بصراحة ، لم أكن أتوقّع أن تثير مقالة أمس حول العلاقات الأردنية القطرية كلّ هذه الردود ، فقد وردتني اتّصالات من الأردن ومن أردنيين في قطر أيضاً ، تعبّر عن تأييدها لما ورد في المقالة ، وفي واحد منها عتب كبير على الصحافة الأردنية التي امتلأت بالمقالات التي تهاجم قطر بما لا يليق.

ويبدو ، فعلاً ، أنّ لقطر جماهيرية في الشارع الأردني ، قد يكون أحد أهمّ أسبابها تعرّض المواطن العربي عموماً لقناة "الجزيرة" بشكل لم يعرفه من قبل ، وبالتالي فإنّ المشاهد يربط فوراً بين القناة والبلد الذي أسسها ودعمها ، ولكنّ ذلك بالطبع ليس السبب الوحيد.

ولست أملك الأرقام الدقيقة حول التواجد التاريخي الأردني والفلسطيني في قطر ، ولكنّني أعرف شخصياً عشرات الأشخاص ممّن كان لهم دور مهمّ في إنشاء قطر الحديثة ، ونعرف كلّنا أنّ عشرات الآلاف من الأردنيين عاشوا في قطر على مدار السنوات الأربعين الماضية ، وعرفوا خير تلك البلاد ولا يمكن أن يتنكّروا له أبداً.

وكما عرفنا ، فقد عبّر الكثير من أبناء الجالية الأردنية في قطر عن عتبهم على الإعلام الأردني خلال لقاء رئيس الوزراء بهم قبل يومين ، وعرفنا أنّ دولته طمأننا بأنّ الأمر لن يتكرّر وهي سحابة صيف ليس إلاّ ، وعرفنا أيضاً أنّ الجالية خرجت من اللقاء أكثر من مرتاحة.

بالمقابل ، فالأمل من الأخوة القطريين العودة إلى سياسة استيعاب الطاقات الأردنية في المؤسسات الرسمية والخاصة ، فقطر تعد بازدهار غير مسبوق في المنطقة قريباً ، الأمر الذي يتطلب عمالة خبيرة موجودة في الأردن ، ويبقى أن نأمل بدوام الخير ، وهذا ما نظنّه مقبل مع زيارة الملك إلى البلد الشقيق فعلاً.