التي تصدرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف أن إيران تعلمت أن الدول الغربية تميل إلى خداع الذات، خاصة إذا اقتنعت أنها ستكسب نوعا من أنواع المكاسب قصيرة المدى، لذلك نجد أن طهران تنكر قيامها بأي عمل خاطئ وتصدر بيانات حول تعاونها "الممتاز"، وفي الوقت نفسه تتحرك قدما على كل الجبهات التي لا تحظى بالتغطية الصريحة في الاتفاق النووي، مثل التجارب على الصواريخ وتعزيز الوجود والنفوذ الإقليميين، وهي أنشطة تساعد إيران على العمل على الأسلحة النووية في وقت لاحق.

بالإضافة إلى ما ذُكر عن الأنشطة غير المنصوص عليها في الاتفاق النووي، عززت إيران في الفترة من 2015 إلى 2017 حملتها العسكرية ضد المدنيين السوريين، كما حاولت إقامة وجود عسكري لها قرب الحدود الإسرائيلية، بينما نقلت أسلحة ممنوعة لـ حزب الله، وابتداء من العام الجاري بدأت تقيم مصانع أسلحة في لبنان وربما في سوريا أيضا، كما أنها تتدخل في الحرب الأهلية باليمن وتقوم بتسليح وتدريب المتمردين من الشيعة في البحرين، وتضايق سفن الأسطول الأميركي في الخليج بانتظام.

وقال أيضا إن إيران حريصة على عدم انتهاك اتفاق يمنحها وقتا لتشييد بنيتها التحتية انتهاكا فاضحا وتعزز وضعها الاقتصادي ووضعها الإقليمي، كل ذلك مقابل تنازلات ضئيلة بالمجال النووي مقابل رفع العقوبات عنها.

تشديد التعامل
ودعا الكاتب إلى تغيير التعامل مع إيران والإبقاء في نفس الوقت على الاتفاق النووي، قائلا إن إلغاء الاتفاق أسوأ من إبقائه. ومن ضمن التعامل الجديد الذي يدعو إليه الكاتب أن تقوم واشنطن بإقناع الأعضاء الآخرين في مجموعة (1+5) الموقعة على الاتفاق النووي بضرورة توضيح وتغيير بعض القضايا التي لها علاقة مباشرة بالاتفاق، مثل تغيير سجل إيران والقول بوضوح، استنادا إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشهر ديسمبر/كانون الأول 2015، إنها خرقت معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

كذلك دعا الكاتب إلى التعامل بشفافية وبمزيد من التفاصيل مع التقارير التي تعدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن البرنامج النووي الإيراني، قائلا إن الوكالة لم تفتش كثيرا من المرافق النووية الإيرانية، إما لأن إيران رفضت ذلك، أو لأن الوكالة قاومت الدعوات للتفتيش خشية الرفض الإيراني.

ودعا للاطلاع على معلومات الاستخبارات الألمانية عن محاولات إيران للتحايل على شروط مجموعة العمل المختصة بالمشتريات والتعاون الإيراني مع كوريا الشمالية.

وقال إنه إذا لم تتشدد واشنطن في رقابتها لإيران وترفض التبريرات لوضع حد فاصل بين قضايا الاتفاق النووي والسلوك الإيراني "السيئ" في المنطقة، فستصحو يوما ما على كوريا شمالية أخرى.
المصدر : الصحافة الأميركية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات