هذا موقفنا *


 تشرفت بالتوقيع على البيان الذي أطلق عملية إعداده ونشره دولة أحمد عبيدات رئيس الوزراء الأسبق تحت عنوان "روح الميثاق الوطني" وهو البيان الذي يكتسب حاليا زخما سياسيا وشعبيا سواء المؤيد له وسواء المواقف التي تعترض على مضمونه أو أهدافه وهي مواقف حرة وطبيعية ومطلوبة ضمن سياق حوار وطني ديمقراطي يتمتع بخاصية احترام الرأي الآخر.

البيان وقعه حتى الآن أكثر من ألف شخصية في مجالات متعددة من العمل العام يمثلون أطيافا سياسية وايديولوجية متبانية جدا. هذا التباين هو إثراء لمصداقية البيان ويؤكد بأن من وقعوا عليه ركزوا على اتفاقهم على المبدأ العام في حماية الوحدة الوطنية وتركوا اختلافاتهم السياسية والفكرية في ساحات أخرى. البيان لا يهدف إلى الرد على اية طروحات أخرى بقدر ما يهدف إلى توثيق مواقف آلاف الأردنيين من السجال السائد حاليا حول الكيفية التي يمكن بها للمجتمع والدولة الأردنية مواجهة التداعيات السياسية والاجتماعية المترتبة على السياسات الإسرائيلية الأخيرة التي تحاول الضغط باتجاه فرض حل أردني على الوضع النهائي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والتي تسمى أحيانا الوطن البديل والخيار الأردني. ولكن البيان لا يقتصر فقط على توثيق موقف تجاه هذه المسألة بل يسجل في البداية انتقادا واضحا وصريحا لغياب الشفافية في الحوارات الوطنية.

في الموضوع الرئيسي وهو مواجهة السياسات الإسرائيلية يدعو البيان إلى الالتزام بمسارين متوازيين لا ينفصلان وهما حماية حقوق المواطنة في الأردن ورفض خيار الوطن البديل متضمنا ذلك الحرص على حق العودة. هذا الهدف المزدوج للبيان هو الذي يختلف مع الأهداف التي أعلنتها بعض البيانات والدعوات السياسية في هذا الصدد والتي ركزت بشكل منفرد أما على استهداف حقوق المواطنة كوسيلة "لحماية حق العودة للشعب الفلسطيني وحماية الأردن من مخاطر الوطن البديل" أو التيارات التي تدعو فقط إلى "تحسين الحقوق المنقوصة ومنح محاصصة ديمغرافية شبه تامة". كلا التوجهين الآخرين سيبقى قاصرا عن حماية المجتمع الأردني من تداعيات السياسات الإسرائيلية بل على العكس من ذلك سيكون أداة تسهم في حماية الهدف الإسرائيلي.

البيان الذي وقعنا عليه يؤكد بأن القيم الموجودة في الفصل السابع من الميثاق الوطني حول العلاقة الأردنية الفلسطينية لا زالت صالحة حتى الآن لوضع إطار لهذه العلاقة يستجيب لتحدي حماية حقوق المواطنة المكتسبة منذ عقود وبتوافق داخلي وكذلك تحدي مواجهة الخيار الأردني والوطن البديل.

نقطة البداية هي حماية التوازن السياسي والاجتماعي الأردني بالتأكيد على هوية الدولة الهاشمية العربية ، وسيادة الدستور الذي يرسخ المساواة بين المواطنين وعدم السماح بالعبث بأية قواعد وأسس لهذا التوازن وهي القيم التي يرسخها البيان الحالي ، والنقطة الثانية هي الدعوة إلى حوار وطني مفتوح وصريح ومسؤول حول أفضل الخيارات الوطنية في مواجهة السياسات الإسرائيلية بما يكفل حماية الأردن من مخاطر الترانسفير والوطن البديل ويكفل حماية حقوق المواطنة لكافة المواطنين ولكن في نفس الوقت لا يسمح باستغلال سياسات الدولة الأردنية الحكيمة من أجل الإنهاء التدريجي للطموحات والحقوق الفلسطينية في دولة مستقلة وبالتالي حماية حق العودة ولكن بدون إكراه ولا إخلال بقواعد المواطنة ، وهو حوار يدخل في التفاصيل والأدوات السياسية والتشريعية ضمن سقف الدستور الأردني وربما نتفق على هذه الخيارات أو نختلف ، وهذا من أسس احترام القواعد الديمقراطية.

batirw@yahoo.com
الدستور



تعليقات القراء

محمد آل خطاب
هذا البيان الكيدي الذي تشرفت انت بالتوقيع عليه والذي تقول انه لبيان وقعه حتى الآن أكثر من ألف شخصية في مجالات متعددة من العمل العام يمثلون أطيافا سياسية وايديولوجية متبانية جدا.
هذا البيان هو التناقض بعينه ومهما حاولت تلميعه او تبرير توقيعك عليه يبقى بيانا باهتا يتحدت عن شعارات لا تغني ولا تسمن واستخدام شعار الوحده الوطنيه لاعطاءه قدسيه لم ولن يفيد
ثم ما الذي تعترض عليه في بيان العسكر ولم ياتي بم اتيت به مبررا توقيعك

15-05-2010 04:33 PM
جنوبية غيورة
يسلم محمد ال خطاب كل تعليقاتك صحيحة وفي محلها
17-05-2010 01:10 PM
صقر سلطي
والله كلامك سليم 100% يا وردم ...مع اني ما بعرف شو كاتب
19-05-2010 02:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات