ريحة وطن وتراب


في الصورة شممت رائحة الحصن الحلوة بزمانها وحاضرها بنبع تاريخها وعراقة ماضيها . الحصن نبعة خيرات ونبعة الجدات وموئل المواويل وعتابا الأغنيات جرار الماء وأنفاس تعب الحصادين . اليوم وأنا أشاهد تلك الصورة المرفقة رأيت كل قرى الأردن رأيت العقد والجدة بلباسها الحوراني المهيوب والحطة المقصبة والشنبر ومكوى الفحم وزمان الخير والبركات وصفاء الذهن ومواسم عز موسم يتلوه موسم ومحبة وعونة من خلال تلك الصورة والتي رأيتها على صفحة الصديق نزيه الريحاني وطلبت منه أن أعمل شير لها لما فيها من حنو لماض مضى . وقد أحسست بوهج المحبة والقرية والفرح في قلوب الكبار كبارنا في تحنان مدامعهم في أعراسهم والقرا والدبكة والفرس والسيف وقطوف عنب دالية متدلية بحوش العقد والدار وتكنات زريعة بزهراتها وورداتها وحكاياتها ... هنا غربال وقمح ومنشر سليقة وبرغل وكواير وكروم و زبيب وقطين ومقاثي جعابير وحروش وبطيخ وسهر وسواليف عن رحلات للشام بالترين ومرقة عدس وبالشام قوزلية وربابة وسهر وشروقي وريحة تتن وحكايات وتندر وسهرات حتى الصبح ...حتى روايات الضبع كانت جميلة...والثلجة الكبيرة وسفر برلك وقعدات حد الدكاكين بزر وقضامة ولعبة منقلة ونقلة وكعكبان ومخشرمة وملبس حامض حلوة وحثان وراديو وغناوي وأخبار أمنت بالله لور دكاش وحول يا غنام وعلى أم المناديلي لنور الهدى وطيارة يما بتحوم وتوفيق النمري وربابة عبدة موسى مرين وسجل ع الحساب كل الطلبات بقلم الكوبيا والدفتر المهتري وحارات وربيع وخبيزة من المقبية وعلت وحويرنة ودريهمة وشماليخ وجلاتون وفطاير كشك وقراص عيد ولزاقيات ولفة الخطيب وكمشة زبدة بيضا طالعة من شكوة بيها ندى نيسان . في عقود الحصن روح الذكرى روح المحبة روح الجدود والجدات والجوزة العتيقة وتينات من عسل مصفى يضيء ليل السهر والسمر. عقودنا وبيادرنا وسهولنا أعيدوها للتاريخ لأنفاس من عاشوا ورحلوا ...ففي حناياها الجدران أعياد و كواير من عرق الفلاحين .أعيدوها حلوة ولا تدعوها تموت أكثر.كلنا مسؤولون عن اعادتها ورسم النور في شغفها...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات