هبوب الخمسين وجنونه


يروي أحد الرجال الذي تجاوز الخمسين من عمره قصة طريفة وجميلة ، حيث يقول:دعاني احد الأصدقاء (الذي يعمل مأذوناً شرعياً) لتناول فنجان شاي قبيل صلاة المغرب ...بعدها أخذني إلى بيت بسيط في إحدى القرى المجاورة ، فاستقبلنا رجل وأدخلنا المنزل بعد أن رحب بنا أشد الترحيب ، ثم قال لي الرجل: دون مقدمات أنا لي من البنات سبع ولم يتزوجن ...أكبرهن بالثلاثين من عمرها ..وأرغب بتزويجهن برجال طيبين ، فاختر إحداهن ولا أريد مهراً ولا تكاليف ...يقول الرجل (في داخله):لقد أصابتني الدهشة من الموضوع ... وقلت للرجل وما أدراك أنني من الطيبين ؟..فقال: صاحبك هذا هو من وصفك بذلك ....فنظرت إليه بغضب وازداد غضبي عندما رايته يبتسم..ثم أخذني التفكير بالموضوع وخطر ببالي زوجتي وأولادي...فحاولت الخلاص من هذه الكارثة دون أن أحرج الرجل ،فقلت له أمهلني إلى الغد..فقال لي الرجل : قبل أن تذهب أختر إحداهن وانظر النظرة الشرعية ..فقلت : إن كان ولا بد فالكبرى ذات الثلاثين ...بعدها دخل الرجل وناداني لأرى الفتاة ..فذُهلت بحسنها وجمالها وكأنها لؤلؤة مكنونة..مكثت لحظات أتأمل في القمر الجالس أمامي ..لاحظ الأب ذلك، فطلب مني الانصراف بكل أدب..فخرجت وقد غُسل دماغي وبُهر عقلي بجمالها وعند الباب قلت للرجل: أنا موافق..فنهض صديقي المأذون وقال: سأتصل بالشهود ليحضروا الآن..وفعلاً حضر الشهود وتم العقد ...وقال لي أبوها : اذهب اليوم وجهز نفسك للغد ليتم الزفاف...وقمت بالحجز في احد الفنادق الفاخرة وتم الزفاف والذهاب إلى الفندق وبعد ساعات وإذ بباب الغرفة يُطرق ، ثم فُتح الباب بقوة فإذا بزوجتي الأولى تقول بنبرة عالية : ( قوووم قامت قيامتك ...قوم أذن المغرب وأنت نايم ) ...فنهضت من سريري متألماً على رؤيا جميلة لم تكتمل ...فقلت في نفسي : حتى الأحلام تفسدها النساء علينا...

فسبحان الله كيف أن طبيعة النفس البشرية لا تهرم ولا تشيخ وتبقى في حالة شباب دائم ومستمر ،حتى لو وصل إلى عمر متقدم بالسن فتجد الرجل قد أنهى الثمانين من عمره ودخل بالتسعين وتراه جليس الفراش وفيه كل أمراض الدنيا ولا زال حديثه عن المستقبل وماذا سيعمل فيه.. ويتكلم عن الأرض التي سيزرعها أو يُضَمّنها...فكما أن في العمر سنٌ للمراهقة الطبيعية فهناك سنٌ للمراهقة المتقدمة ، فبعد أن يتجاوز الرجل سن الخمسين ويصبح على أبواب الستين تجده يحاول أقناع نفسه بالشبوبية والصغر والقوى، وتراه يتحدى الشباب بالعمل وسرعة المشي والركض حتى في اللباس والأناقة، غير صبغة الشعر ولبس الموضة الجديدة، وتجده يردد ويكثر من الحديث عن الزواج من الثانية(يعني بصير يلعب بدمه) ...ويحاول أن يقارن نفسه بالعمر مع زوجته، وقد نسي أن زوجته ظهر عليها التقدم بالعمر بعد أن حملت وخَلّفت أكثر من عشر خِلفات مع تربيتهم وحمل همومهم...( وبكفي إنها صابرة على نكدك ومقابلتك)..

ويبقى هذا الرجل يعيش ما بين هبوب الخمسين وجنونه وما بين أحلام المراهقة المتقدمة..وليس دفاعا عن النساء فإذا كانت النساء تُفسد عليكم الأحلام فهناك بعض الرجال يفسدوا الحياة والواقع...وكان الله بعون من هَبّت نسائم الخمسين وجنونه على زوجها...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات